ماذا لو أن مجتمعاً بلا تربية وإهتمام بالتربية للصغار.. أعتقد أنه سيكون مجتمعا متخلفاً جاهلاً مريضا يصدر الأمراض.. لقد دعى المصريين القدماء بأهمية التربية فيقول بتاح حتب: “اذا كنت عاقلاً فرب إبنك حسبما يرضى الإله، وإذا شب على مثالك وجد فى عمله فأحسن معاملته وإعتن به، إما إذا طاش وساء سلوكه فهذب أخلاقه وأبعده عن الأشرار لئلا يستخف بأمرك”.
أعتقد أيضا أن هذا القول الجامع ينادى به أيضا علماء التربية فهم ينصحون بالتربية الفضلى التى تحدثت عنها الأديان وبالتلمذة وروح التلمذة الجيدة من الكبير للصغير فيكون على شبهه، ويجب العناية بالابن. أما اذا ظهر على الابن السلوك السيئ فيكون قد إقتبسه من الصحبة الشريرة.. يجب أن يتركها لأن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة.. وإذا ترك الإبن على حالة السيئ فسيستخف بأبيه.
يا أحبائي.. إن التربية عملية إجتماعية هدفها تنشئة الأفراد للقيام بوظائفهم بنجاح… والخبرة الإنسانية هى معيار النجاح للمربي. ليكون الأبناء كاملين فى أخلاقهم.. وعلمهم.. ورؤيتهم للحياة.
إحنا محتاجين جيل سليم.. نفساً وجسداً وروحاً.. محتاجين جيل ينتمى كاملاً لبلده بدلاً من أن يهرب منها كأنه يهرب من جحيم.. فيلقى حتفه فى رحلة هربه.. محتاجين جيل يحفظ هويته المصرية بأخلاقها وحضارتها وتاريخها.. يفخر ببلده ويخاف عليها ويسعى لتقدمها.. ويقدم نفسه للعالم أنه المصري صاحب الحضارة الراقية وسط التراث الإنساني.
أرى أن هناك فرق بين” بر- عنخ بمعنى بيت الحياه” قديماً.. و”المدرسة أي الذي يدرس، حديثاً.. فقديماً كان يتربى الابناء أخلاقياً وعلمياً.. أما حديثاً فالمدرسة أي ما يدرسه الابناء فقط من علوم… صحيح هناك فرق وما نراه الآن من تدني الاخلاق والعلم الاستثمارى المزيف هو سبب لمشاكل كثيرة فى بلدنا..