مهنة الاعلام فى محنة فعلا، يشعر بها كل المشاهدون، وبخاصة الاعلام الخاص والفضائيات التي تعمل في وادي والدولة في وادي أخر تمامً.
وقد أثار السيد الرئيس لهذه المحنة المستعصية، فبعض الفضائيات والتوك شو الذين يظنون انهم يعلمون ببواطن الأمور، والذين ليس لديهم خبرة المذيع ولا ثقافته، ولا ثروته اللغوية ولا أي معلومات عن الميديا ينشرون التشاؤم ويبثون القلق والضيق بين المشاهدين، فى وقت نحن في اشد الحاجة إلى التفاؤل ونشر ثقافة الرضا والحب والوطنية، فنحن وان كنا نعاني من غلاء الأسعار وضيق اليد فقد وافق الشعب على ذلك متفائلا بالمستقبل القريب الذي تحل فيه كل مشاكلنا ويأتينا الخير من كل مكان.
حقيقة ان الطريق صعب لكن الشعب المصري قبل التحدي والصبر الجميل، من هنا فلا داع لبعض الفضائيات في نشر الهزيمة والاحباط بين الشعب، كذلك يجب ان يهدأ الذين يعتبرون انفسهم نجوم التوك شو من الصراخ والعويل وسرد المشكلات والمصائب والحوادث اليومية.
ان الاعلام عليه دور كبير في بث روح الأمل والصبر بين الجماهير، وهنا اقول ان إلغاء وزارة الإعلام كان كارثة لأنه هو الذي اتاح للإعلام الخاص غير المسئول وغير الصادق أن ينتشر ويلعب هذا الدور الغير وطني، على اننا يجب ان نذكر ان هناك فضائيات خاصة لها دور وطني مهم وليس لها صلة بالمحبطين التشاؤميين.
من الاسباب المهمة لوجود الفضائيات التي تثير المشكلات هو تصدر كل من هب ودب أمام الشاشة دون أن يكون لديه ابسط ثقافة المذيعين ولغتهم وطريقة كلامهم ولغتهم العربية وحتى وجوههم، فتشاهد وتسمع من يتمتعون بأصوات شاذة غير مريحة، هذا مع ارتفاع الأصوات اكثر من اللازم، وفرض رأي المذيع على الضيف والتدخل ومقاطعته، وسرعة الكلام، وكل هذه قواعد يعرفها من يعملون في الاعلام ويعرفون اصوله وقواعده، ثم بعضهم ايضا يتحدث فرانكو آراب أي كلمة بالعربي واخرى بالإنجليزي او الفرنسي.
وهل من المعقول ان نفتح الباب على اخره لكل من يتشوق للعمل الاعلامي دون ضابط او ربط، فنترك المطرب الأمي، والراقصة، والممثلة المتقاعدة وغيرهم كثير. نترك الفرصة لهم فى نفس الوقت الذي نملك اشخاص متخصصين في الاعلام يتمتعون بكل آداب المهنة ويعرفون قواعدها ومارسوها ويمارسوها في الإعلام الرسمي ولا يجدون عملا لهم؟!
حرام والله حرام، ونحن نقول في امثالنا الشعبية “اعط العيش لخبازه ولو ياكل نصفه”، فما دام عندنا مواهب اعلامية شابة من الجنسين يمكن ان نستفيد بها فلماذا نأتي بالاخرين ولديهم اعمالهم التي ينجحوا فيها؟! ثم هل اطلب من الدولة عدم السماح لأي انسان بالعمل في الاعلام إلا إذا كان متخصصا أو على الأقل درس في معهد الاذاعة والتليفزيون دورة لمدة ثلاثة اشهر او اكثر حتى يتعرف على جهاز الإعلام وفنونه ويختبر صوته ويتدرب على العمل قبل ان يكتشف المواهب، كما يستطيع ان يقول لكل من لا يستطيع العمل الاعلامي “انت لن تفلح فى هذا العمل ” وهكذا.
العمل الاعلامى يحتاج لموهبة، صوت عادي نقي بلا عيوب، شخصية اجتماعية تعرف الحوار وتحترم من يناقشها، ثروة لغوية تجيد التعبير بكلمات بسيطة سهلة مفهومة، شكل عادي في التليفزيون مقبول، عدم وجود لازمة متكررة في الحديث، ثقافة عامة وطنية وحب وانتماء للوطن، احترام المشاهد وتقديره وعدم التعالي عليه.