تعد الحضارة اليونانية القديمة من أهم الحضارات وقد أقيمت علي تجمع عدد من المدن أهمها كانت مدينة أثينا
وكانت هذه المدن عبارة عن مراكز حضارية لمجموعة من البشر وقد امتدت هذه الحضارة من ما قبل الميلاد وبعده بمئات السنين وكان أساس هذه الحضارة قائما علي علماء الطبيعة والفلاسفة ودرسوا كافة العلوم الحياتية وقتذاك وقدموا العديد من النظريات التي لا تزال صامدة حتى اليوم ووضعت قوانين فرضت برهانيتها ثبوتها حتى اليوم، وكان من أهم الفلاسفة اليونانيون أرسطو، أفلاطون، هيرقليطس، أبيقور، فيثاغورس، وسقراط.
وكذلك كان لكل جماعة بطنًا كانت أو عشيرة أو قبيلة أو مدينة إلهها الخاص بها، وكان وسط المدينة وأعلى مكان فيها ضريح إلهها، وكان الاشتراك في عبادة إلهها رمز مواطنيها وميزتهم والواجب المفروض عليهم.
فكانت إذا ما خرجت المدينة للحرب حملت معها في مقدمة جيوشها صورة إلهها وشعاره، ولم تكن تخطو خطوة خطيرة إلا بعد استشارته بسؤاله عما يخبئه الغيب لها. وكان لها عليه في نظير هذا أن يحارب في صفها ، وكان يبدو لأهلها أحيانًا أنه قد يتجلى لهم في مقدمة الجيش أو فوق رماح الجنود. ولم يكن النصر مقصورًا على غلبة مدينة لمدينة بل كان يشمل فوق ذلك غلبة إله لإله.
ومن أهم الآلهة اليونانية التي عرفتها الحضارة اليونانية هي:
1-زيوس:-
كان زيوس ملك الآلهة، وباستطاعته التحكم في المناخ، ودعاه هيسيود شاعر الإغريق القديم، بـ”جامع السحب” و”صانع الرعد”، وتعد “الصاعقة” من أقوى أسلحته.
وقد آمن الإغريق القدامى أنه عندما يصعق البرق الأرض، فإن ذلك يعد إشارة لحضور زيوس. كما يتم تصويره أحيانًا جالسًا علي العرش.
وقد اشتهر زيوس بحسن ضيافته، وتعد معاملة أحدهم ضيفه أو الغريب بطريقة سيئة، ازدراء بحرمة زيوس.
-زيوس وكرونوس:
كان كرونوس، ملك الجبابرة، يخشى كثيرًا أن يقتل من قبل أحد أبنائه، كما قُتل أباه في السابق. ولشدة قلقه من الأمر، بدأ كرونوس بأكل أطفاله بعد ولادتهم، مما سبب خوفًا شديدًا لدى زوجته ريا.
وبعد ولادة زيوس، ابنهم السادس، قامت ريا بخداع كرونوس، حيث أعطته حجراً ليبتلعه بدلاً من ابنه. ثم قامت ريا بتخبئة زيوس في كهف، حيث قام ماعزٌ هنالك بتربيته. وعندما كبر زيوس، طالب بأن يصبح حامل كأس كرونوس. ووضع جرعة فريدة في نبيذ أبيه، جعلته يتقيّأ جميع أبنائه الذين قام بابتلاعهم سابقًا بالإضافة إلى الحجرة التي قام بابتلاعها بدلاً من زيوس. حينها، قاد زيوس أخوته وأخواته في معركة ضد كرونوس والجبابرة، حيث انتصروًا على أبيهم، وأصبح زيوس ملك الآلهة. وتم نقش الرمح ذو العقب تخليدًا للإله زيوس،بالإضافة إلي الخوذة البرونزية، لشكر زيوس علي انتصاره في المعركة، ويعتقد بأن الكهف الذي ترعرع فيه زيوس بعد أن خبأته أمه يوجد في جبل ديكتيه أو جبل إيدا في كريت.
هذا وتعد الألعاب الأولمبية مهرجانا مكرسا لزيوس، وكانت يتم عقدها كل أربع سنوات في أولمبيا، حيث كانت تعتبر المسابقات الرياضية الجزء الأهم في ذلك الاحتفال. وكان الرجال من جميع أنحاء العالم الإغريقي يتنافسون في أنواع مختلفة من الرياضات، وكان الفائزون في المبارزات يعدّون بمثابة الأبطال.
2-هيرا Hera:
هي زوجة زيوس، ملكة الآلهة، وإلهة الزفاف والزواج، وكانت تغار كثيرًا من العلاقات المتعددة لزوجها زيوس، حيث انتقمت بشكل بشكل فظيع من حبيباته، وأقرت بعدم شرعية أطفاله منهن.
وقد وقع زيوس بغرام ألكمينية، المرأة الفانية، التي أنجبت طفل زيوس المدعو هرقل، مما أثار غيرة هيرا، فقامت هيرا بمنعه من أن يصبح ملكًا وذلك عبر تأخير يوم ميلاده لتجعل من طفل امرأة أخرى ملكًا بدلاً منه، كما وضعت ثعبانين في سريره. نجا هرقل من ذلك عبر خنق الثعبانين، حيث كان هرقل يمتلك قوّة خارقة منذ صغر سنه.
ومن أهم الرموز التي تدل عليها هو البولوس وهو عبارة عن تاج عاٍل والصولجان وهو دلالة علي منصب ملكي ، ويعد الفأس البرونزي مكرسًا لهيرا، حيث نقش عليه كتابة تقول”أنا، الملكية المقدسة لهيرا في السهل، كينيسكوس الجزار كرسني لها، عشر من أعماله”، كما يحتوي الدبوس الفضي على نقوشات مخصصة لهيرا.
ويعتقد بأن ساموس هو مكان ميلاد هيرا،حيث تم بناء الهيرايون، وهو معبد كبير، مكان ميلادها، ويعد الهيرايون من أقدم المعابد الإغريقية في اليونان.
وكان احتفال الهيرايا مكرسا للإلهة هيرا،وكما في الألعاب الأولمبية، تخلل الاحتفال مسابقات رياضية وتم عقده في أولمبيا، إلا أنه لم يسمح التنافس فيه إلا للنساء.
3-أثينا:
وهي إلهة الحرب والحكمة الماكرة، كما أنها إلهة صناعة الأوعية وأعمال الصوف، وكانت مرتبطة بالمدينة، حيث تضمنت كل قرية تقريبًا في اليونان معبدًا مكرسًا للإلهة أثينا.
اخترعت المركبة واللجام وقامت ببناء أول سفينة، وتعد شجرة الزيتون مقدسة بالنسبة لها.
وقد كان زيوس والد أثينا، وكانت والدتها ميتيس، أي الحكمة. وقد قيل لزيوس قبل ميلاد أثينا أن أي طفل مولود من ميتيس سيكون أكثر قوة من أبيه مما أثار خوف زيوس، الذي قرر أن يبتلع ميتيس قبل أن تلده أثينا.
بعد حين، بدأ زيوس يصاب بوجع شديد في الرأس، وقد تفاقم الوجع كثيراً مما اضطر زيوس أن يطلب من هيفايستوس أن يفتح رأسه ليرى ما الخطب. وحين قام هيفايستوس بذلك، خرجت أثينا من جمجمة زيوس، كبيرة ومهيئة للمعركة.
ومن أهم الرموز التي تدل عليها تصوير أثينا مدرعة بالكامل مع خوذة ، والدرع وكان عبارة عن عباءة من جلد الماعز مخاطة بشراشيب ذات أفاعي. كما أنها مرتبطة بالبومة. وأهم الأدوات والأماكن المكرسة لها هو الأولوس وهو نوع من أنواع الآلات النفخية، قيل أن أثينا اخترعتها، وحين رأت كم يبدو وجهها قبيحًا وهي تعزف علي تلك الآلة، رمتها بعيدًا باشمئزاز.
وكانت معظم المدن الإغريقية تتضمن حرماً أو معبداً مكرساً لعبادة أثينا لاعتبارها حامية المدينة. وهي مرتبطة بشكل خاص بمدينة أثينا. وتقول الأساطير أن هدية أثينا للمدينة هي شجرة الزيتون، التي تنمو فوق الأكروبوليس، أمّا أشجار الزيتون الأخرى فكانت تمنو بجانب أكاديمية أفلاطون، حيث يتم تأمين الزيت اللازم للهدايا التي توزع في ألعاب الباناثينايك (عموم أثينا).
في القرن الخامس قبل الميلاد، تم بناء معبد عظيم لعبادة أثينا على هضبة الأكروبوليس الإغريقية، حيث دعي ذلك المعبد البارثينون.
ويعد مهرجان الباناثينايا من أكبر المهرجانات التي تعقد في مدينة أثينا تكريمًا للإلهة أثينا، ويتضمن جميع فئات المجتمع الإغريقي من رجال ونساء ومواطنين وعبيد والأجانب الذين يعيشون في أثينا.
ويتألف الاحتفال من أضاحي ومسابقات وموكب ضخم لتقديم رداء جديد لتمثال أثينا التاريخي علي هضبة الأكروبوليس.
4- أبوللو:
وأما عن أبوللو فهو إله الشمس، الحقيقة،الموسيقي،الشعر ، الرقص والشفاء، وقد وضع الشعراء أنفسهم تحت حمايته.
وكان أبوللو يسخر كثيرًا من إيروس، إله الحب ولمعاقبته، قام أيروس برماية أبوللو بإحدي سهامه الذهبية،مما جعل أبولو يغرق في حب الحورية دافني، إلهة من إلهات الطبيعة.
ولسوء حظ أبولو، قام أيروس أيضاً برماية دافني بسهم قيادي معاكس، مما جعلها ترفض أبولو. كان أبولو يلاحق دافني التي كانت تحاول الهرب منه، مما جعلها تطلب مساعدة أبيها، إله النهر.
وحين كان أبولو على وشك الإمساك بها، قام والدها بتحويلها إلى شجرة غار، مما حطّم قلب أبولو. وحتى عندما تحولت دافني إلى شجرة، كانت ترتعد من لمسة أبولو لها.
ومن أهم الرموز التي كانت تدل عليه تمثال أبوللو وقد نقش علي رجليه “غانياريداس كرسني لأبوللو”.
وأهم أدواته كان القيثارة المستعادة، وكانت أوتارها تقطع من قبل العازف ،وكانت عظام ظهر السلحفاة بمثابة صندوق الصوت، الموسيقي والآلات الوترية بوجه التحديد، كانت مرتبطة بأبوللو.
وكان مكان ولادة أبولو وأخته أرتمينيس هو جزيرة ديلوس، التي بقيت مقدسّة لأبولو. كانت ديلفي مرتبطة بقوة بالإله أبولو، وتعد من أهم المناطق المتّسمة بالوحي الإلهي في اليونان. كان الناس يقصدنوها طلباً لنصيحة أبولو في العديد من المسائل.
وكانت الألعاب البيثيادية تعقد في ديلفي، وعلي عكس باقي المهرجانات الرياضية كالأولمبياد والهيرايا، وكانت تتضمن مسابقات في الموسيقي والشعر.
كما كان يتم تتويج الأبطال عن طريق أكاليل من أوراق الغار والتي كانت مقدسة بالنسبة لأبوللو.
5- ديميتر:
وعن ديميتر فهو إله الخصوبة والزراعة وكانت إلهة مهمة بالنسبة للمزارعين والنساء، كما كانت مرتبطة بعالم الرذيلة السفلي، عالم الأموات أو الجحيم.
وفي أحد الأيام وحين كانت بيرسيفون ابنة ديميتر تجمع الأزهار، قام هايدز؛ إله عالم الرذيلة السفلي (الجحيم)، بأسرها، حيث لم يعلم أحدٌ أين ذهبت أو ماذا حلّ بها.
مرضت ديميتر لشدة قلقها وحزنها على ابنتها، وقررت أن تسأل هيليوس، إله الشمس، عمّا حصل. حينما علمت أن هايدز أسر ابنتها، غضبت كثيراً، ولعدة سنوات، جعلت جميع المحاصيل والنباتات تذبل وتموت، ونتيجة لذلك، اجتاحت الأرض مجاعة كبيرة.
فأمر زيوس هايدز أن يحرر بيرسيفون، التي فرحت كثيرًا. إلّا أن هايدس قام بخداعها لتأكل بذور الرمان قبل أن تغادر العالم السفلي، حيث علم أنها في حال أكلت أي شيء من عالم الأموات، ستتحتم عليها العودة إليه لمدة معينة سنوياً. فرحت ديميتر كثيرًا لعودة ابنتها إليها، وعلى الرغم من ذلك، كان على بيرسيفون العودة إلى هايدز، مما أفجع ديميتر مجدداً. ولهذا السبب، فإن في فترة معينة من كل سنة، تتوقف المحاصيل والنباتات عن النمو. وحين تعود بيرسيفون إلى الأرض، تنبض الأرض بالحياة مجدداً.
ومن أهم الرموز التي كانت تدل عليها هو امرأة ناضجة ،ويتم تصويرها ممسكة بحزمة من نبات القمح.
وأهم الأدوات التي كانت مكرسة لها كان تصوير بعض الفواكه الموضوعة علي صينية، متضمنة ثمرة الرمان وبعض الكعك.
وتقول الأساطير أن ديميتر كانت تبقى في إلوزيس أثناء فترات حزنها على ابنتها بيرسيفون، حيث أعطت أسرار الزراعة والخصوبة لتريبتوليموس، ابن الملك. وكان الناس يأتون سنوياً من كافة أنحاء العالم الإغريقي ليتعلموا تلك الأسرار في مهرجان خاص، دعي بمهرجان الألغاز الإلوزينية.
ولا نعلم عما حدث في هذا المهرجان سوى القليل،حيث كان على الناس الذين أخذوا بعضاً من الألغاز أن يحتفظوا بخيراتهم سراً عن العالم، ولذلك، كان من الصعب تحديد الأحداث التي حدثت في إلوزيس.
وكان هناك مهرجان مخصص للنساء فقط واللاتي كن مكرسات لديميتير،حيث كانت النساء تضحين بالخنازير لأجل الإلهة، وفي اليوم الثاني كن يصمن ،أما في اليوم الأخير فيتم تحضير مأدبة كبيرة.
هذا وكان هناك العديد من الإلهة الأخرى في الحضارة اليونانية نذكر منها :
-بوسيدون إله البحر والخيل وهو أخ زيوس وكان حاد الطباع.
-وأفروديت إلهة الحب والجمال وكانت زوجة هيفايستوس إلا أنها كانت واقعة في غرام الإله آريس.
-وهيرمز إله السفر، الأعمال، الأثقال، القياسات والرياضات. وكان رسول الآلهة المرشد لأرواح الموتى في عالم الأموات. كما كان راعي الرعاة والسارقين والمهلكين والرسل. وتقوم عصاه بجعل الرجال ينامون علي الفور.
-وأرتيميس إلهة الصيد والرماية والولادة، كما كانت إلهة الحيوانات البرية.
-والإله آريس إله الحرب، وهو علي عكس أثينا،لم يكن بارعًا في المعركة، حيث لم يكن إلهاً ذو شعبية لدي الإغريق.
-والإله هيفايستوس إله النار والبراكين والحدادين والحرفيين، وكان ضعيفًا مما أدى في النهاية إلي طرده من جبال الأوليمبس وكان متزوجًا من الإلهة أفروديت، ووالد إريكثوس، الملك الأسطوري لأثينا.
-والإله ديونيسوس إله المرح والروح المعنوية العالية والمشاعر القوية والنبيذ، كما كان مرتبطًا بالدراما والمسرح.