انتفض المجتمع المصرى العالمى، وكل إنسان محب للإنسانية فى العالم للجريمة البشعة التى تمت فى الكنيسة البطرسية وتفجير أحد الارهابين لنفسه وسط المصلين يوم الأحد، المولد النبوى الشريف، وتحطمت الكنيسة الأثرية التى تقع فى شارع رمسيس بجوار الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة، وقتل واستشهد من الأطفال والفتيات والسيدات والرجال 25 فردا- حتى الآن- واكثر من 49 شخصا مصابون بعضهم فى حالة حرجة.
الحادث أليم صعب شنيع هز كل إنسان فى مصر فى العالم، ومازال الارهاب الجبان يضرب مصر فى كل محافظاتها حتى وصل الى العاصمة، هذا الحادث يدل على حيرة الارهابيون واضطرابهم وشعورهم بخيبة الأمل فى تحقيق أهدافهم الاجرامية فى عودة الاخوان للحكم والاستيلاء على مصر مرة أخرى، يضرب الارهاب فى كل مكان لكنه فاقد العقل والوعى لأن الشعب المصرى يقف وقفة جادة قوية ضده، وليس له مكان بيننا والعداء كامل وأبدى، الغريب أن الارهاب يفعل ذلك فى نفس الوقت الذى يطلب فيه المصالحة مع الشعب والحكومة، وهكذا يفقد الارهاب صوابه ويهرب عقله ولا يجد أمامه إلا العمليات الاجرامية التى تعبر عن تخبطه وفقدان توازنه.
العمليات الاجرامية الحائرة هنا وهناك لن تجدى وستنتهى، نعم يمكن أن تستمر قليلا لكنها لابد أن تنتهى لأن الارهاب لا يمكن أن ينتصر على الدولة القوية المتماسكة بشعبها وجيشها وقيادتهاووحدتها.
ولان الارهاب حائر وعقله هارب فهو لا يستطيع ان يستوعب انه لن ينجح فى عمله وتحقيق هدفه، والتاريخ الانسانى يحمل لنا دروسا وعبرا فى هذا المجال لكن الارهابيين لا يفكرون أو يستخدمون عقولهم ومعظمهم مرزقة فى كل العالم، بل منهم لا يدين بالاسلام وبأى دين آخر، فالمشكلة هى عمل واكل عيش، ولو حاول بعض من هؤلاء أن يفكر ويسأل نفسه عما يفعل فسيعود له عقله ويصبح إنسانا عاديا سويا لكن المشكلة أنهم مغيبون عقليا.
حاول البعض ان يستغل الحادث الاجرامى فى عمل فتنة طائفية لأن الحادث فى كنيسة والضحايا كلهم مسيحيين لكن الشعب المصرى خرج عن بكرة أبيه يندد بالحادث وتسابق المسلمون قبل المسيحيين فى خدمة الضحايا والتبرع بالدم بل واشتركوا فى المظاهرات ضد الارهاب شاهدت المحجبات والمنتقبات يبكون فى ارض الحادث ويواسون اهالى الشهداء، انه شعب مصر الحقيقى المتحضر الذى يتحد ويندمج وينصهر فى بعضه وقت الأزمات.
كان لموقف الحكومة والسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى وكل المؤسسات والهيئات دور كبير فى علاج الحادث وفتح وزير الدفاع المستشفيات العسكرية للمصابين، وهكذا اتحد الشعب والحكومة والمسئولين فى علاج المأساة ونتائج الحادث الاجرامى.
وهنا نذكر السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى الذى أعلن الحداد فى لدولة لمدة ثلاثة أيام وعمل جنازة عسكرية للشهداء وكان أول الذين يسيرون فى هذه الجنازة.
هكذا يعبر الرئيس عن حبه بل عشقه لمصر وشعب مصر، وقد اعلن ان هذا العمل الاجرامى يريد ان يصدر لنا الشعور بالاحباط لكننا نزداد قوة وتصميم على القضاء على الارهاب والارهابيين، وهذا الحادث موجه لكل مصر لا لجزء منها فشعب مصر شعب واحد قوى وسينتصر ان شاء الله، وقد عبر قداسة البابا تواضروس الثانى عن ان المأساة مأساة مصر كلها وانها فعلا ستزيد من تصميمنا على العمل والكفاح وان كنيستنا هى كنيسة الشهداء والابرار.