حرفة يدوية أم هواية تعشقها الفتايات منذ صغرهن، بشتى أشكالها و أوصافها هي فن يضفي روح فنانه و فكره، فن الكروشيه، ليس مجرد خيط وإبرة، بل إنه تناسق روحي ينعكس على المنتج.
قديما لم يأخذ ذلك الفن حقه، فكانت النساء تبذل فيه مجهود كبير ويبعنّ منتجاتهن بأسعار لا تتناسب مع ما يبذلونه من مجهود، فضلا عن اشتغال الكثير من النساء بهذه الهواية، ليضعن المفارش زينة لبيوتهن.
طورت هالة عاشور فكرة المهنة، إلى شكل جمالي متكامل بالبيت، فصنعت كنب الأنتريه، والكراسي والترابيزات وسلال القمامة، فأصبح بإمكان المشتري اقتناء أثاث غرفة كاملة مزخرف بالكروشيه.
قالت هالة عاشور لـ “وطني”: إنها استوحت أفكار منتجاتها في هذا المعرض، من التراث النوبي، حيث طورت فكرة الطاقية إلى أشكال يتم استخدامها في تزيين غرف المعيشة.
وأوضحت أنها بدأت في احتراف الكروشيه كمهنة منذ عام 2009، ثم توقفت فترة و عاودت بـ 2012، وذلك لأسباب خاصة بالسوق التجاري.
أكدت الفنانة على أن الكروشيه موهبة، وليس أمر يمكن تعلمه، موضحة أن الفنان من الممكن أن يطور نفسه فيه عبر
الاطلاع وليس التعلم، فقد مارست هوايتها وهي طفلة صغيرة، وحدها، وتعلمتها بالممارسة.
وأبرزت هالة قيمة منتجاتها، حيث أنها تقوم بعمل مشغولات يمكن الاستفادة منها واستعمالها، كالكراسي والكنب والسلال والأوسدة، فهي ضد أن تقوم بشغل كروشيه للزينة فقط، معتبرة هذه أشياء لجمع التراب وليس المنفعة.
أشارت الفنانة إلى أنها تعلم أن منتجاتها غالية الثمن، ولكنها تقدم خامات جيدة، من حيث أنواع الخيوط والأخشاب والأقمشة، فضلا عن أنها تدفع ضرائب لأنها تبع شركة وليس جمعية.
ولفتت إلى الإقبال الشديد على المعرض على غير ما توقعت، لأنها تعتبر منتجاتها غالية ولكن متقنة، فرأت أن زوار المعرض على وعي ومعرفة بقيمة المنتجات.
يتم عرض هذه الصناعات بالمعرض الدولي للصناعات اليدوية، بأرض المعارض في مدينة نصر تحت اسم “الإبداع في منطقة المتوسط”، الذي تم افتتاحه يوم الجمعة 18 نوفمبر، ويستمر حتى يوم٢٥ نوفمبر ٢٠١٦ ، بمشاركة مشروع تطوير تجمعات الصناعات الثقافية والإبداعية في جنوب المتوسط.