أقامت سفارة الهند بمصر إحتفالية أول أمس بمناسبة يوم الدستور الهندي تكريمًا للدكتور بي.آر. أمبيدكار، والمعروف بمهندس الدستور الهندي، حيث قامت اللجنة التأسيسية للهند في مثل هذا اليوم في عام 1949بتبني دستور الهند والذي دخل إلى حيز التنفيذ في 26 يناير 1950.
وأوضح الدكتور عمرو الشوبكى، رئيس وحدة العلاقات العربية والأوربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، وعضو مجلس النواب المصري، في كلمته، أن علاقات الصداقة التي ربطت بين الزعيمين الهندي نهرو والمصري جمال عبد الناصر كان أول جبهة لمواجهة التحرر وأصبحت مثل يحتذى به في مواجهة الإستعمار ورسالة إلى دول العالم الثالث التي ترغب في التحرر من المستعمرين الأجانب.
وقال: “عندما نتطرق إلى الدستور الهندي، فإن ما أجمع عليه الباحثون في الشئون الدولية فان ما قامت به الهند هو إستثناء. فإن تبني الدستور كما هو الحال في دول العالم العربي كان هدفه مناهضة الإحتلال وتم تأجيل الدستور والتمسك بالطريق الديمقراطي في العالم الثالث وخاصة في فترة الخمسينات والستينات، فكانت من أهم أولويات تلك الدول التخلص من وطأة الاستعمار، ولهذا فإن ما قامت به الهند يعتبر إستثناء وشيء ملهم للباحثين في كل دول العالم العربي والعالم الثالث.”
وتابع: “وكان همنا نحن في مصر عندما تم تشكيل لجنة الخمسين لإعادة كتابة الدستور المصري هو دراسة الدستور الهندي الذي تضمن العديد من الجزئيات عن الحقوق والواجبات لكل العرقيات في الهند والتضامن والإحترام والتساوي في الحقوق والوجبات . فلكل دولة لها مشاكلها ولكن الملفت للنظر في التجربة الهندية إن هذا الدستور كان ملهمًا لأكثر من مليون هندي حيث التفوا حوله في بوتقة واحدة ونجحت الهند في توحيد مختلف العرقيات على ارض الواقع.
وأضاف الشوبكي بأنه ليس لديه عقدة من الحضارة الغربية على الإطلاق ولكونه مصري فان التجربة الديمقراطية في الشرق والتي نبعت من دولة ذات حضارة عريقة والرسالة التي قدمتها الهند بالرغم من الصعوبات على مدى 70 عاما الماضية يعطي الأمل في تبني شيء مماثل في مصر والمنطقة.
فيما صرح السفير سانجاي باتاتشاريا بأن كتابة الدستور الهندي لم يكن بالأمر الهين، فقد تم دراسة الدساتير والقوانين المختلفة في عدد دول العالم المختلفة منها الدستور البريطاني والفرنسي والأمريكي والاسترالي وتم الإستفادة ببعض التجارب والأفكار من تلك الدول في الإنتهاء من الدستور الهندي الذي يعد من هي القانون الأعلى في البلاد أعلى من البرلمان والقضاء.
وقال: “لم يكن الدستور الهندي دستور مجمد على الإطلاق فهو دستور ديناميكي حيث تم إجراء وإدخال عدد من التعديلات التي بلغت بمجملها 101 تعديلا منذ العمل به عام 1950 وكان آخر تعديل تم إدخاله يتعلق بفرض رسوم على بعض من البضائع الغير هندية.”
وألمح إلى إنه يتم اللجوء إلى الدستور الهندي في حالات الطوارئ التي تنشأ أحيانًا في بعض الأحيان وتأتى مهمة المحكمة الدستورية العليا في الهند صون الحقوق الأساسية للشعب الهندي.
وأفاد بأن ترجمة الدستور الهندي إلى اللغة العربية وتدشينه من مقر جامعة الدول العربية منذ 3 سنوات، جاء بهدف اطلاع رجال القوانين العرب في البلدان العربية الشقيقة للاطلاع عليه وعلى نصوصه.
وأوضح السفير باتشاريا بأن الهدف من الاحتفال بيوم الدستور الهندي جاء لتجميع أعضاء الجالية الهندية بالقاهرة إعادة ذكريات عزيزة على كل هندي في مختلف أنحاء العالم ألا وهى المشاركة في كيف خرج هذا الدستور إلى النور ليكون البنية الأساسية التي تحتكم إليها مؤسسات الدولة في عملية التنمية الحقيقية.
وأضاف إن هذه فرصة طيبة لمشاركة المصريين تلك المناسبة الوطنية والعزيزة إلى قلوب الهنود لشرح لهم كيف تم سن قوانين الدستور الهندي وبهذه الذكرى تم تدشين مسابقة بين المصريين عن الدستور الهندي التي وجدت صدى طيب بين المصريين. وسيقدم عدد من المصريين الدارسين بالمركز الثقافي الهندي مسرحية توضح دور باللغة الهندية لدور عدد من الشخصيات الهندية التي ساهمت بشكل كبير في صياغة هذا الدستور.
وعن التعاون التجاري بين مصر والهند أشار باتاتشاريا إلى أن العام الماضي شهد إستثمارات هندية في مجال الطاقة الشمسية وتجارة التجزئة. وتابع بأن هذا العام شهد استثمارات نوعية في مجال تصنيع أجهزة المحمول من جانب شركة هندية رائدة في مجال التكنولوجيا واستثمارات أخرى ممثلة في اعتزام شركة هندية تدشين مصنع آخر لها خارج القاهرة والتوسعات التي قامت بها شركة سينمار الهندية في بورسعيد في استثمارات جديدة بلغت قيمتها 280 مليون دولار أمريكي للتوسعات في خطوط الإنتاج لأكبر مجمع كيماوي للهند في مصر ومحافظة بورسعيد .
وأشار السفير إلى أن القوانين الجديدة التي أرستها الحكومة المصرية سوف تساهم بشكل كبير في جذب رؤوس الأموال والمستثمرين الهنود إلى مصر، وأضاف سيادته بان هناك وفد صناعي مصري سوف يزور الهند خلال يناير 2017 ، وسوف تستقبل القاهرة وفد يمثل وفد اتحاد الغرف التجارية الهندية يضم عدد كبير من رجال الأعمال الهنود وممثلي كبرى الشركات الهندية .
ويعتبر عام 2016 هو عام الإحتفال بالذكرى 126 لميلاد د. أمبيدكار الذي ترأس لجنة صياغة الدستور في الجمعية التأسيسية ولعب دورا محوريا في صياغة الدستور. وقد تم اختيار يوم 26 نوفمبر لنشر أهمية الدستور ونشر أفكار وآراء د. أمبيدكار.
يذكر أن بهاميراو رامجي أمبيدكار ولد في 14 إبريل 1891، وتوفي في 6 ديسمبر عام 1956، واشتهر باسم بابا صاحب. وكان خبيرًا قانونيًا وخبيرًا اقتصاديًا وسياسيًا ومصلحًا اجتماعيًا، وترأس لجنة صياغة الدستور في الجمعية التأسيسية. وكان أول وزير هندي للقانون والعدل.