“هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”.. هكذا نطقت السماء وقت عماد مخلصنا وفادي كل الخليقة، ربنا يسوع المسيح، ولذلك تعتبر الكنيسة هذا اليوم هو عيد سيدي كبير – حيث أن الكنيسة تحتفل بسبعة أعياد سيدية كبرى- تحتفل به وتقدسه كل عام في اليوم الحادي عشر من الشهر القبطي “طوبة”.
هذا، وقد احتفلت كنيسة الملاك ميخائيل بالمعادي بهذا العيد، بحضور نيافة الحبر الجليل الانبا دانيال اسقف المعادي، حيث بدأ نيافته قداس اللقان، وبعدها قام برفع الحمل، وذلك بمشاركة القمص رويس رويس كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي، والقس يواقيم كامل كاهن الكنيسة.
القي نيافة الأنبا دانيال عظة القداس الإلهي عن ذلك العيد، حيث تحدث نيافته عن ثلاثة مواقف للسيد المسيح مع المعمودية:
الموقف الأول: أن السيد المسيح بنفسه هو من أسس سر المعمودية، والمعمودية تجعلنا جسداً واحداً، ونحن ولدنا من بطن الكنيسة (جرن المعمودية)، لذلك فإننا جميعًا إخوة. كما أن المعمودية أول سر يناله الإنسان فى الكنيسة، وهو باب كل الاسرار. أيضاً يوحنا شهد وقال: “أنا لم أكن أعرفه، ولكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء، قال لى الذى ترى الروح نازلاً ومستقرًا عليه، فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس، وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله”.
الموقف الثانى: تكلم السيد المسيح مع واحد من الفريسيين اسمه “نيقوديموس” -وكان رئيساً لليهود- عن الولادة من فوق، فلم يفهم، فشرح له “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله”.
الموقف الثالث: مع الأحد عشر تلميذاً فى الجليل، عندما قال لهم: “دُفع إلىَّ كل سلطان فى السماء وعلى الارض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم
الآب والابن والروح القدس”.
واختتم نيافة الأنبا دانيال العظة بتهنئة شعب الكنيسة بهذا العيد، وأن يتمتعوا بالخلاص والولادة الجديدة التى منحنا إياها سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح من خلال سر المعمودية، وأيضاً أن يعيشوا الوحدانية، ففى المعمودية نحن جسداً واحداً، والكنيسة كلها أعضاء فى جسد المسيح الواحد.