وأوضح الديب، أن آفاق الاقتصاد العالمي باتت أكثر غموضا، فضلا عن أن البيانات الاقتصادية تشير إلى تراجع النشاط العالمي والتجارة.
وأضاف الديب، أن أكثر المتضررين من فوز “دونالد ترامب” المؤيد لسياسات الحماية التجارية، هي أوروبا، حيث زادت احتمالات وقف عقد اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي، والمتوقع عقدها بين الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث قال “ترامب”، خلال الحملة الانتخابية: إن اتفاقيات التجارة الدولية تضر العمال الأميركيين وتؤثر سلبًا على قدراتهم التنافسية، وحتى يكشف “ترامب” موقفه “الرسمي”، حول مسائل اقتصادية مهمة مثل التجارة والعلاقات مع حلف شمال الأطلسي، وتغيّر المناخ، المهاجرين، ستبقي الأزمة المالية قريبة الاحتمالات.
وأشار إلى أن اتفاقية التجارة والاستثمار عبر الأطلسي، والتي يتفاوض حولها الإتحاد الأوروبي وأمريكا، منذ أكثر من 3 سنوات، باتت علي المحك بعد فوز “ترامب”، مؤكدا أن رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، بيرند لانج، حينما سئل عن تأثير فوز ترمب على المفاوضات، رد قائلاً: “اتفاقية الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي باتت من الماضي”.
وأوضح الديب، أن أوروبا استفادت كثيرا، وخاصة صادراتها، من العولمة والتجارة الحرة، وبالتالي فإن إتباع أكبر دولة اقتصادية في العالم وهي أمريكا لسياسات حمائية، سوف يضرها كثيرًا وستفقد صادراتها ميزة كبيرة.
وتوقع الديب، تحسن الاقتصاد الأمريكي، في عهد “ترامب”، الذي أكد بناء اقتصاد قوي من خلال الإنفاق على البنية التحتية، وإعادة بناء المدن والجسور والأنفاق والمطارات والطرق السريعة، وهو ما يخلق الملايين من فرص العمل للأمريكان، فضلا عن توجيه الإنفاق للصناعات وصناعة الصلب والإنشاءات، كما تعهد بخفض الضريبة على الشركات من 35 إلى 15 % ، وإعفاء المواطن الذي يقل دخله الشخصي السنوي عن 25 ألف دولار من أية ضرائب.
وأشار الديب، إلى أن الاقتصاد الروسي، أكبر الفائزين من فوز “ترامب” وسط احتمالات بتقارب بينه وبين الرئيس الروسي “بوتين”، وهو ما قد يسفر عن تخفيف العقوبات الغربية الاقتصادية عن موسكو.
أما بالنسبة للاقتصاد الخليجي، فقال الديب: “بالرغم من تصريحات “ترامب” بشأنه، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن يمكنها الابتعاد عن دول الخليج التي تستورد 25 % من وارداتها البترولية منه، كما أن علاقة ترامب المتوترة بإيران ستدفعه للتواصل مع الخليج العربي، حيث تبلغ الاستثمارات السعودية بأمريكا ما يقرب من 700 مليار دولار، فإذا أضفنا إليها السندات وباقي الأدوات الاقتصادية، تصل إلى تريليون دولار، كما تبلغ استثمارات الصندوق السيادي لدولة الكويت بأمريكا 305 مليارات دولار، وحجم التبادل التجاري بين البلدين 68 مليار دولار ، كما تخطط قطر لاستثمار 35 مليار دولار في السوق الأمريكي خلال الفترة المقبلة، كما تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لأمريكا بالشرق الأوسط، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 27 مليار دولار، فيما تبلغ الاستثمارات الإماراتية بأمريكا 21 مليار دولار.”
وقال أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحتل المركز الثامن من حيث الدول المستثمرة في مصر، حيث بلغت قيمة المساهمة الأمريكية في الشركات 2.380 بليون دولار، خلال الفترة من عام 1970 وحتى شهر يونيو من العام الجاري، كما بلغ عدد الشركات الأمريكية في مصر 1203 شركات.