التقي موقع “وطني” بالرقيب أول (محمد المصري) صائد الدبابات، ليروي أسرار حرب 6 أكتوبر 1973 بمناسبة الاحتفال بمرور 43 عاما على الانتصار العظيم على العدو الإسرائيلي واسترداد سيناء الغالية لمصر مرة أخري.
ولد “المصري” في الأول من يونيو عام 1948 بديرب نجم بمحافظة الشرقية، ومقيم حاليًا بقرية “المصري” بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، ولقب بـ”صائد الدبابات” لقيامه بدور بطولي بارز في حرب أكتوبر المجيد حيث دمر 27 دبابة إسرائيلية منها دبابة “عساف ياجوري” الإسرائيلي قائد اللواء 190 مدرع.
ألتحق “المصري” بالجيش المصري لتأدية الخدمة العسكرية في 24 سبتمبر عام 1969 عقب حصوله علي الثانوية العامة من مدرسة “ديرب نجم الثانوية” منضما لسلاح الصاعقة وقضي 3 أشهر بمدرسة الصاعقة بـ”أناشاس” التي تدرب فيها علي بناء الجسم بدنيا من التدريبات الشاقة، ثم التحق بمدرسة المظلات وقضي بها 3 أشهر أخري لعيش مرحلة البناء الفكري.
أكد “المصري” أنه لا يوجد بطل ضعيف وإذا تم بحث حياة الأبطال سنجد أن أي بطل عاش عيشة “خشنة” وأن هناك مقومات لصناعة البطل بداية من المناخ الذي يتربي فيه والخروج عن الغير مألوف، مضيفا أن من يبني الأوطان هم الشباب، ويجب تأسيسهم منذ الوهلة الأولي.
وأشار “المصري” أن تم اختيار 15 مجند من 2500 مجند لتشكيل 41 من كتائب الفهد المضادة للدبابات، ضمن 128 مظلات، وأن عمله الأساسي في سلاح المظلات كان لصد هجوم العدو من الدبابات والعمل خلف خطوط العدو مع تطوير الهجوم من خلال الرد على العدو والفرار منه حيث كان موقع عمله في القطاع الأوسط بتبة الشجرة التابع لمنطقة الفردان بوادي النخيل في سيناء.
كما أكد “المصري” أنه استطاع من خلال مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة تدمير 27 دبابة للعدو الإسرائيلي بينهم دبابة قائد اللواء 190 الإسرائيلي “عساف ياجوري” يوم 8 أكتوبر، لافتا أنه تلقي ضربة موجعة باستشهاد أستاذه ومعلمه المقدم “صلاح حواش” قائد الكتيبة 41 فهد.
ويضيف “المصري” أن شخصين قاما باصطحابه لمركز القيادة الخاص بالفرقة الثانية مشاة وأنه أمام العميد حسن أبو سعدة، قائلا هناك شخص طلب رؤيتي وهو “عساف ياجوري” الإسرائيلي قائد اللواء المدرع 190 وعرف من العميد أبو سعدة أنه طلب منهم طلبين الأول أن يشرب كوب ماء والثاني أن يرى الجندي الذي دمر دبابته، مضيفا أن “ياجوري” أول ما شاهده وقام وأعطاه التحية العسكرية، مؤكدا هذا دليل علي عظمة للجيش المصري، خير أجناد الأرض، الذي أوصي بهم الرسول صلي الله عليه وسلم.
وأكد “المصري” أن الجيش المصري أول من استخدم الصاروخ الروسي الصنع بطول 86 سم وزنة 9 كيلو جرام وزنته بالحقيبة 18 كيلو جرام، والتي وصلت في نهاية عام 1971 ، لافتا أن الصاروخ الروسي الصنع كان لابد أن يمر بثلاثة مراحل في 100 ثانية وهي ارقي درجات التدريب، موضحا أنهم قاموا بتطوير الصاروخ ووصلوا للرقي من 100 ثانية إلى 40 ثانية وهذا يعتبر في العرف العسكري إعجاز.
كما أكد “المصري” أن إطلاق الصواريخ يحتاج لعقل يقظ وأعصاب هادئة وصفاء ذهني لتوجيه الضربات التي تؤدي لإصابة الهدف وخاصة في التكلفة المرتفعة للصاروخ في ذلك التوقيت التي وصلت 500 دولار فكان لابد من تحقيق الهدف من إطلاق الصاروخ في الزمن المحدد من تحديد الهدف خلال 27 ثانية حتى لا تضيع القيمة المالية الكبيرة دون تحقيق خسائر بالعدو، لافتا أنه كانت هناك عوامل جعلته يركز أكثر من أجل إصابة الأهداف بالعدو.
ويستطرد “المصري” قائلا ” جولدا مائير، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أننا لم نسمع عن جندي أكتوبر أو نراه أو ندرسه بالعمق المطلوب وكانت كلمات المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية في ذلك الوقت عندما قال السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح، ومن أكبر الدوافع لنا بالتحفيز والعزيمة القوية، مشيرا أن لحظة العبور كانت الحلم الذي عشنا من أجل تحقيقه من خلال التدريب نهارا وليلا وتحمل الصعاب والآلام.
وقال “المصري” أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هبة من الله للمصريين، لإنقاذ الوطن من التفكك والدخول في حروب أهلية، إضافة للقدرة الكبيرة في حسن التصرف بالموافق المختلفة عكس الرئيس المعزول محمد مرسي الذي كان يزيد الاحتقان بخطاباته.