شابة في الثلاثينات من عمرها من محافظة أسيوط تعمل بديوان المحافظة منذ عام 1997, وحصلت علي بكالريوس التجارة أثناء عملها, أصيبت باعوجاج في العمود الفقري منذ طفولتها وبسبب التشخيص الخاطئ وتأخر العلاج تواجه صعوبات لكنها قررت أن تقوم بتوعية المصابين وأسرهم بضرورة التدخل المبكر للعلاج فلقد أصبح هناك أمل في العلاج.
تحدثنا إلي عبير عبدالغني صاحبة التجربة والمبادرة الإنسانية الرائعة, قالت: كان عمري 4 سنوات وتعبت جدا وحينما ذهب والدي بي إلي الطبيب جاء التشخيص علي أنه شلل أطفال.. ومرت السنوات واستمر العمود الفقري في التقوص, واكملت دراستي والتحقت بعمل بأسيوط بعد إجراء مسابقة وتم اختياري للوظيفة.
وفي عام 2006 ازدادات حالتي سوءا ولم استطع الحركة بسهولة وذهبت لطبيب متخصص في أمراض العمود الفقري, وقال لي لا يوجد أي علاج لحالتي ولا عمليات وأن الوقت مر ولا يجدي أي تدخل طبي من أي نوع.
استطردت عبير: أصبت بإحباط شديد حتي أنني مع متاعبي بدأت في أخذ إجازات بدون أجر ثم أجازات مرضية لفترة استمرت ست سنوات كاملة, وفي عام 2012 عدت مرة أخري للعمل, ومرت ثلاث سنوات وفي عام 2015 بدأ التعب يزداد وذهبت لطبيب آخر قال لي نفس كلام الطبيب الذي ذهبت له في عام 2006 وهو أنه لا أمل في أي علاج أو إجراء عمليات جراحية.
وفي هذه الأثناء تقابلت مع شابة بجامعة أسيوط تعاني من نفس المرض ولكنها قامت بإجراء عملية جراحية ونجحت, وبدأت في التعافي التدريجي, تحدثت هذه الشابة إلي وشجعتني علي الذهاب مرة أخري للأطباء في القاهرة واستشارتهم في جدوي العملية بالنسبة لي, ولكن الأمر الأكثر أهمية أنها شجعتني علي أن نعمل سويا لتوعية الأسر بكيفية الاكتشاف المبكر للمرض والتدخل المبكر حتي يكون هناك إمكانية للتدخل العلاجي أو الجراحي بنسب نجاح مرتفعة جدا في السنوات الأولي للإصابة بالمرض.
وبالفعل ذهبت إلي الأطباء بالقاهرة, وقالوا لي: إن هناك إمكانية لإجراء عملية جراحية دقيقة وإن كانت نسب النجاح لها ليست مرتفعة.
وأضافت: منذ العام الماضي وأنا اهتم بتوعية الأسر سواء بشكل شخصي حينما أعلم بوجود حالات مصابة بمرض إعوجاج العمود الفقري, أو من خلال بعض الجمعيات الأهلية بأسيوط التي تستضيفني لإلقاء ندوات توعية حول المرض وسبل الاكتشاف المبكر.
وحول طبيعة المرض ونسب الإصابة به, قالت: يصيب اعوجاج العمود الفقري أكثر من 5% من الأطفال, وخطورة الإصابة بهذا المرض هي أنها تؤثر في الشكل الخارجي للظهر وينتج عنه الحدب, وإذا ترك هذا التشوه من دون علاج فإنه يؤثر تأثيرا بالغا في شكل ووظيفة العمود الفقري. وينتج عن اعوجاج العمود الفقري ألم بالظهر وتدهور في درجة الاعوجاج مع الضغط علي الرئة والقلب, هذا إلي جانب الحالة النفسية السيئة للمريض, والتقليل من فرص العمل والاندماج بالمجتمع والزواج وغيره من المشاكل الاجتماعية التي تحيط بالمصاب, وأسباب هذا المرض متعددة من بينها العيوب الخلقية في تكوين الفقرات وشلل الظهر وأمراض الأنسجة الرخوة, ويبقي السبب الأساسي في نحو 85% من الحالات هو الأنحناء التلقائي وينجم عن إفراز الميلاتونين أو خلل بالجينات.
أكدت عبير: أن التشخيص المبكر لهذا المرض يمثل حجر الزاوية في العلاج, ويتم الاكتشاف المبكر بالملاحظة من خلال بعض الأشياء المهمة لدي الأطفال منها: هل نري كتف أعلي من الكتف الآخر, وإذا كانت عظمة لوح الكتف أعلي من الأخري, هل توجد ناحية من الحوض لدي الطفل أعلي من الجهة الثانية. وعند ملاحظة أي شيء من هذا القبيل علي الأهل التوجه لطبيب متخصص في العمود الفقري بشكل عاجل.