الواقع يؤكد اننا مستهدفين لكننا فى ذات الوقت اهبحنا ضد انفسنا حينما نسمع فتاوى تكفر من يهنىء مسيحى فى عيده و نصمت دون ان نتخذ موقفا ايضا موقف حزب النور بحمايته لياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية التى تعد الذراع السياسى لحزب النور و تعمل على تكفير الاقباط ” ليل و نهار ” دون رادع لنجد فى نهاية الامر ان وزارة الاوقاف تعطىي ياسر برهامى التصريح بالخطابة داخل المساجد هنا بالتأكيد نجد و بشكل واضح ان الدولة تشجع على نشر التعصب و التطرف و بالتالى حينما نصل الى هذه المرحلة من القتل و الترويع و استهداف الابرياء و دموع الثكالى و الايتام و حينما نرى دموع الرجال فى صلاة الجناز قبل دموع النساء هنا لا نلوم الا انفسنا حينما نصل بالدين الاسلامى الوسطى السمح ليبقى لدينا متعصبين و متطرفين .. حينما جعلنا الصوت الاعلى للتطرف و ليس للسماحة أو الوسطية أو الخطاب الوسطى لذلك بقدر ما ادين هذا الحادث الا اننى اشعر بالقسوة المرعبة بكوننا وصلنا لمرحلة المناخ المتطرف الذى هو اشد خطرا بتنشئة اجيال متطرفة لنصبح فعليا نخرج كتائب ارهابين و هنا لابد ان يتوقف مسلسل التفريخ و النزيف المستمر للعقول المصرية لدى الشباب المصرى , و لعله نزيف لن يوقفه الا وقف عجلات التطرف و التعصب الدينى التى تدهسنا جميعا .
استطردت الجعارة حديثها : لم استطع القول بتعزيتى لاخواتى المسيحيين فربما ألمى قد يفوق ألمهم لاسيما و اننى اشعر بان الكاتدرائية بمثابة رمز مصرى خالص سواء كان رمز دينى أو رمز معمارى أو رمز حضارى و هى بالنسبة لى تعادل مبنى الازهر من حيث الهيبة و المكانة الروحية و التقديس .. فكم كان ألمنا جميعا اثناء ما تم الاعتداء لاول مرة على مبنى الكاتدرائية بالطوب خلال عهد الاخوان و الآن للمرة الثانية نرى الكنيسة البطرسية تفجر و هى بداخل الكاتدرائية , فى الحقيقة شىء يدمى القلوب لكننى اجد فيه انذارا ربما الكنائس التى تم استهدافها من قبل أو اغلقت أو توقف نشاطها كانت داخل اماكن نائية سواء كانت فى سيناء أو الصعيد لكنى اليوم اتذكر حادثة كنيسة القديسين و حادثة كنيسة اطفيح رغم ان الحادث ارهابى و ليس طائفى كما كان فى اطفيح لكنه فى النهاية كلنا مسئولون عما يحدث .
لست بصدد الدفاع عن الاسلام و انما بصدد الدفاع عن شعب مصر , مسلم مسيحى الدم واحد و فى الموت ليس هناك فرق , فرحم الله الشهداء و يصبر اسرهم و ذويهم و اؤكد ثانيا الخطاب السلفى المتطرف المتعصب سيؤدى بمصر الى الهلاك فاحذروه .. اخرسوا الاصوات التى تحرض على كراهية الاقباط .
و بسؤالها بشأن محاولة توظيف الحادث من منطلق اضطهاد للاقباط و ليس استهداف للدولة , ذكرت الجعارة لم يكن استهداف دور العبادة , اضطهادا بقدر ما هو عمل ارهابى اجرامى فقط مجرد محاولة لتقليب الاقباط على الدولة و من ثم ضرب للدولة بمحاولة اثارة الفتنة الطائفية التى هدأت داخل البلد ما بين اقباط مصر بمسيحييها و مسلميها و لكن الشعب المصرى اصبح واعى لمثل تلك المحاولات المغرضة و الاقباط انفسهم اصبح لديهم من الذكاء ما يمكنهم من قراءة المشهد و يدركون الرسالة ما اذا كانت اضطهاد أم استهداف للدولة و الدليل ما حدث من الاعتداء على بعض الاعلاميين امام الكاتدرائية ليتكرر سيناريو ماسبيرو ثانية بوجود عناصر مندسة تعمل على اثارة العنف لاثارة الوقيعة و الفتنة و تصوير الامر بان الاقباط هم من يقومون بلاعتداء على الاعلاميين على غير الحقيقة , فمن من المتعارف عليه ان الديانة المسيحية هى ثقافة التسامح و ليس العنف .