احتلت وسائل التواصل الإجتماعي اليوم حيزًا كبير جدًا من حياتنا اليومية ، وكان لهذا الأثر البالغ علينا كثيره إيجابي وبعضه سلبي ، وفي ظل انتشار تقرير خلال الأيام الماضية حول إحتمالية إغلاق موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك مع بداية العام الجديد نتيجة إرتفاع الضرائب المستحقة علي الموقع، وقد يكون هذا أمرًا حقيقيًا وربما لا، ولكن هل لنا أن نحاول إعادة النظر ليومنا وحياتنا من دون الفيس بوك مرة أخرى ونخرج من قوقعته وإدمانه ودخوله في أدق تفاصيل حياتنا اليومية ونري ماذا سيكون شكل يومنا من جديد وهل ستبدو أفضل أم ستتحول للأفضل؟!!!!!!
1- سنخرج من شرنقة الفيس بوك:
لقد وصل تعلق البعض بالفيس بوك لحد الإدمان، فبعضنا بات متقوقعًا داخل شاشته الخاصة غير عابيء بما يحدث حوله…فإن كنت وصلت لهذه المرحلة في علاقتك بشاشتك الفيسبوكية عليك أن تتوقف ولو للحظة لتدرك حقيقة أن هناك الكثير جدًا يفوتك وأنت مسجون داخل سجنك الإفتراضي هذا.
عليك الانتباه أن لديك حياة بأكملها تضيع وتتسرب من بين راحتيك، فهناك الأشياء الكثيرة جدًا التي تستوجب إهتمامك الشخصي أكثر بكثير من تحديث نسخة الفيس بوك خاصتك كل 10 ثواٍن.
2-ستتمكن من تحقيق إنجاز أكبر في عملك الخاص:
هل تعلم أن الفيس بوك اليوم بات من ألد أعداء النجاح ، وخير دليل على ذلك هو ساعاتك اليومية المهدرة في تصفح الفيس بوك أثناء العمل ،تحت مسمى الإستراحة من العمل لبضع دقائق .
لذا عليك أن تنتبه أنك حينما تشعر بالإجهاد وعدم القدرة علي مواصلة تركيزك ورغبتك في قضاء بعض دقائق تستريح فيها، فإياك أن يكون خيارك الأول هو تصفح صفحات الفيس بوك فهذا القرار من شأنه أن يكلفك الكثير جدًا ، فدائمًا ماتكون البداية ببعض دقائق حتى تتحول تدريجيًا إلي الربع ساعة ثم النصف تليها الساعة وتستمر في مواصلة إهدار وقتك الثمين والذي من المفترض أن تقضيه في صعود سلم نجاحك الشخصي والمهني ، وتظل دومًا في حالة من الشد والجذب ولفت الإنتباه الدائر بين صفحات الموقع وعملك الذي ينتظر عودتك.
3-ستتمكن من التركيز علي أعمال أخري أهم:
أن تستمر في تصفح الفيسبوك فهذا معناه بالضرورة إهدار الكثير من الوقت في أشياء ربما أكثرها لاقيمة له ، كمراقبة الأصدقاء المقربون ، ومتابعة أخر التحديثات ومشاهدة الصور هنا وهناك وإبداء الإعجاب بهذا وتلك ولا بأس من كتابة بعض التعليقات وانتظار الرد عليها وتعليقًا يلي الآخر.
لذا عليك التوقف فوراً عن إهدار هذا الوقت المهدر من عمرك وتحرر نفسك من هذا السجن الرتيب الإفتراضي ، وانفق وقتك وطاقتك في القيام بأشياء أخري كقضاء المزيد من اللوقت مع أصدقائك وتقوية علاقتك بهم وبأسرتك وزملاء عملك.
4- ستعرف أصدقائك الحقيقيين:
باتت الصداقة علي الفيس بوك من الأمور اليسيرة جدًا ، لاعليك سوى إبداء إعجابك ببعض المنشورات لشخص ما والتعليق علي صوره الشخصية ببعض كلمات المدح فيشعر الطرف الآخر أنك شخص ودود ولطيف وصديق شخصي له ومتابع جيد له.
ولكن حينما تقرر التوقف عن الفيسبوك أو الابتعاد لبعض الوقت ستدرك حتمًا أن هذا هراء وستظل حقيقة واحدة أمامك ألا وهي أن الأصدقاء الحقيقيون هم من يودون بمرافقتك والضحك معك ملء أفواههم ، ومن يرغبون بالتواجد إلي جوارك ،فحينما تنطفئ تلك العلامة الخضراء التى تدل علي تواجدك ستعرف من هم الأصدقاء الحقيقيون الذين يريدونك في حياتهم.
5-ستتأكد أن اللايك لا قيمة لها:-
حسب العديد من الدراسات التى تم نشرها في الآونة الأخيرة فإن زر اللايك لم يعد له علاقة حقيقية بالإعجاب مطلقًا ، فالكثير من الأشخاص باتو يستخدمونه لإظهار الإهتمام، ولإعلامهم بأنهم علي علم بما نشروا، حتي وإن كان المنشور لايروق لهم.
فقد بات زر اللايك يحمل العديد من المعاني بداخله والبعيدة تماما عن الإعجاب ، إلا أن الأمر بين الأصدقاء أكبر من هذا بكثير جدًا فخطوة واحدة للخلف ستؤكد لك أن هذا الزر لايمثل تعاطفًا أو اهتمامًا حقيقيًا ، وإنه مجرد ردة فعل من الآخرين لا معنى لها ، فهم لايتعاطفون مع ما أبدوا إعجابهم به حقًا ، والأمر بات أشبه بعادة حمقاء لاقيمة لها ولا معني حقيقي في مكنوناتها.
6-ستشعر بإنك تمكنت من تحقيق إنجازات أكثر مما قبل:
لا شك أن الفيسبوك بات سببًا حقيقيًا وراء تأخر معظم مهامنا الوظيفية الموكلة لنا، والسبب في تدمير كل الإلتزامات والأهداف والخطط، فالأمر بات استنزاف حقيقي للوقت وللطاقة.
ومما لا شك فيه أننا نشعر بمزيد من الثقة بالنفس عندما ننجز عملا موكلًل لنا ولكننا أيضًا نصاب بتثبيط في همتنا حينما نؤجل عملًا ولا ننجز ماعلينا، مما يشعرنا بالقلق والضغط النفسي ، وغالبًا مايكون الوقت الذي يتطلبه إنجاز العمل لايقارن بالوقت الذي نقوم بتضييعه يوميًا بسبب التفاعل المستمر مع شبكات التواصل الإجتماعي.
ولكن لك أن تتأكد من هذا بالعودة إلي عدد الكتب التى قمت بقراءتها في الوقت نفسه الذي تقرأ فيه عشرات الصفحات خلال يومك علي الفيسبوك والكثير جدًا من السخافات ،فلا تسلب نفسك شعورك بالإنجاز وابدأ الآن بإنجاز أعمالك المؤجلة.
7- ستتخلص من أبراج المراقبة التى تتلصص عليك ليل نهار:
في الغالب أن كل شخص يستخدم الفيسبوك لديه من يراقبه ويطارده خلال ال24 ساعة في اليوم ، فالكثيرون يلاحقونك ويتابعون صور ملفك الشخصي ومنشوراتك وعلي علم ودراية بكل ما تتداوله علي صفحات الفيس بوك وأين كنت بالأمس ومع من وأين ستذهب وكل هذا دون إذن منك ، ولكنك حياتك الواقعية بعيدًا عن العالم الإفتراضي ستحميك من أعين هؤلاء المتلصصين والمتسللين إللي صفحتك من خلف الشاشات.
8- بالتأكيد ستشعر بأنك أصبحت أفضل:
وفقًا لدراسة مؤخرًا أثبت أن الفيسبوك يصيبك بالإحباط والإكتئاب ، بل ويؤثر سلبًا تجاه ماتشعر به تجاه نفسك ، وبالتالي سيترتب علي الأمر فقدان الثقة بالنفس ، وهذه أهم الأسباب:
*الكثيرون يعتبرون تجاهل التعليق علي منشوراتهم إهانة شخصية موجهة لهم، فمجرد التعليق علي منشور لأحد الأصدقاء ، ولم يقم هذا الصديق بالرد علي تعليقه أو إبداء الإعجاب بما كتب ، يبدأ فورًا بتأنيب نفسه وبنعت نفسه بالحماقة ، والتفكير في حذف التعليق لوقف هذه الإهانة التي لحقت به.
*ويعتبر البعض أن تجاهل صورة من قبل الأصدقاء ، ولاسيما من الجنس الآخر ، إشارة منهم إلي بشاعة الصورة التي قام بنشرها.
*للأسف تنجم الكثير من المشاعر السلبية التى تنجم عن الأحتكاك الدائم بمن هم أكثر سعادة وأكثر نجاحًا منك، وكذلك الذين لديهم علاقات أكثر منك، فكل هذه الأمور تشعرك بالنقص وتدفعك إلي فقدان الثقة بنفسك تدريجيًا إضافة إلي رفض حياتك التي لاتشبه حياتهم التي تعجبك وربما تكون زائفة وغير حقيقية ، فتصبح ببساطة فريسة سهلة للإكتئاب.
9-ستشعر بمزيد من الرضا حيال ماتملك:
وفقًا لدراسة أجرتها الكاتبة “بليندا جولدسميث” برويترز ، حول تأثير الفيسبوك علي الأشخاص، فكانت النتيجة النهائية أنهم أصبحوا أكثر غيرة وحسد، وذلك لأن الفيسبوك بات مكانًا لتباهي الأشخاص بما يملكونه من أي شئ.
ولوحظ أن هذه الغيرة لاتقتصر علي الماديات وحسب وإنما حتى في العلاقات الإجتماعية أيضًل تتسبب في ذلك ، فهم يعلنون علاقاتهم علي الملأ مع صديق أو زوج أو أي شخص كان ينتسبون له ، مما يتسبب في خلق المزيد من مشاعر الحقد والغيرة والكراهية عند أولئك الذين يفتقرون إلى هذه العلاقات.
10-أنت لست أكثر من حزمة بيانات للموقع:
فلا يغب عنك أنك لست سوي حزمة من البيانات بالنسبة لمارك زوكربيرج ، في قاعدة بيانات ضخمة يمتلكها، فهو يقوم بإستغلالك علي أكمل وجه فوظيفتك أن تظل طوال اليوم أمام شاشة الفيس بوك منجذب للإعلانات وإنفاق الأموال علي الألعاب وجعل الموقع أنشط وأغني بمشاركاتك ، أما مايحدث لك ماعدا ذلك لايعنيه بشئ .
ففيسبوك بالنسبة لمؤسسه مارك هو عمله الضخم ومشروعه الكبير الذي أعطاه الكثير من وقته وجهده لتنميته ولم يزل ، أما أنت فعلام تنفق وقتك أمامه؟
وبالطبع من الجنون أن تترك فيسبوك تماما وبشكل فورى وهو أمر لن تقو عليه ، كما أن لكل شئ المميزات والعيوب ، ولكن ضع نصب عينيك عيوب الفيسبوك لتتوقف عن ملاحقته وإدمانه ، فعليك أن تدرك أنه يجب أن يحظي بأهمية أقل بكثير مما نعطيه ، والحقيقي أنك لن تفقد الكثير إذ لم تتصفح الفيسبوك 30 مرة في اليوم الواحد.