في ذكري احتفال أكتوبر المجيد عقد بفندق سفير مؤتمر “اكتوبر ضمير امة…شعب وجيش ” ،برئاسة العميد أركان حرب خالد عبد التواب المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مقرر ورئيس المؤتمروالباحث في الشئون السياسة والعسكرية، وبحضور لفيف من قادة القوات المسلحة وعلماء الأزهر ومشايخ سيناء والعديد من الفنانين والإعلامين ورجال الصحافة والقنوات الفضائية وهيئة حزب مستقبل وطن وبعض أسر شهداء القوات المسلحة، وتم خلال المؤتمر تكريم اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة اقتحام وتحطيم الساتر الترابى لخط بارليف الذى كان يحتاج لقنبلتين نوويتين لإختراقه كما قالت المخابرات الروسية والذى حطمه هذا الرجل بمضخات المياه فقط.
وقال اللواء باقى زكى في كلمته بالمؤتمر ” خط بارليف هو عبارة عن جبل كبيرمن الرمال والأتربة بارتفاع 21 متر اى مايعادل 7 ادوار ويمتد بطول قناة السويس بنحو 160 كيلومتر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً وعرضة 12 متر وصنع بزاوية ،ميل 80 درجة على سطح مياة القناة يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود بل والجنود ايضا يجدون صعوبة فى تسلقة وبة الكثير من النقاط الصعبة ، كدوائر النيران المتداخلة .
وفي شهر مايو عام 1964 عينت رئيساً لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وفى هذه الفترة شاهدت عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال في داخل مشروع السد العالى بمحافظة أسوان، وقد استخدم فى عملية التجريف المياة المضغوطة بقوة والتى استطاعت إزالة هذه الجبال ثم إعادة شفطها بعد تجميعها فى احواض كبيرة من خلال مضخات عن طريق مواسير لاستغلال هذا الخليط فى بناء جسم السد العالى.
وفي عام 1969 صدرت الأوامر أن نستعد للحرب، واجتمع القادة برئاسة اللواء اركان حرب سعد زغلول عبد الكريم قائد الفرقة 19 لدراسة الأفكار المقترحة للعبور، ووجدت أن كل الاقتراحات التي تم عرضها كان زمن فتح الثغرة فى هذا الساتر الترابى فيها كبير، يتراوح بين 12 الى 15 ساعة، وكانت الخسائر البشرية المتوقعة لا تقل عن20% شهداء من القوات وكانت هذة الاقترحات تتمثل فى اسقاط القنابل بواسطة الطائرات واستخدام المدفعية الثقيلة والمتفجرات .
وقبل دخولى الاجتماع لم يكن في ذهني أي حل لهذة المشكلة العسكرية والعائق الضخم المتمثل في خط بارليف، ولكن عندما شرح القائد طبيعة المانع وفهمت أنه يغلب عليه
الرمال والتراب تذكرت عملي بالسد العالي، فرفعت يدي فورا وطلبت الكلمة قبل أن يحل دوري في الكلام فطلب مني القائد الانتظار حتى يحل دوري، ولكني أكدت له أن ما سأقوله هام وعاجل، فسمح لي، فقلت له انتو بتقولوا رملة وربنا أدانا الحل قدام المشكلة وتحت رجلينا وهو الميه .. وفي الحالة دي الميه حتكون أقوى من المفرقعات والصواريخ وأوفر وأسرع وبمجرد ما أنهيت كلامي وجدت سكون عظيم في القاعة، “ترمى الابرة ترن” لدرجة أني “تخوفت ان يعتبرو كلامى عبارة عن هزيان” وأكدت على ان هذه الفكرة أستخدمت في اعمال السد العالى وأدت لنجاح عظيم و لاحظت أن الفكرة قد حازت على أعجاب القادة، وبعد مناقشات طويلة ومباحثات استقر رأى الأغلبية من قيادات الجيش على تنفيذ الفكرة وطلبت منى القيادة تقرير مفصل بسيط لعرض الفكرة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذى أمر بعد مناقشة القادة الحاضرين من مختلف الاسلاحة بتجربتها وفي حالة نجاحها تنفذ في الحال وكانت الفكرة حسب التقرير الذى قدمتة تتلخص في طلمبات ماصة كابسة قوية تثبت على زوارق خفيفة تسحب المياة من القناة وتضخها من خلال بشابيرعلى الساتر الترابى الذى سينهار إلى اسفل القناة بسبب ميلة الشديد 80 درجة وهو يحمل فى طريقة كل ماوضع فى هذا الساتر من الغام وقنابل وخلافة وقد تمت التجربة عمليا على ساتر ترابى فى حلوان، وباستخدام طلمبة من التى استخدمت فى اعمال السد العالى وكان عدد التجارب التى تمت 300 تجربة كان اخرها فى جزيرة البلاح بالإسماعيلية على ساتر ترابى طبيعى ناتج من تجمعات من التراب والرمال من ناتج تجريف القناة أقيم ليحاكى إلى حد كبير خط بارليف ونجحت التجربة وتم الفتح لهذا الساتر فى 3 ساعات وربع واتفق على تنفيذ الفكرة فى الحرب وبوفاة الرئيس جمال عبد الناصر تأجلت ،الحرب وتأجلت معها الفكرة.
وفى عام 1973 وفي ساعة الصفر الساعة 2 الظهر من يوم 6 اكتوبر انطلق القائد باقى زكى يوسف مع جنوده وقاموا بفتح مجموعة كبيرة من الثغرات فى خط بارليف فى زمن قياسى لا يتعدى الـ4 ساعات بدلاً من 12 ساعة وهو الزمن الذي حددوه لفتح هذه الثغرات، حيث فتحت أول ثغرة الساعة السادسة وعلى الساعة العاشرة كانت هناك 60 ثغرة مفتوحة بطول القناة استكملت فما بعد إلى 85 ثغرة وقد ازاحت هذة الفكرة مايقرب من 90 الف متر مكعب من الرمال والتراب لتسقط في قاع القناة ، وادى ذلك في دخول المدرعات المحملة بالجنود والدبابات،ونقل المعدات والامداد الحربى إلى اعماق سيناء وعبور الجيش المصري إلى الضفة الشرقية لخط القناة وهذا العمل الكبير ساعد وساهم في تحقيق النصر السريع والمفاجىء، بعد أن عبر بحلول الساعة 10 مساءا 80 ألف جندي مصري، لم يفقد منهم إلا 87 جندي فقط في موجات العبور الأولى وهو عدد يمكن ان يلقى مصرعه فى اتوبيس ينقلب وليس فى عبور القناة فى حرب”.
وبعد الانتهاء من كلمتة قام العميد اركان حرب خالد عبد التواب بتكريم اللواء باقى زكى يوسف ومنحة درع التكريم.”
ومن المعروف انة بعد أن تم تحقيق الانتصار قررت الدولة ترقية الضابط مهندس باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر إلى رتبة عميد، كما حصل على نواط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى في فبراير 1974 عن اعمال قتالية استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب اكتوبر1973 كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس محمد حسنى مبارك 1984 بمناسبة إحالته .إلى التقاعد من القوات المسلحة.