مدخل دراسي للإنجيل
مجد أورشليم السمائية
الأصحاح العشرون:الملك الألفي
مقدمة:
كنائس كثيرة تفسر السفر كله بطريقة رمزية فيما عدا هذا الأصحاح فيقعون في خطأ عقيدي جسيم وفي هذا كل العجب…؟!
تفسير الملك الألفي:
أ-التفسير الحرفي(المستقبلي):
وهو نظرية تحقيق التاريخ في التاريخ القادم.ومضمونها أن البعض يعتقد بأن المسيح سوف يأتي ليملك في مملكة أرضية لمدة1000سنة.وهذا الاعتقاد جاء اعتمادا علي ما ذكر في هذا الأصحاح(رؤ20:1-3),(رؤ20:7-10).
وكأن هناك1000 سنة حرفية قادمة يحياها المسيح والمسيحيون في ملك مادي,هذه الفترة يسودها السلام,ثم يعقب ذلك خرابيحل الشيطان من سجنه,ويخرج ليضل الأمم(رؤ20:7, 8) ثم يأتي الارتداد العام….
نحن نرفض ولا نؤمن بهذا الاعتقاد:فلا يليق بأن تقوم عقيدة تفسر بطريقة حرفية وغير مستقرة فالقديس بطرس الرسول يقوللا يخف عليكم هذا الشئ الواحد أيها الأحباء:أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة,وألف سنة كيوم واحد(2بط2:8).
فالألف سنة هي فترة غير محدودة,مثلها مثل أيام الخليقة الستة والقياس مع الفارق.
ثم هل يعقل أن ألف سنة في ملك المسيح تكون نتيجتها هذا الضلال؟ما الذي تكون الأرض قد استفادته من ملك المسيح ألف سنة؟
ب-التفسير الروحي الرمزي:
وهو نظرية تحقيق التاريخ في التاريخ الماضي ومضمونه أن الملك الألفي هو الفترة الزمنية ما بين الصليب وحتي المجئ الثاني.
وهذا التفسير يسميعصر الكنيسة في جهادها علي الأرض بفترة الملك الألفي,حيث لايتمسك هذا الرأي بمملكة أرضية ولا ملك دنيوي.
فعلي الصليب قد صار الشيطان مقيدا يعرض ولايفرض وتقييد الشيطان لايعني إلغاء عمله,إنما يعني أنه ليس في حريته الأولي قبل الصليب.
فهناك نقطتان في حرية الشيطان:
1-قبل الصليب:حينما كان في حريته,أوقع العالم كله في الفساد وعبادة الأصنام.
2-بعد الألف سنة:حينما يحل من سجنه,سيضل الأمم,ويسبب الارتداد العام.
أما في خلال الألف سنة:التي هي بدأت بالصليب,فالشيطان مقيد ليس في حريته,أي يعرض ولايفرض كما ذكرنا سابقا يعمل,ولكن عليه قيود في عمله.
وعن وضع الشيطان هذا تكلم الرب يسوع في:
*رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء(لو10:18).
*الآن دينونة هذا العالم.الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا(يو12:31).
*أما علي دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين(يو16:11).
ولفهم هذا الأصحاح نحتاج إلي قراءة الشواهد:
(مت25:31-46) (يو5:28-29).
وإلي ما سبق نضيف التعريفات الأساسية التالية التي توضح المفهوم السليم للعقيدة:
1-المجئ الأول:التجسد في ملء الزمان من العذراء مريم بهدف فداء البشرية.
2-المجئ الثاني:للدينونة في يوم الرب العظيم يوم الدينونة.
3-القيامة الأولي هي قيامة التوبة أي القيامة من قبر الخطية وذلك في فترة ملك المسيح الألفي.
4-القيامة الثانية:هي القيامة العامة للدينونة.أي قيامة أجساد جميع البشر للدينونة.
5-الموت الأول:هو الموت الزمني الذي يخضع له جميع الناس بسبب الخطية الجدية.
6-الموت الثاني:هو الموت الأبدي في جهنم أي الانفصال الأبدي عن الله(رؤ21:8).
وينقسم الأصحاح العشرون للآتي:
1-تقييد الشيطان:(رؤ20:1-6) وقد تم بالصليب.
2-حل الشيطان في أيام الدجال=انتفاضة شيطانية(رؤ20:7-10).
3-مجازاة الشيطان النهائية=الهلاك الأبدي لضد المسيح(رؤ20:11-15).
1-تقييد الشيطان(رؤ20:1-6):
*(رؤ20:2):هذه الآية تحوي4ألقاب مترادفة للشيطان:التنين-الحية القديمة-إبليس-الشيطان.
*ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية:ليس أمر مادي.والملاك ليس هو السيد المسيح بل يعمل بأمر السيد المسيح.
*سلسلة عظيمة:ليس مادية لأن الشيطان كائن روحي.
*قيده ألف سنة:فترة زمنية طويلة حتي تتم مقاصد الله.وتعني أن الشيطان لم يعد قادرا أن يملك علي قلب الإنسان,مادام ليس له في قلبه شئ,وهي تعني فترة التقييد النسبي للشيطان.
*طرحه في الهاوية وأغلق عليه:ترمز إلي فترة التقييد النسبي للشيطان.
*بعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا:لكنه يحل فترة يسيرة قبل مجئ المسيح(3.5سنة) وهي فترةضد المسيح لتزكية المؤمنين الحقيقيين.
*أما بقية الأموات فلم تعش حتي تتم الألف السنة:إشارة إلي موت الخطية.
*مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولي:تطويب.
*هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم,بل سيكونون كهنة لله والمسيح:نقدم ذبائح الحمد والتسبيح.
*يملكون ألف سنة:أي يعيشون في ملكوت النعمة وسلطانها وهؤلاء….
ومن كل ما تقدم نستطيع أن ندرك أنتقييد الشيطان يعني:هزيمته التي لحقت به من جراء تجسد الكلمة وتدبير العمل الخلاصي بالصليب والفداء,فلو أخذنا بالتفسير الحرفي…فماذا يكون حال الذين يولدون أثناء الحكم الألفي…؟؟ولهذا يمكن تسمية الألفيونبالماديين المتشككين.
2-حل الشيطان-انتفاضة شيطانية(رؤ20:7-10):
بعد انتهاء فترة الألف سنة وعند الأيام الأخيرة وحلول الزمان الذي يأتي فيه الدجال يحل الشيطان زمانا يسيرا.
وفي الكتاب المقدس توجد آيات كثيرة تتحدث عن هذه الفترة مثل:
*(1تي4:1-2) برود
*(2تي3:1-9) محبة
*(2تس2:1-12) كثيرين
*ويخرج ليضل الأمم للحرب:والمقصود أن الدجال وأنصاره(جوج.ماجوج) يستخدمون كل أساليب القسوة في حربا روحية وليست مادية.والبعض يري أنها ستكون حرب عالمية ولكن يجب أن نستبعد أي مطابقة جغرافية أو تاريخية لأن البعض يعتبر أن جوج وأرض ماجوج هي أجزاء من أراضي روسيا والصين وسيبريا,أو أنها تعبر عن شعب أسيوي.
*جوج وماجوج:
-جوج:من المعروف أن جوج هو قائد حارب إسرائيل في(حز38:39) ويشير إلي اسم ملك دموي.
-وماجوج:هو ابنيافت ابننوح(تك10:2) وهو يشير إلي شعب متوحش.
*المدينة المحبوبة:الكنيسة المنتشرة في العالم.الله الذي يحيط أولاده في كل مكان.
*إبليس طرح في بحيرة النار:هلاك إبليس ثالث الأرواح النجسة.
*نهارا وليلا إلي أبد الآبدين:إشارة إلي استمرار عذابهم وهذا هو الحكم النهائي علي الشيطان فلا يعود يذكر فيما بعد.
2-الهلاك الأبدي للشيطان(رؤ20:11-15) الدينونة الاحتفالية:
*رأيت عرشا عظيما أبيض:رمز لكرامة الله غير المحدودة الأبيض رمز القداسة والسلام(لاتعد حرب فيما بعد) وقديما كان القاضي يلتزم بالجلوس علي عرش أبيض.
*من وجهه هربت الأرض والسماء:تشير إلي هيبة اللهمخيف هو الوقوع في يدي الله الحي(عب10:31).
*الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع:إشارة إلي انتهاء الحياة الأرضية.فلم تعد حاجة للأرض وما عليها من موارد طبيعية.
*ورأيت الأموات صغارا وكبارا:جميع الأموات منذ بدء الخليقة.
*وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة:الدينونة الاحتفالية وانفتاح سفر الحياة الذي في يد المسيح الديان.يجازي كل واحد حسب عمله.
وهو إشارة إلي فتح سرائر كل البشر أي قلوبهم وضمائرهم.
*وسلم البحر الأموات الذين فيه:البحر إشارة إلي العالم…أي الأشرار الذين غرقوا في ملذات العالم سيسلمون للدينونة الأبدية.