فى خطوة جريئة أقدم عليها العروسان أشرف شهدى و فلورا جمال، أن يعقدا اكليلهما يوم الأحد الماضي- عقب عيد الميلاد المجيد- فى الكنيسة التى توجهت إليها أنظار العالم كله ،إنها كنيسة البطرسية بالعباسية، تلك الكنيسة التى شهدت أحداثا مؤلمة أدمت لها القلوب وأدمعت لها العيون حيث راح ضحيتها أكثر من 25 شهيدا غير المصابين فى حادث ارهايى غادر، تلك الكنيسة التى قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى ألا تبقى فى مشهد الدمار فبعد حوالى 15 يوما من وقوع الأحداث الأليمة عادت الكنيسة رونقها مدشنة بدم شهداء أبرار.
دخلا أشرف وفلورا الكنيسة لتدوى أصوات الزغاريد فى كنيسة الشهداء- الذين حضروا إكليل الزفاف ليكونوا شهودا على بناء أسرة جديدة، شهداء يصلون داخل الكنيسة التى ارتوت بدمائهم.
قال أشرف شهدى محاسب قانونى: حجزت انا وزوجتي من حوالى سنة فى كنيسة البطرسية و كنت أجد اعتراضات من الأقرباء على اختيار الكنيسة لوجود مدفن عائلة بطرس باشا فى الكنيسة فكان هناك تشاؤم من البعض، لكن اختارناها لشكلها الأثرى الجميل والملفت من الداخل فهى بحق كنيسة رائعة.
وأضاف: وقبل نهاية العام الماضى وقعت أحداث البطرسية وحزننا جدا حينما وجدنا كل هذا الدمار الذى لحق بالكنيسة، هذا غير الشهداء الذين أبكونا جميعا، ولكن كنت مطمئن بشكل عجيب وكان عندى أملا اكبر ولم نلغى الحجز فى الكنيسة، برغم اننا بحثنا عن كنيسة أخرى فى نفس الموعد، و لكن عندما أعلن الرئيس السيسي أن القوات المسلحة ستنتهي من تشطيب وإعادة الكنيسة فى 15 يوما تأكدنا اننا نستطيع أن نعقد فيها الإكليل ” وفى نفس الميعاد” وهذا ما حدث بالفعل وكنا نتردد على الكنيسة قبل الزفاف للتأكد من أن الإكليل سيتم فى ميعاده وخدام الكنيسة كانوا متفاهمين معنا كثيرا ومقدرين الوضع وكانوا يطمنونا بأن الأمور ستسير على مايرام وهذا كان يعطينا دفعة أكثر وقررنا إلغاء الحجز فى الكنيسة الأخرى لنبقى على كنيسة البطرسية.
وقالت العروس فلورا -مدرسة- : أن الأهل والأصدقاء حينما سمعوا باختيار كنيسة البطرسية خاصة بعد الأحداث تفاجئوا بالاختيار ولكن بدت عليهم الفرحة حينما دخلوا الكنيسة يوم زفافى فيكفى الشعور بالرهبة فى ذلك المكان المقدس.
اضافت : وانا فى طريقى للمذبح الذى سأقف أمامه فى صلاة إكليلى كنت أشعر أن الشهداء يملأون المكان، فطوال الصلاة وعيناى يملأها الدموع وأيضا الحاضرون معنا فكان وقتا مهيبا فعلا.
وأكمل أشرف : هذا المكان مقدس ومدشن بدم الشهداء و بركة كبيرة لنا أن نقف فى هذا المكان فهذه البركة ستستمر معنا طوال حياتنا.