كلما اقترب العمر من عام لآخر يجتاز في اذهانها اننا أوشكنا على نهاية رحلتنها على متن سفينة الحياة ، بل والأكثر من ذلك يستلزم علينا اعلاء متاريس الوقار المصطنع حتى تشوب هيئتنا الجدية وتتحدي الطفل الداخلي المكبوت داخل زنزانة المستحيلات يلوح بأولوية المواهب التي دفنت معه من الداخل حتى يجد من يسمع صراخه ليفك حصاره . نعم هذا مايحدث في مجتمعتنا العربية بأن نظن أن الحياة هي طريق كسب المال أو الارتقاء في الدرجات العلمية وربما تكون في سكنى البنايات ذات الطراز الحديث وتغاضينا عن كل ما هو روحاني بل وغفلنا متعة الحياة الحقيقة بين أجواء الطبيعة والنفس الهادئة المنسجمة مع نغمات النسيم العزب وهاجمتنا غزوات الضيقات والازمات الاجتماعية المعاصرة التي تفتك بمجتمعنا وتزعزع إيمان الامل للحياة . ولكن كان هناك خطة دفاعية غرست في احلام ثلاثة من الشباب حتي نبتت جزورها وتأصلت مع بعضها البعض وكونت مثلث حائط اليأس والأكتاب والمستحيل ليحجمهم من التفشي في المجمع وأسسوا مجتمع يبدو صغير ولكنه نجح ان يعيد النبض مرة أخرى لقلب الحياة.
” لايف أب فاكتوري ” فكرة وجدت لخلق أجيال قادرة على الابداع والسمو بالحياة عن طريق تعلم الفنون المختلفة وقد برز ذلك فى الحفل السنوى لهم . فقد قدمت مجموعة ” لايف أب فاكتوري ” للصحة البشرية عرضاً للباليه، قامت به طالبات الباليه الناشئة والبالغات، احتفالا بمرور العام الثالث على تأسيسها. وقد تم تقديم العرض في مدرسة نارمر الأمريكية في حضور كبير لأولياء الأمور، والأصدقاء، وعائلات طالبات الباليه، ومحبى أسلوب بناء الشخصية من خلال منهج ” لايف أب فاكتورى ” تراوحت أعمار طالبات الباليه ما بي ناشئات في الرابعة من عمرهن، وطالبات بالغات (حتى سن الخمسي)، وهذا يجسد المقولة الشهيرة ” لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ” فيستطيع الانسان أن يتعلم أى شئ فى أى سن وأى وقت وأثبتت تجارب المتعلمات للبالية والرسم من خلال تجربة ” لايف أب فاكتورى ” أن الانسان قادر على الابداع ولا يوجد قطار للعمر يمر على أى تعلم وقدم فى الحفل عرض إجمالي لتسع رقصات حول مفهوم مواسم الحياة الأربعة: الخريف، والشتاء، والربيع، والصيف. فقد عكست الرقصات المعروضة المراحل المتنوعة التي نمر بها في الحياة. فيها ما هو ُمفِرح، ومحِّفز وملئ بالنجاح وشحن المعنويات وقد ظهر أيضاً الابداع فى معرض للرسوم كان من ضمن فاعليات الحفل وقد قدم المتعلمين من خلال ” لايف أب فاكتورى ” رسومات متنوعه وجميلة بألوانها المفرحة والتى تظهر خيرات الحياة والوجوه الانسانية البريئة التى تعطى التفاؤل وحرفية التعلم للرسم من خلالهم . روني برسوم ، مريام عوني ، سمر اقلاديوس ، مؤسسي وشركاء بمؤسسة “لايف أب فاكتوري ” هؤلاء الشباب اللذين استعادوا لنا كفريق ” وطنى ” فى التغطية الصحفية لأنشتطهم نضارة البهجة من جديد للمجتمع المصري ، فمنذ اللحظة الاولى من وطأة قدمينا بمقر المؤسسة ادهشتنا كل ركن بداخلها ، فقد سمروا كل ما هو عتيق على الجدران لعلهم يحدون من تسلل العتق والقدم وإعادة الماضي ملون الي حضن الطبيعة حتي يفعم بالحيوية ،فتجد ساحة الاستقبال عبارة عن مقاعد لونها بسيطة وسلم خشبي مائل استبدلوه بمكتبة وضعواعليه مخطوطات الكتب متعددة لغذاء العقل الذي ينبع من القراءة ، بينما لم تجد بورتوريه كعادة ما يزين الجدران بل كانت الدراجة بطلة المشهد وكانها تنظر بتحدي في عيون الماضي تسابقه نحو الحياة الأفضل . وسرعان ما التفتنا الى نغمات داعبت مشاعرنا حتى ساقتنا نحو غرفة واسعة محاطه بالزجاج ومن داخلها وجدنا فتاة ذات عود يافع تقف على طرف واحد من قدمها وتدور بعفويتها في مدار يستقطب عشرات الفتايات يحلقون معها في مدارات وكانهم قرروا ان يتعالوا فوق قمم التحديات بطرف اقدامهم متخطين وهم المستحيل . ماهذا المجمتع الغريب ؟! شككنا للحظة انهم ضيوف شرف على كوكبنا الأرض ، بل والأجمل اننا تمنينا بأن نحلق معهم أثناء جولتهم ، ولكن في الواقع انهم شابات مصريات يعيشون في مجتمعنا ويواجهون نفس التحديات التي نواجهها وربما من الممكن ان تكون أكثر فالعلم عند الله ، وتشوقنا جدا ان نسمع قصة بداية هذا المكان . فقال روني : ” لايف اب فاكتورى ” هو كان مجرد حلم في البداية ولكن تحقق بمساعدة مريام وسمر وقررنا ان نواجه تحديات المجتمع ونعمل على خلق مجتمع مبني على قيم و مبادئ حقيقية تجعل الفرد يؤمن بأنه لايوجد عائق السن الذي يقف حائلا بينه وبين مهاراته مادام لديه الشغف نحو موهبته التي وضعها الله بداخله فهو يستطيع حتما ان يحقق كل ما يتمناه ، ولذلك قررنا ان نؤسس هذا المكان ليقدم ورش عمل تبني مهارات الانسان من خلال تعلم الرسم والغناء واالموسيقى بالاضافة إلى البرامج التي تعمل على بناء شخصية الانسان ويوجه الى طلاب المدارس والجماعات والشركات المختلفة ليمكنهم من كيفة الاشتراك في العمل الجماعي ، لذلك قررنا ان نستعيد ونسترد المواهب والطاقات الموجودة في كل الاشخاص بكل اعمارهم لنغير العالم من حولنا بطاقة الحب والشغف والموهبة . وقدم رونى الحفل السنوى لهم وفى كلمته التي ألقاها قال: “إن لايف أب هي مجتمع من الأشخاص، والأصدقاء، وأفراد العائلة الذين يؤمنون بمواهب البشر، وبرحلة الحياة الفريدة وبالقصص الملهمة الخاصة بكل شخص على حدة. نحن هنا لنزرع قيم حقيقية، ولُنشِعل روح الابتكار المدفوعة بشغف، ولنجدد المواهب، ولنبني الشخصيات للأجيال القادمة . مريام عوني هي ثاني ضلع من مثلث المواجهة التي نقلت لنا كل خطوة تخطوها في بداية مشروع “لايف أب فاكتوري” وتمثل الهيكل الاداري للمشروع والمسؤلة عن البحث الداخلي للنفس من خلال التجوال بين الطبيعة بكونها قائدة مجموعة كشفية فتعمل على تنظيم جولات كشفية تخرج نحو الخلاء بعيدا عن ضجيج العاصمة لاكتشاف الطبيعة التي تحاكينا عن ذواتنا الحقيقة المخلوقة للأبداع والأبتكار مهما تقدم العمر بأي أنسان ، وشهادة على ذلك سيدة في عمر الاربيعنات من المشتركات كانت دليلا على هذا حيث اكتشفت انها موهوبة بالرسم لاول مرة والأن بعدما تعلمت كيفية تطوير موهبتها رسمت العديد من اللوح المعروضة في الحفل ، وغيرها كم من القصص غيرها نفخر بوجودها معنا في هذا المكان. قد يكون الرسم موهبة مدفونة وخرجت للحياة يميل الى المنطقية الى حد ما ، بينما تفوق إلى تعلم فن الباليه في هذا العمر هذا ما فجأتني به سمر أقلاديوس مدربة البالية بمؤسسة “لايف اب فاكتوري ” بعد ان تحقق حلمها في وجود مكان يجعل المرأة تعيش منطلقة بدون قيود فكرية غير سويه متفشية في مجتمعنا ويشترك فيه سيدات تخطت الاربعين مقبلة على تعلم البالية مؤكده انه لايوجد عائق لهذا مادام الدافع موجود فلا معني ابدا لأكذوبة الوقت قد مضي للتعلم ، بل بالعكس نحن هنا اوجدنا مجتمع حياتي يحفز على تنمية الابداع والمواهب في كافة المجالات الفنية المختلفة كارسم والموسيقى والبالية وغيرها بدون تحديد عمر او وزن او شكل محدد فالحياة قائمة للحياة. وكان دليلا على صحة كلامها اربعة قصص حية شهدت اليوم انه لا يوجد مستحيل ان تحقق ما حلمت به او تظل تحد وطأة قيود الازمات المعاصرة في المجتمع . تقى أحمد.. فتاة تبلغ من العمر 25 عامة كان من المسحيل على استيعبها ان تتعلم الباليه وخصوصا انه تواجها عاقبتين الاولى وهى ان البالية في حد حد ذاته يستوجب ان يكون المتدرب من عمر صغير وهو يتدرب عليه ، ومع شغفها المحاط بسحابة المستحيل اكتشفت انها في “لايف اب فاكتوري ” انه لا يوجد ابدا عائق فقد تعلمت بالتشجيع ووصلت الى مستوايات متقدمه جدا الان والعائق الثاني هو انها كنت تعاني من بعض الالام الظهر (الديسك) والمقرر من الاطباء فعليا ان تتلاشي لعب الباليه تماما لما يستلزم من شد قاسى على كل اربطة المفاصل ، ولكننها صممت ان تتحدى لانه كان حلمها الذي حلمت به سنين كثيرة فكانت المدربة تثابر معها واتدرج معها في التمارين متحزرة لحالتها حتى شفيت تماما واصبحت بالارينا ذات لياقة عالية .
“بطلة القصة الثانية ..طبيبة أورام” القصة الثانية لطبيبة أورام تدعى ميرا كنعان 28 عاما متزوجة ولديها طفلة ذات عدة شهور ، وهي في الاصل منذ صغرها وهي تعشق الباليه وتمارسه بأنتظام بمهارة بالرغم من المسؤليات الكفيلة لتقبل اعزار الأكتئاب لأي أمراة في ظروفها وخصوصا وهي لديها حياة اسرية والاكثر ان تخصصها العملي محاط بها كلغم متاجج في لحظة انفجار من كثرة ضغظه وتوتره ، الا ان سلاحها الوحيد قد لصقت بقبضتها واخذت تصارع هذه التحديات ولم يثنيها عن ذلك اى ظرف ، وازهلتنا حينما اكدت بقولها لي على مسامعي بانها في فترة الحمل توقفت لمدة 3 شهور حسب ارشاد الطبيب حتى اعتراها اعراض الأكتئاب فقررت بأن تتحدى وتصر على حضور التمرين بعناية لكونها طبيبة وظلت تلعب الى اخر وقت قبل الولاده ، وما اسر سمعي وهي تقول كل مرة العب بالية اشعروكأني طفلة منطلقة وانا محلقة في دوائر اجد روحي تشفى . لايظن ان البالية هو مجرد فن راقي او حركات عبثية تلهو بها الفتاة ، بل انه من أصعب التمارين الرياضية فهو يسلزم شد عضلات الجسم والوقوف على اطراف القدم بحزاء به قطعة خشبية يشبون عليها ،فبالرغم من نعومة لاعبيها وظهورهم في لياقة الا انها في الواقع تجمع عضلات الجسم في كتله واحدة تتحرك في اتجاهات محددة بدقة وانضباط .
” فراشات زينوا الحياة بالامل” مي .. فتاة جميلة الملامح هي بطلة القصة الثالثة التى لا تقل بطولة عن السابقتين بل انها زادت انطلاقا في التحرر من قيود الفكر لكونها فتاة محجبة شهدت بأنها فخورة لما توصلت اليه رغم كل المعوقات والانتقاضات التي تصددت امام حلمها و قالت ان الحجاب لم يكن هو العائق فالحرية لا يكممها معتقدي او طقوس عبادتي بل بالعكس هي تقربني الى اعماق الحياة و سأظل مثابرة على انا ماعليه . دايانا رفعت مهندسة معمارية وهي بطلة القصة الرابعة التى جمعت بين الاونثة والانطلاق والعمل الجاد الجاف الا انها سعت وراء الحياة المفعمة بالانطلاق والحياة وشاركت سمر الحلم قبل ان يتحقق بوجود “لايف اب فاكتروي ” فهى من اقدم المشتركين بالمؤسسة والنواة الاولى التي اثمرت عن جيش من الفراشات زينوا الحياة بأشراقات الامل والتحدي والهدم لجرار المستحيل . أكم من القصص والتحديات كانت خلف الغرفة البلورية التي تحوي عشرات البلارينات التي اذ لو سردت قصصهم بأنفراد على للقارئ لم يسعنا الووقت حتى ان الاحرف او بلاغة التعبير بالكلمات عن تدوين وصف ماالانهاية من الانبهار والتحدي وراء كل قصة منهم ، كما هناك ابطال مواهب مختلفة في مجالات الفن الاخرى التي تقدمها برامج “لابف اب فاكتوري “. وفي محاولة لعرض إنتاج الطلبة من خطوط إنتاج أخرى داخل لايف أب وللإثناء عليها، ساهم مدِّرس مدرسة الموسيقى وطلابها خلال الحفل بأداء أغنيتي في العرض. وبالإضافة إلى ذلك، تم عرض نخبة من رسوم زيتيه للطلبة الناشئي والبالغي بمدرسة لايف أب للرسم كما ذكرنا من قبل . وقد زينت أعملهم صالة العرض مم نشر إحساًسا بالفخر داخل أسرهم وأصدقائهم. وللمزيد عن هذه التجربة شاهد عزيزى القارئ الفيديو التالى … [T-video embed=”0kQDqzhmFoI”]
|