مدخل دراسي للإنجيل
رابعا:سفر الرؤيا
الأصحاح الثامن عشر:سقوط بابل
مقدمة عامة:
*يصور هذا الأصحاح الهلاك التام لبابل,وبابل هو الاسم المجازي الذي يطلقه يوحنا علي قوي العالم الشرير وكل ما يمثله والذي يعترض مقاصد الله ويقاومها.ولهذا فهي تنتهي نهاية دامية وعنيفة.
*عاشت بابل في ترف ومتعة وفيصورة الاكتفاء الذاتي القائمة علي المال والسلطة والمتعة.إنهاصورة المادية المتطرفة.
ولذلك وقفت تقول:
أنا جالسة ملكة,ولست أرملة,ولن أري حزنا(رؤ18:7).
وفي مقابل هذا التجبر يقدم لنا يوحنا في هذا الأصحاح صورة سقوطها الأليمة والمحزنة.
أقسامه:
1-حالة المدينة الساقطة(رؤ18:1-8).
2-تحذير لشعب الله باستفاضة (رؤ18:9-20).
3-سوء أحوال المدينة الساقطة(رؤ18:21-24).
1-حالة المدينة الساقطة(رؤ18:1-8):
*رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء:فالسماء هي مصدر كل سلطان علي الأرض.
*استنارت الأرض من بهائه:فهو يحمل رسالة من الرب يسوع وإعلان الملاك يتفق مع(إش21:9-10).
*صرخ بشدة بصوت عظيم:إشارة إلي رعب الدينونة القادمة.
*ولماذا صدر هذا الحكم علي بابل؟لأنها عاشت في:الزنا,الخمر,محبة المال.
*تجار الأرض وملوكها:إشارة إلي محبي التنعم,وإلي المعتمدين علي القوة المادية.
*اخرجوا منها يا شعبي:دعوة الله لكل أولاده في كل جيل أن يخرجوا من مجالات الخطية ويرفضوا سلوكياتها.فهناك دائما عملية فصل بين أولاد الله وأولاد إبليس.
والخروج هنا قد يكون روحيا (رفض مبادئ العالم وسلوكياته) وقد يكون ماديا (الهروب من مجالات الخطية).
*لأن خطاياها لحقت السماء:إشارة إلي كثافة الخطية وبشاعتها.
*بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت,بقدر ذلك أعطوها عذابا:إشارة إلي عظم الدينونة فهي سوف تدفع ضريبة اللذة المحرقة التي عاشتها.
*لأنها تقول في قلبها:تتباهي وتتفاخر.
*أنا جالسة ملكة:وهم أنها مستقرة في مجد أرضيملكة واطمئنان مزيف لحالتها المشينة.
*ولست أرملة:مقارنة بين شكل التنعم والتفاخر والتباهي وشكل الحزن والألم والضيق.
وهذا هو الوهم الخادع الذي يعيشه كل خاطئ يرفض التوبة ويطفئ صحوة الضمير.
*في يوم واحد ستأتي ضرباتها:هذه هي حيثيات الحكم من الإله القوي إذ تحولت روما الوثنية إلي المسيحية وخربت كل معابدها.
2-تحذير لشعب الله باستفاضة (رؤ18:9-20)-من يبكي علي بابل؟
تتكرر كلمةفي ساعة واحدة(في ع10, 17, 19):إشارة إلي عنف وقسوة الدينونة.
*ملوك الأرض:إشارة إلي أصحاب السلطان.الذين انخدعوا بالسلطة والمتعة.
*التجار:رمز لأصحاب الغني الذين انخدعوا بمحبة الفضة وتجارتهم تشمل خمس مجالات:
أ-أدوات التجميل:ذهب -فضة-حجر كريم-لؤلؤ-بز-أرجوان-حرير-قرمز.
ب-أدوات الأثاث الفاخر:عود ثيني(خشب له رائحة عطرية)- إناء عاج-آنية خشب-نحاس -حديد-مرمر.
ج-مواد تنعم وطعام:قرفة-بخور-طيب-لبانا-خمرا-زيتا-سميذا-حنطة.
د-مواد أبهة وعظمة:خيل -مركبات.
هـ-نفوس وأجساد:إشارة إلي تجارة العبيد.
لاحظ أن حسرة الأشرار كانت علي كل ما هو ثمين وغال من جهة المادة قبل أن تكون علي نفوس البشر التي صارت بلا قيمة أمامهم.
*الملاحين:الوسطاء:هم رمز كل من يساعد الإنسان علي فعل الشر.
دعوة للفرح:
افرحي لها أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء,لأن الرب قد دانها دينونتكم(رؤ18:20).
وهي إجابة السؤال:حتي متي أيها السيد القدوس والحق, لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض؟(رؤ6:10).
وهنا يفرح الأبرار معا وبلا انقسام إذ ينالون الأبدية مقابل دينونة بابل.
3-سوء أحوال المدينة الساقطة(رؤ18:21-24):
*هكذا بدفع سترمي بابل المدينة العظيمة:إشارة إلي فظاعة وقسوة عذابها.
*صوت الضاربين بالقيثارة…لن يسمع:لم يعد هناك فرح.
*صوت رحي لن يسمع:لم يعد هناك طعام=فقدانها حتي الأعمال الضرورية للحياة.
*نور سراج لن يضئ:لم يعد هناك طاقة.
*صوت عريس وعروس لن يسمع: لم تعد ولودة.
وبهذا تلقي بابل العنيدة في جهنم وعذابها يتمثل في:
1-انتزاع أهل اللهو:لا توجد موسيقي أو فنون.
2-توقف الإنتاج والعمل:لا توجد فيها صناعات.
3-توقف حركة الحياة:توقف الطحن للغلال.
4-توقف مصادر الطاقة:لا يوجد فيها نور=ظلام تام.
5-انعدام الفرح:لا يوجد نسل أو أفراح.
وهكذا تنتهي بابل التي لا يقصد بهابلد معين أو فترة معينة,بل كل المعاندين الذين احتقروا دم القديسين والشهداء في كل العصور.