وسط حضور كبير من شعب كنيسة مارجرجس والفرقة الطيبية بجراجوس التابعة لإيبارشية قوص ونقادة؛ ترأس القمص بيشوي بسيط وكيل مطرانية قوص، صلاة قداس اليوم الأول من صوم يونان، بمشاركة القس تواضروس فوزي كاهن قري قوص؛ الذي قام بإلقاء عظة روحية تحدث فيها عن أن ’’ الهروب من الله هو سقوط مستمر ’’
حيث بدأ القس تواضروس عظته سائلاَ : ” من هو يونان؟
وذكر التقليد اليهودي بأنة من الجليل وهو إبن أرملة صرفة صيدون؛ الذي أقامه إيليا النبي ” ا مل 8:17-24″. وكان والده يدعى أمتاي ويعني ” الحق ” ، وهو النبي الوحيد الذي ارسله الله قديماً للكرازة في بلد أممي ” خارج اليهودية ” .
وأسم يونان يعني” حمامه أو متألم “
أما نينوي فكانت عاصمة مملكة آشور ” مدينة الموصل بالعراق حالياَ “؛ وهي من ألد أعداء إسرائيل؛ وكانت تمتاز بالغنىَّ ، وكان ملوكها يشتهرون بعنفهم وقسوتهم وظلمهم ويعبدون الإله عشتارون.
وبالرغم من كل هذا؛ أمر الله يونان النبي بالتوجه إلى نينوي المدينة العظيمة ، ، ولكن يونان قام وهرب إلي ترشيش ونزل إلي يافا ، ثم نزل إلي السفينة ثم الي جوف السفينة .
ونلاحظ هنا أن الله كلم يونان بعدة طرق ومنها ” الرؤيا ” فقال له قم واذهب الي نينوي …. ، ثم ” الطبيعة الغاضبة ” وهو في جوف السفينة حيث هبت الرياح وتعالت الأمواج …. ، وكذلك عن طريق ” صوت البحارة الوثنيين ” حين قالو له قم وأصرخ لإلهك “.
و أسترسل القس تواضروس قائلاً :” إن الله يُكلمنا بطرق كثيرة منها:
– عندما قال له الله ” قم أذهب “
– كما كلم البحارة في قصة يونان النبي عن طريق هياج البحر وعرفهم لماذا غضبت عليهم الطبيعة ومن أجل من !
– وعن طريق القرعة التي وقعت علي يونان
– في القداس الإلهي نذكر دائماً أنه تجسد وتأنس وعلمنا ” طُرق الخلاص “.
كما تحدث القس تواضروس عن سبب هروب يونان النبي من الله موضحاً الأسباب التالية:
– الخوف … حيث خاف من شر أهل نينوي لأنهم دمويين .
– التعصب … لأن شعب نينوي وثني ؛ ويونان من شعب الله المختار .
– الكراهية … لأنهم ألد أعداء إسرائيل ولذلك تمني هلاكهم.
– الفكر المغلوط … حيث أعتبر ذهابه لهم خيانة لإسرائيل .
– الذات … لأنه سيكون في وجهة نظرهم أنه كاذب لأنه يعلم أن الله رحيم رؤوف؛ وسوف يغفر لهم عند توبتهم بعد إنذاره لهم .
وكما ذكر القديس يوحنا ذهبي الفم ” حقاً لقد هرب يونان من البر؛ لكنه لم يهرب من غضب الله ، هرب من الأرض لكنه جلب علي نفسه العواصف في البحر ، توقع أن يهرب بواسطة السفينة ؛ فإذ بالسفينة تكون له قيوداً “.
كما ذكر القس تواضروس نتائج هروب يونان ومنها :
– خوف ، فنري ذلك في يونان ، وفي البحارة ، كما خافا أدم وحواء من بعد السقوط وإختبئا من الله .
– السقوط المستمر، فالهروب من الله هو سقوط مستمر، حيث نزل يونان الي ترشيش ” بمعني بحر ” ؛ ثم نزل الي يافا ” تعني الجمال ” ، ثم نزل للسفينة ، ثم نزل إلي جوف السفينة ، ثم نزل إلي جوف الحوت .
وهنا نتذكر قول داود النبي القائل ” اين أذهب من روحك ؟ ومن وجهك أين أهرب ؟ ” مز 139 :7 “.