منذ انطلاق المعرض في يومه الأول بدت بشاير النجاح، حيث انبعاث الروح المصرية والإرادة بكل منتج فيه.
انطلق المعرض الدولي للصناعات اليدوية بمصر للمرة الأولى الجمعة الماضية الموافق 18 نوفمبر 2016، وكانت 7 أيام كافية لإثبات نجاحه الساحق لما حققه من نسبة مبيعات كبيرة، عبر المشاركون عن رضاهم الكبير عنها.
شاركت بعض الشركات والجمعيات بالمعرض، الذي يدعمه مشروع تطوير تجمعات الصناعات الثقافية والإبداعية في جنوب المتوسط.
وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي وبمساهمة من برنامج التعاون الإيطالي والاتحاد من أجل المتوسط.
يتم تنفيذ هذا المشروع في سبعة دول وهم مصر، لبنان، الأردن، فلسطين، الجزائر، تونس والمغرب.
انقسم المعرض إلى قاعتين، الأولى “إبداع”، والتي اُتيحت مجانا للمشاركين من شتى محافظات مصر.
حملت القاعة منتجات مخلفات النخيل، الجريد، الكليم اليدوي، الخرز والاكسسوارات، الفخار، الحصير اليدوي، والملابس وكذلك الرسم.
كان الحس الجمالي الإبداعي بارزا فيها جدا، حيث الاعتماد على خامات رخيصة الثمن بعضها من مخلفات طبيعية أعادوا تدويرها.
فيما حملت القاعة الكبيرة أكثر من 100 شركة دفعوا رسوما لعرض منتجاتهم، والذين عبروا عن رضاهم الكبير عن المعرض، مؤكدين أن الزوار يقدرون قيمة المنتج، وعلى علم به وبقيمته من قبل رؤيته.
لافتين إلى أن ذلك يرجع للدعاية الناجحة، التي قام بها القائمين على المعرض.
لم يختلف مشاركو القاعة الأولى عن الثانية في مطلبهم الرئيسي، وهو التصدير إلى خارج البلاد وتمثيل مصر ونشر المنتج المصري بروحه وخاماته وصنعته؛ لإثبات أن المصري قادر على الإبداع والعطاء قبل الهدف الربحي.
عرضت هبة التي تمثل شركتها لمنتجهم، وهو الشموع بجميع أشكالها، وأوضحت أن الإقبال عليهم معقول جدا.
وأثنت على الجهود التي بذلتها وسائل الإعلام للترويج للمعرض، ولفتت هبة إلى أن القائمين على الشركة عند ارتفاع أسعار الخامات قللوا من ربحهم، حتى لا يرتفع السعر بشكل كبير على المشتري فتقف حركة البيع.
أما مصممة الديكور جيهان الصباغ، فبرغم من سعادتها الكبيرة بالمعرض ونجاحه والإقبال عليه، إلا أنها عبرت عن حزنها الشديد لعرض أحد الزوار بأن يجلب لها مثل لوحاتها من الخارج بدلا من أن تبذل مجهود وترهق نفسها.
وعرضت فنها قائلة :”أستطيع توظيف لوحاتي ورسماتي على الحوائط والأسقف بما يتناسب مع الأثاث، فقد درست الفنون التطبيقية، وأدركت التفاصيل بجانب موهبتي”.
وأكدت أيضا على إقبال المصريين والأجانب على الشراء، بالرغم من ارتفاع الأسعار، نتيجة لارتفاع أسعار الخامات.
وجاء محمد الذي يعمل بشركة عمرها أكثر من 40 سنة، ليؤكد على أنه ليست هناك أي أزمة اقتصادية في البلد، حيث يعرض منتج شركته وهو البلاط اليدوي المفرغ، والمتر فيه يفوق الـ 500ج، وكان الطلب عليه كبير.
ومن جهة أخرى، قال كارم صلاح، أحد منظمي المعرض، إن هناك ١٢٠شركة، وأفراد مستقلين، جاءوا من ١٤ محافظة بمصر، إلى جانب عدد محدود من الدول غير المصرية، كدولة السودان الشقيق.
وأوضح أن إدراة المعرض وضعت رسوما له، لضمان جدية الزائر، فكانت 20ج للفرد ، و50ج للعائلة.
فيما أكد على الإقبال الكبير للزائرين، حيث جاء اليوم الأول 8000 زائر، واستمر النجاح إلى يوم الختام.
وأرجع ذلك لجودة المنتجات الأخير، ولبقاقة المشاركين، معتبرا ذلك نجاحا تنظيميا.
لم يختلف مشاركو القاعة الأولى والثانية في أمرين، وهم أن الزوار كانوا كُثر، وعلى درجة عالية من الوعي بالمنتج وجودته، فضلا عن سعادتهم بوجود مصريين يجيدون التصنيع.
وكذلك هدفهم في أن يصدروا أعمالهم إلى الخارج، لإثبات أن المصري قادر ويستطيع إثبات ذاته.
كما كانت شكواهم واحدة أيضا، وهو محاولة البعض سرقة الأفكار، عبر التصوير وتقليد المنتج أو الفن، لينسبوه لأنفسهم، موضحين أنهم يتحدثون عن ذلك دون حرج أمامهم.
كان أمس الجمعة الموافق 25 نوفمبر 2016، ختام معرض الصناعات اليدوية الدولي، والذى لاقى نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري والتصنيعي، فقد أثبت باختصار أن المصري قادر ويستحق الدعم سواء النفسي أو الاقتصادي.