اختلف عام 2016 عن الأعوام السابقة في مواجهته للإرهاب، كان الأبرز، فلم تسلم قارة من ناره، بلا تمييز وقعت الكثير من دول العالم بين مطرقته؛ لتؤكد أن الإرهاب رسالة اللادين، بل إنه يستهدف ترويع الآمنين في المقام الأول، لصالح سياسات وفلسفات يغفل البسطاء عنها، فنظل دوما نبحث عن سبب الجريمة ونجده خفيًا.
لقيت القارة الأفريقية، الأوروبية، والأسيوية حظها الوفير من هذه الهجمات، فجميع الدول سالت دمًا وذاقت مر الغدر والفراق، ونار الإرهاب.
كانت الدول الأسيوية هي الأعنف، والأفريقية هي الأكثر، بينما الأوروبية الأبرز، وأغلبها تبناه تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، أو ما يُعرف باسم تنظيم “داعش”، و هو تنظيم إرهابي، جاء مدعيًا أنه يدعو لدين الله ولنصرة المسلمين، وعلى الرغم من ذلك لم يسلم منه مسلم أو مسيحي او يهودي، عربي، أفريقي، شيعي أم سني.
راح الكثير من الأبرياء، جراء ذلك العنف الذي شهده عام 2016، فكان الضحايا من المدنيين والعسكريين، داخل المساجد والكنائس، وكذلك سرادق العزاء وسرادق الأفراح.
ومن أبرز ما شهدته القارة الأسيوية:
في العراق، وقعت الكثير من العمليات الانتحارية، التي نسب أغلبها لتنظيم “داعش” الإرهابي، فلم يسلم أحد سواء مدني أو عسكري، سني أو شيعي، وكان الأبرز من بين هذه الأحداث تفجير تشييع الجنازات التي أسفرت عن مقتل الكثيرين.
وكذلك تفجير الثكنات العسكرية، ومنشآت النفط والغاز، الأسواق الشعبية، ودور الأيتام.
ومن الملاحظ، أن التفجيرات كانت تقع متتالية، على شكل سلسلة في المنطقة الواحدة.
أما تركيا التي يقع جزء منها في القارة الأسيوية، وبعض في القارة الأوروبية، فقد شهدت العديد من التفجيرات كان أبرزها تفجير سرادق أفراح راح ضحيته أكثر من 500 شخص، فضلًا عن الجرحى.
وجاء حادث اغتيال السفير الروسي على يد أحد ضباط الشرطة السابقين هو الأبرز في الأحداث الإرهابية بتركيا، حيث اهتزت صورة تركيا على المستوى العالم، وهي من أبرز الدول السياحية، والتي تعمل على ترويج السياحة.
وتبنى حزب العمال الكردستاني معظم الأعمال الإرهابية بتركيا، ومعه تنظيم “داعش” ، الذي استهدف الكثير من المنشآات العسكرية.
وفي باكستان، تبنت حركة”طالبان”، معظم التفجيرات، التي استهدف أغلبها المنشآت الحكومية بالبلاد، وأبرزها تفجير فرقة تلقيح الأطفال.
وشارك تنظيم “داعش” أيضًا في العمليات الإرهابية بباكستان، والتي كان أبرزها، قتل أحد المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية.
أما أفغانستان والتي عانت الكثير، لما توارثته من أفكار إرهابية من أسامة بن لادن، فقد عانت الكثير من مر الإرهابية وخاصة العاصمة كابل.
وكانت أبرز حداث العنف، إلقاء قذيفة هاون على مدرسة ثانوية، ومبنى السفارة الروسية، ومقر وزارة الدفاع، ولم تسلم المساجد والمصليين من نار الإرهاب هناك، حيث تم تفجير المساجد من الداخل والخارج.
شارك تنظيم “داعش” الإرهابي”، في هذه الأحداث، حيث انتقم لمقتل أحد الجهاديين، وخلف ضحايا من بينهم أطفال بأفغانستان.
ووقعت تفجيرات بالمملكة العربية السعودية، على الرغم من الإدعاءات التي نادى بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميًا باسم “داعش”، أنه يجاهد من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي، ورفعة رايته، إلا أنه تجاهل تمامًا القدسية والمكانية الدينية، وطعن المملكة العربية السعودية، التي تحتضن الكعبة المشرفة.
وكان أبرز هذه الأعمال، تفجير مسجد الرضا في بداية العام، والذي أوقع الكثير من الضحايا، كذلك تفجير انتحاري هز موقف سيارات لقوات الطوارئ قرب الحرم النبوي، فضلًا عن تفجير انتحاري قرب القنصلية الأميركية في مدينة جدة.
وفي اليمن، تقاسم تنظيم “القاعدة” و”داعش”، العمليات الإرهابية، والتي كان أبرزها وقوع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة عدن، خارج القصر الذي يقطنه الرئيس.
أما سوريا وفلسطين أزمتا السلام في العالم، لامتداد النزاع لسنوات، فقد طالهم الإرهاب والدمار.
وكان أبرز الضحايا، أهل حلب فقد وقعوا ضحية الحرب بين قوات الجيش السوري وتنظيم “داعش” الإرهابي بسوريا.
وفي الأردن، وقع هجوم إرهابي استهدف مكتبا تابعا للمخابرات العامة في مخيم البقعة بعمان.
أما البحرين فقد شهدت تفجير وقع في قرية العكر الشرقي جنوبي العاصمة البحرينية المنامة.
وشهدت لبنان تفجير أسفر عن مقتل مسؤول حركة فتح في مخيم “المية ومية” فتحي زيدان.
كما قُتلت نازحة سورية وأصيب 11 شخصا، جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة زحلة.
وفي أندونيسيا، كان الأبرز تفجير كنيسة «أويكوميني» في جزيرة بورنيو الشرقية.
أما الفلبين فقد عانى رجال الأمن والعسكريين من الإرهاب، أبرزها انفجار في قافلة الأمن من التابع للرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي في مدينة مراوي.
وهذا ما عانت أيضًأ منه الهند، من تفجير العسكريين، ولكن العمل الأبرز كان تفجير مطعم بحي دبلوماسي في العاصمة البنغلادشية داكا.
وفي تايلاند، تبنى أبناء حركة تمرد معظم التفجيرات، وكان أبرز أعمال العنف التي شهدتها تايلاند، وقوع سلسلة انفجارات لا صلة لها بالإرهاب الدولي، هزت مناطق سياحية مختلفة في تايلاند، بشهرأغسطس.
تصدر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، المعروف إعلاميًا باسم “داعش”، في تبنيه أعمال الإرهاب العالمية، والتي برزت أيضًا في القارة الأفريقة والأوروبية، التي سنناقشها في الملف القادم.