إن كان الأمر كذلك فلماذا ندين حواء لأنها صدقت الحية نفذت طلبها بأنها أكلت من الثمرة المحرمة.
هذه الآية لا تستخدم وحدها إنما هناك آيات منها اختبروا الأرواح فالروح الذى من الله نصدقه ونسمع كلامه. أما الروح الذى ليس من الله فلنهرب منه لأنه معاند لله ومقاوم له. ثم أن المحبة فضيلة وأى فضيلة تعملها بدون حكمة تنقلب إلى عكسها- ودعوة السيد المسيح للكنيسة كونوا حكماء كالحيات.
فى القديم قيل.. أما أنا فأقول.. ولا نقول أن الشريعة تغيرت إنما حدث فيها السمو اللائق بالعهد الجديد فمثلا كانت الوصية الإلهية التى تتناسب مع الإنسان قبل التجسد وعهد النعمة هى هى حب من يحبك وابغض من يبغضك- أما الوصية الإلهية فى عهد النعمة هى حب من يحبك.. وأيضا أحبوا أعداءكم أى من يبغضك أيضا وبذلك فإنسان العهد الجديد لا يعرف البغضة.. والبغضة كميكروب لا يجب أن يدخل قلب المؤمن فى العهد الجديد.
لكن ليس معنى ذلك نحب الشيطان بل نحب أعداءكم تسرى على البشر.. فقط الذين هم صورة الله ومثاله- أما الشيطان فقاوموه راسخين فى الإيمان.. وهو كأسد زائر يلتمس من يبتعله وأسهل طريقة هو أن نهرب منه كما هرب السيد المسيح بعد تجاربه الثلاث على الجبل وأمره قائلا اذهب عنى يا شيطان فتركه إلى حين..
لا تصادق الشيطان- ولا تتحدث معه لأن كلامه أنعم من الزيت ولا تسمع له لئلا تسقط كما سقط شمشون فى حبائل دليلة ففقعت له عيناه وجعلته كالحيوان يجر الطاحون ولا تستهين بالشيطان فكل قتلاه أقوياء.. بل اهرب لحياتك ولا تقف فى كل الدائرة لا تقف لئلا تتوقف كعمود ملح كزوجة لوط لأنها لم تسمع للقول الإلهى بأن لا تنظر إلى الخلف ولا إلى الوراء.
لذلك من الخطأ استخدام الآية الواحدة فى حياتنا- فالكتاب المقدس ليس أية واحدة.. بل أن الآيات تكمل بعضها.
هناك أدوية يكون السم أحد مكوناتها ولكن بجرعات معينة ومع مكونات أخرى عديدة لأن الهدف من الدواء هو قتل الميكروب الذى يسكن الجسم وليس قتل الجسم نفسه.. لذلك دعانا الوحى الإلهى أن نكون حكماء كالحية التى تهرب حينما تشعر بالخطر يحدق بها وأن نكون بسطاء كالحمام الذى لا يتصارع بل هو رمز السلام.