بالتزامن مع احتفال الكنيسة بعيد عرس قانا الجليل اليوم احتفلت أيضا كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف – مصر الجديدة احتفالا بمرور عام على رحيل احد أبنائها وهي ليديا أكرم والتي عرفت ب ” الفرس الابيض” ، جاء شعار الحفل تحت عنوان “يوم في السماء مع ليديا أكرم”
يذكر أن ليديا أكرم انتقلت في 18 من يناير العام الماضي بعد صراع من مرض السرطان لمدة تزيد عن ال3 سنوات ، وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها ، ولكنها أثمرت من خلال تجربتها ببث نهضة روحيةخلال انشطتها المختلفة بالكنيسة، وظلت مثلا ومثال تذخر به الكنسية بعد رحيلها .
بدأت فاعليات اليوم بالقداس الالهي بحضور أباء الكنيسة والخدام وأسرة ليديا أكرم ، وسط مئات من شعب الكنيسة وغيرهم من شعوب الكنائس المختلفة ، بالاضافة إلى عدد بعض أهالى شهداء البطرسية وشهداءكنيسة القديسين ، الذين أتوا ليشتركوا مع أسرة ليديا في تقدمة ذبيحة الحب، مما ذكر الكنيسة بنفس المشهد الذي شحذ همة إبراهيم أبو الأباء في تقدمة ابنه اسحق محرقة للرب في العهد القديم ، حتى لم ينتهي المشهد وظل ثابت ومثمرا حتى عاين إبراهيم وعد الرب الأمين الذي مازال يتحقق ، حين رآى أحفاده اليوم يقدموا بكل محبة وثبات ابنائهم بتفضل وامتنان أبطال إيمان في ملكوت السموات .
وبعد ان انتهى القداس اجتمع الشعب حول صورة ليديا المحاطة بالشموع والورد الابيض في قاعة الكنيسة لإجتماع صلاة ، بقيادة القس يوسف قزمان كاهن كنيسة العذراء بأرض الجولف .
أشتملت فقرات الاجتماع على بعض من قطع صلوات ليديا التي دونتها في مذكرتها الشخصة ، واجزاء من أسفار الكتاب المقدس التي تطابقت مع حياة ليديا الشخصية حتى حولت حايتها الأمينة في الرب سفر يدون بيد الله في ملكوت السموات ، كما عُرض ايضا فيلم وثائقي يروي أختبار ليديا في رحلة المرض ، والمراحل التي مرت بها هي وأسرتها وكنيستها خلال هذة التجربة.
“رسالة سماوية لم تنتهي بعد “
وقال أب اعترافها القس يوسف قزمان كاهن كنيسة السيدة العذراء بارض الجولف والاب الروحى لها: ان ليديا إنسانة بسيطة القلب ،مبتهجة دائما وعندمى أتى عليها المرض كانت متصالحة معه بالرغم من التعب الجسدى والنفسى ، إالا انه لم يكن هناك تعب روحى إنما نمو روحى وتمسك بيسوع المسيح كأله صالح تريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ، فكان المرض هو محركها الحقيقى للنضوج الروحى وإكتشاف إمكانيات إنسانها الجديد الذى تمتلكه .
أستطاعت أن تحول إختبارها المؤلم جسديا إلى قوة شفاء لمن هم يتألمون ويتذمرون ، وأستطاعت بقوة مخلصها أن تساعد الكثيرين على إدراك سطحية الحياة التى يعيشها ليس بكلامها إنما بأفعالها ، فكثيرا ماكانت تأخذ الدواء المسكن وتقوم ناهضة للإشتراك فى الخدمات المختلفة ، بأتعابها ترسل قوة لمن يحس بالتعب أو الوهن فى الخدمة ،كما أستطاعت أن تفعل الكثير لأنها أكتشفت أسرار الصلاة الحقيقىة التى تتقابل فيها كالابن مع ابوه السماوى لقبول كل نعمة والتحرك بقوته واعماله العظيمة التى وضعها فينا بالروح القدس ،كانت حياة الشكر هى الحياة الحقيقية التى تعيشها.
” ليديا مصدر تعزية لوالدتها”
ومن قبل ذلك شهد القس موسى رشدى راعى كنيسة الانبا انطونيوس بدونكاستر – إنجلترا قائلا :عندما تقابلت مع ليديا فى شهر يونيه فى عام 2015 مع والدتها بانجلترا اثناء زيارتهم لانجلترا للفحص الطبى عند احد المتخصصين فى نفس نوع الورم التى كانت تعالنى منه وكنت اول مرة اقابلها ، واخبرتها الطبيبة بان الحالة سوف تتدهور، ولن تستمر حياتها اكثر من 6 اشهر .
ففى الوقت التى انهارت فيه والدتها استقبلت ليديا الخبر بثبات واخذت تسال الطبيبة عن كيفية مواجهة المضاعفات لتخطيها لتستكمل حياتها بنفس روحها القوية، مما اثار اندهاش الطبيبة واعربت لها عن فخرها بمقابلة شخصية فارقه مثلها ، كما اثار اندهاشى انا ايضا لرفض ليديا سطوة المرض عليها وان يفقدها بسمتها او جمالها وقبولها لمشيئة ربنا بفرح ، فكانت تعزى والدتها بابتسامتها وايمانها بأن الله يتمجد فى كل الاحوال كما يقول القديس بولس الرسول ليتعظم المسيح فى جسدى .
فالرسالة التى اشارت بها ليديا الان هو دور الخدمة فى الكنيسة وخصوصا الخدمة الفردية لكل شخص فى الكنيسة ، فقد حظت ليديا على خدمة روحية ناضجة من قبل ابوها الروحى اب اعترافها الذى على درجه عالية من النضج الروحى والخدام سواء فى الكشافة اوفى اجتماعات الكنيسة المختلفة، كل ذلك لعب دور كبير فى تاهيل ليديا لخوض التجربة بثبات وايمانها بكل كلمة تعلمتها من قبل خدامها بالكنيسة ، بالاضافة الى دور البيت المسيحى الذى بدوره يشكل جانب كبير من الشخصية المسيحية السوية .
“تعشق صعود الجبال .. فتفرق بين الالم ومتعة الطريق “
وفي حوار مع امين خدمة الكشافة، المهندس أمجد أسكندر ، أشار الى معانى الكلمات التى تحملها صلاة الكشافة ليحيا بها كل فرد بأمانة فى عشرته مع الله ، تلك الصلاة التى وثقت بها ليديا وكانت دائما ما تفكر فيها وتسأل الله باستمرار ان يعلمها كيف تخدمه وهى مجروحة ،وحتما كان يعلمها وكانت تتم مشيئته المقدسة، واستطاعت ان تثمر فى خدمتها وحياتها لانها وثقت وعملت بما تعلمته بإيمان ، عندما نتامل فى كتابات ليديا او اقولها نجد كثيرا منها يشير الى حبها للصعود الجبال ، وهى تعلم ان صعود الجبل ليس بسهل ابدا ولكنه طريق مالئ بالتعب والمشقات والمخاطر ، وبالرغم من ذلك كان الفارق فى متعتها بوجود الله وهو معها فى هذا الطريق ، لذلك استطاعت ان تفرق بين الالم ومتعتها فى الطريق ، وان خارت يوم فى الطريق كانت تسرع الى يسوع كما تقول(اخذ الحضن المتين) وتنهض مره اخرى تنقل حماسها لكل من يراها ويستعجب لحالتها .
استمرت فقرات الاجتماع مابين الصلوات والعبادة بالكلمة المدقسة ومشاركات الحاضرين بالتأملات ،حتي انتهى اليوم بتوزيع الفيلم الوثائقي للحاضرين تذكاراً للأجتماع القادم في نفس الموعد من العام القادم .
” ليديا أكرم ” رسالة سماوية لم تنتهي بعد ، بل أنها ستظل شهادة حية لجلينا ولأجيال القادمة ، وستحفظ نبراسا مشتعلا ينير للمتألمين فيفرحون وقت الألم ، وايمانا ثابتا يرشد البائيسن لسر الصلاة ، ومثال للخادم المتفاني تحظى به الكنيسة المزدهرة.