اهتم العديد من القراء بتقرير “هل ارتحل المصريون القدماء إلى استراليا” وتجاوبوا معها متسائلين هل قد يكون فعلا أجدادنا القدماء قد وصلوا إلى استراليا قبل المستكشفين الغربيين. في حين أرسل أحد الرافضين للفكرة تقريرًا نشره موقع ايه بي سي الاسترالي http://www.abc.net.au/ يعرض تفنيد أحد علماء المصريات الاستراليين لتلك النقوش. وعملًا بحق الرد، قمنا بترجمة التقرير ونشره ليكون في يدي القارئ ليكون على علم بكل الأراء المطروحة في هذه القضية.
وبحسب التقرير فقد رفض عالم المصريات من جامعة ماكواري بولاية سيدني الاسترالية أي إدعاءات جديدة حول أحد أكثر المواقع غموضًا وإثارة للجدل في ساحل نيو ساوث الرئيسي والمعروف باسم هيروغليفية جوسفورد.ويضم موقع هيروغليفية جوسفورد ما يقرب من 300 نقش على جدارين من الحجر الرملي، والتي يعتقد البعض إنهم شكل مبكر من الكتابات المصرية وأثارت اهتمام واسع النطاق على مر السنين.
منذ السبعينات قوبلت تلك النقوش بالرفض من قبل السلطات والأكاديميين قاطعين بزيفها، لكن لا تزال هناك محاولات مستمرة لإثبات النظرية إنها نحتت من قبل المصريون القدماء. ويقول –والحديث مازال للموقع- الأستاذ المساعد بقسم التاريخ القديم بجامعة ماكواري، بويو أوكينجا Boyo Ockinga: “بقدر ما أود أن تكون حقيقية، لا شك عندي في كونها مزيفة.”
وقال أوكينجا، والذي عمل من قبل على حفريات أثرية في الأقصر:
“أولا وقبل كل شيء أسلوب القطع ليس هو الأسلوب الذي كان متبعًا في مصر القديمة، والنحاتون لم يكونوا منظمين جدًا.”
وأكمل: “ثانيًا، هناك مشكلة في الأشكال الفعلية للرموز التي تم استخدامها، فمن المفترض إن النص يعود إلى فترة الملك خوفو لكن الرموز المستخدمة تم ابتكارها بعد زمن خوفو بـ2500 عام. وهذا يدل على تناقض زمني. وبعبارة أخرى، فهذا النص عبارة عن تجميع لرموز مختلفة تتباعد عن بعضها البعض بآلاف السنين.”
وأضاف: “من غير المنطقي أن يكون هناك آثار مصرية قديمة في هذا الموقع، فإذا كانوا قد وصلوا إلى استراليا فأنا أتوقع أن يرسوا على الساحل الشرقي.”
ثم يضع بويو أوكينجا تفسيرًا لهذه النقوش –وفقًا لأيه بي سي- قائلًا: “من المحتمل أن تكون تلك النقوش تم كتابتها في أوائل القرن العشرين عندما كان هناك اهتمام واسع النطاق بمصر القديمة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون تحديدًا. في تلك الفترة تقريبًا كان هناك العديد من الجنود الاستراليين المتمركزين في مصر إبان الحرب العالمية الأولى. ولدينا حالات أخرى من الجنود الاستراليين الذين قاموا بمنحوتات ذات طابع مصري في منتزه كورينجاي الوطني Kurringai National Park بالقرب من سيدني، فعلى سبيل المثال هناك منحوتات من الحجر الرملي لأبو الهول وأهرامات، ونحن نعلم إن من قام بنحتها جندي استرالي كان في المستشفى القريبة من المنتزه.”
وتابع: “لن يكون الأمر مفاجئ على الإطلاق إذا كان شخص لديه ولع بالمصريات قام بنحت تلك النقوش أيضًا.”