جاءت زيارة الرئيس اللبنانى ميشال عون ووزير خارجيته، لمصر تأكيدا على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين ورغبتهما المستمرة في تطويرها على كافة المستويات، خاصة أن مصر تمثل أهمية قصوى لدى الشعب اللبنانى الشقيق من منطلق سعى ودعم مصر دوما للحفاظ على كيان و استقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
ناقش الجانبان المصرى واللبنانى الاستعدادات الجارية للقمة العربية المقبلة، والتي ستستضيفها المملكة الأردنية نهاية الشهر المقبل. وكذلك التحديات العصيبة التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
وعن أهمية الزيارة وما تمثله على العلاقات المصرية اللبنانية، يقول السفير عاصم مجاهد مستشار بالخارجية : تتميز العلاقات المصرية اللبنانية إنها علاقات جيدة لسنوات طويلة لم تتأثر بالتقلبات التي شهدتها لبنان العامين والنصف الأخيرة بعدم وجود رئيس للبلاد، إلا أنه انتابت العلاقات بعض من الفتور بسبب العوامل الخارجية التي أثرت على لبنان وتوجهاتها السياسية.
وأكمل عاصم بأن العلاقات التجارية لم تتلأثر بشكل كبير بين البلدين، فهناك رغبة شديدة من الجانبين لزيادة المشاركة فى كافة المجالات خاصة بعد تولي رئيس للبلاد، والذي كان لمصر دورا واضحا في خلق التوافق والتنسيق بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة وحماية لبنان من تعرضها للجماعات الإرهابية، خاصة من جانب سوريا لذك مصر أعلنت أنها على استعداد تام أن تساعد على زيادة قدرات الجيش اللبناني من منطلق حماية الدولة اللبنانية بدون تدخل مصر في الشؤون الداخلية للبنان.
ويضيف عاصم : جاءت زيارة ميشال عون لمصر بعد زيارة المملكة العربية السعودية، خاصة وأن العلاقات اللبنانية السعودية في الفترة الأخيرة تعرضت لبعض من الفتور، أثر على حجم السياحة الخليجية للبنان. وكذلك سحب الجانب السعودي المنحة المقررة للجانب اللبناني والتي تقدر بنحو 3 ملايين دولار كمعدات وأسلحة للجيش اللبناني، فكان لابد من هذين الزيارتين، والذي أشار فس حديثه الرئيس اللبنانس إلى أن زيارته لمصر تقديرا للدور المصرى، وكذلك للتطرق لبعض قضايا الإقليمية بالمنطقة، خاصة أن مصر لها دورا كبيرا، وواضح في أزمات المنطقة ولها جهد خاصة للأزمة السورية التي تمس أمن ووحدة لبنان، مضيفا أن لبنان تميل بشكل كبير إلى رؤية مصر تجاه حل الأزمة السورية أنها يجب اللجوء إلى الحل السياسي وليس العسكري.
بالاضافة إلى اشتراك البلدين في استضافة اللاجئين السوريين وماتشكله من عبء على الاقتصاد اللبناني.
و يوضح السفير محمد منيسي المشرف العام عن هيئة رعاية المصريين بالخارج مصر تربطها علاقات شديدة الخصوصية بالجانب اللبنانى فمصر أول دولة تعترف باستقلالية لبنان في منتصف الأربعينات وتحديد دستور للبلاد تمت جميع المفاوضات بالقاهرة فلبنان من الدول العربية القليلة لم يحصل مع مصر أي خلاف يُذكر فلا توجد قضايا خلافية بين الجانبين علاقتها بمصر تتميز بأنها شديدة الخصوصية جميع الأشقاء اللبنانين يعشقون الأراضي المصرية ويقدمون على زيارتها مع عائلاتهم.
ويضيف منيسي الاستثمارات اللبنانية كبيرة إلى حد ما في مجالات عديدة سواء سياحية أو صناعية والجانب اللبنانى يقدر الدور المصري في مساندته في الخروج من المأزق وانتخاب رئيس جديد للبلاد، حيث أشار الرئيس اللبناني أثناء زيارته عند وصوله مصر بأن زيارته ليست من أجل دعم العلاقات وإنما لفتح مجالات وآفاق جديدة بين البلدين.