كتب جوزيف نسيم نائب رئيس الحزب العلماني المصري اليوم الاثنين على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك إن فيديو داعش الأخير حول تفجير الكاتدرائية هو الأخطر على الاطلاق، ووصفه بالرسالة السياسية المنمقة والإعلامية المنظمة والمرتبة، ملمحًا إن الفيديو مبني على بيانات سليمة، ويأتي توقيته بأنه جاء في وقت احباط شديد من اغلبية المصريين ذوي الأغلبية العددية المسلم- فبحسبه- إن في مثل هذه الأوقات يجب أن تكون هناك مايفرغ الجموع غضبهم بديلًا عن من هو السبب الحقيقي في الازمة.
وألمح جوزيف نسيم إلى أن صانع الفيديو لا يمكن أن يكون فقط تنظيم داعش وإنما تم ذلك بالتعاون مع جهاز أمني استخباراتي عالي المستوى ومتعمق في الداخل المصري جدًا ويفهم أدق تفاصيله، مشيرًا إلى وضوح ذلك من خلال مقاطع الفيديو المختارة بعناية فائقة لمشاهد من مظاهرات طائفية مسيحية خرجت حول قضايا محددة جدًا كانت كلها محورها ظلم واقع على أساس ديني أو قتل على الهوية، وتم استخدام بعض الهتافات الطائفية البغيضة فيها من شباب متحمس وغاضب لا يعني ولاينتوي شيء إلا التعبير عن غضبه بغباء وسذاجة.
وتابع: “أضف الى ذلك اختيار الكوادر المخصصة والمقربة بشدة على أوجه قادة محددين من الشباب الهام والفاعل على الأرض والغير معروفين للعامة ولكنهم فاعلين اكثر بكثير من عشرات الطبول الفارغة من الرموز الإعلامية المسيحية التي تملأ الفضائيات، وهؤلاء الشباب يعدون على أصابع اليد الواحدة ولكنهم تم جمعهم في هذا الفيديو معا، كل واحد منهم في لقطة خاصة به، وهو يهتف و يقود الجموع في الشارع، وهو ما لم يفعله أي فيديو من قبله وهذا لا يعني الا انها رسالة واضحة، اننا نعرفكم بالاسم! الفيديو في رأيي كما قلت سابقًا من اخطر ما انتجت داعش ويؤكد على أننا في مستهل معركة فتحت على مصراعيها على كل الشباب المسيحي الناشط في المجال العام.”
بينما اعتبر هشام عوف وكيل مؤسسي الحزب بأن الفيديو يعتبر إعلان حرب شاملة على الإدارة السياسية وعلى الاقباط وعلى مفهوم الدولة الوطنية في حد ذاته، منوهًا إن مصر ستدخل تلك الحرب من دون جبهة موحدة، معتقدًا إن ترويض الأزهر يجب أن يكون له الأولوية الكبرى بالنسبة للإدارة السياسية لأن لايوجد من سيرد على هذا الفيديو بشكل منهجي.
وتحدث عوف عن إختيار اسم الفيديو “وقاتلوا المشركين كافة” وهي آية قرآنية يترتب عليها حكم شرعي وعند ظهورها في الفيديو في كل مرة تقرأ بترتيل حتى تعطي الانطباع إنه أمر إلهي.
وقال إن الفيديو يبدأ بمقتطفات تجمعت بعناية لتصريحات وهتافات متطرفة في مظاهرات قبطية وليست من الخطاب التقليدي للأقباط سواء المؤسسة الدينية أو رجل الشارع، وهو كلام من نوعية “مصر دولة مسيحية” و”آدي القبطي بتاع زمان- بكرة هنضرب في المليان” و”احنا أصحاب الارض دي والي مش عاجبه يهاجر” وإن “المسيحية هي الديانة الأصلية لمصر”.
وتابع: “ثم يكمل الفيديو في مسيرة اثبات قضيته بأن يستعرض فيديوهات تثبت نفوذ الاقباط في مصر السياسي والاقتصادي فيركز على عائلة ساويرس في النفوذ الاقتصادي وشركات مثل غبور. ويدلل على وجود علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة التي وصفها بالصليبية، ليلمح بعد ذلك إلى أن هذا النفوذ شجعهم على التهجم والتهكم على الرسول مستشدًا بمقتطفات من أحاديث القس زكريا بطرس.”
ويستمر وكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري في وصف الفيديو، لينتقل بعد ذلك إلى جزء وصفه بالخطير جدًا حيث يعرض فيه الفيديو مقتطفات كثيرة من تصريحات للسيسي وللبابا تاوضروس يدلل به على العلاقة الوثيقة بين الكنيسة والسيسي الذي وصفه الفيديو بالطاغوت، مؤكدًا على خطورة الزج بالمؤسسات الدينية في السياسة والتعامل مع الأقباط بوصفهم أتباع للكنيسة وليسوا مصريين فقط.
ثم يستعرض الفيديو كيف إن وضع الأقباط الحالي به مخالفات كثيرة على ما وافقوا عليه في العهدة العمرية، والتي وصفها هشام عوف بأنها وثيقة استسلام شديدة الإجحاف تليق بالقرون الوسطى.
وأوضح عوف إن داعش تقوم طوال الفيديو تقدم نفسها على إنها من سيتولى الدفاع عن الإسلام ضد المسيحيين في حين إن الإخوان والأزهر قاموا بمداهنة المسيحيين اتقاءً لشر نفوذهم، وهذا على ححد وصف الفيديو.
كما أفاد إنه طوال الفيديو فإن داعش كانت تقوم بإرسال إشارات عن قوتها و “إنتصاراتها” على الجيش المصري وعن تواجدها في دول الشرق الاوسط وشمال وغرب افريقيا وأجزاء من اسيا، وهو الأمر الذي رآه عوف قد يكون ملهمًا لبعض شباب الإسلاميين المتحمس والجاهل، كما وعدت داعش بتحرير القاهرة من الطاغوت.
وفي النهاية قال هشام عوف: “أنا لاأرى إن حربًا مثل هذه يمكن أن نخوضها بالترتيب الحالي نهائي.” طارحًا فكرة أن تتوارى المؤسسات الدينية –الأزهر والكنيسة- ولا يتم الزج بها في السياسة، وأن يتم الرد دائمًا بقرارات تدعم المواطنة والتعامل مع الجميع على أنهم مواطنين وكفى. فدولة المواطنة والعلمانية لم تعد ترفًا… فهي الآن ضرورة وجود”.