** الإكليريكية ساعدتني على حفظ الألحان وساهمت بالأصالة وبساطة الترانيم
** نحتاج إلى مجهود كبير لنحافظ على تراث الألحان القبطية …والخطوة الأولى في كتابتها بالنوتة الموسيقية
**التسابيح تجذب الشباب لحضن الكنيسة … والترنيمة الأورثوذكسية يستطيع أي شخص أن يرنمها بلحنها العبقري
الحن الروحاني
يعلمنا الكتاب المقدس (( طوبى للشعب العارف التسبيح يارب بنور وجهك يسلكون بإسمك يبتهجون اليوم كله وبعدلك يرتفعون))…
التسبيح ووالترنيم لهما قوة عجيبة تدخلنا إلى محضر الله تقدس أفواهنا وعقولنا وأوقاتنا وتربطنا بالسمائيين والأبدية .
يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : لا شئ يعطى للنفس أجنحة وينزعها من الأرض ويخلصها من رباطات الجسد ويعلمها احتقار الأمور الزمنية مثل التسبيح بالنغمات الموزونة …
واليوم حوارنا مع أب صاحب دعوة روحية عرف بالربابة المشدودة وصف صوته القمص فانوس الانبا بولا… لقب باللحن الروحاني ، يخدم ويعيش شعبه في عالم الألحان والتسابيح ، صاحب الكلمات والأشعار الروحية ، إنه القس موسى رشدي راعي كنيسة الأنبا أنطونيوس في(روزرهام) بإنجلترا .
القس موسي رشدي وهو فى عمر ال15 عاما مع القمص عبد المسيح النقلوني
في البداية نريد أن نتعرف على نشأة أبونا موسى رشدى؟
نشأت فى الفيوم وكنت أصلى وأخدم بكنيسة مارمينا ، فى فترة الثمانينات ،فى عام 1984 أشتركت في أول الكورال بالكنيسة و كانت أول مرة بحياتى ادخل أستديو صوت كانت عام1986 لأسجل ترنيمة للشهيد مارمينا والأنبا إبرأم ومن ذلك الحين بسبب دخولى إلى الأستوديو تعلمت أشياء كثيرة جدا فيما يخص كيفية اداء الترنيمة بالضبط والتحكم فى الصوت والنفس ، ثم بدأت أن ادرب فريق الكورال واقوم بتأليف وتلحين الترانيم، اتذكران كان عمرى وقتئذ 15 عاما تقريبا.
وانا فى الصف الثالث الإعدادى فتح الله عينى على راهب فى دير الملاك النقلون بالفيوم يدعى الراهب عبد المسيح الأنبا بولا وبالمانسبة هوالاخ الروحي للقمص فانوس الأنبا بولا المتنيح في الرهبنة ، وفيما بعد تغير لقبه إلى ابونا عبد المسيح النقلونى ، وقد ترك فيّ هذا الراهب آثر كبير فى حياتى الروحية وحبى للترانيم ، فكنت اقضى معه ثلاثة اشهر مدة الاجازة الصيفية بأكملها ، فقبل ان ابدأ الامتحانات الدراسية كنت استعد بتجهيز حقيبة السفر وفى اخر يوم فى الامتحانات بالتحديد كنت اعود الى المنزل استبدل حقيبة المدرسة بحقيبة السفر واذهب إلى الدير مباشرة وقتها لم تكن فى اى مواصلات الى الدير فكنت اصل الى اقرب نقطة إلى الدير واسير حوالى 3 او 4 كليومترات سيرا على الاقدام .
وكان ابونا عبد المسيح يحب الترانيم بدرجة كبيرة ، فبعد ان تنتهى الزيارات من الدير كان ابونا عبد المسيح يقوم بتنظيف الدير من المخلفات التى يتركها الزائرين ، وبعد ان يبذل مجهود شاق كان يتكئ ليستريح و يرنم ( مرة تهت بعيدا )، و(ياسائح للقاء يسوع ) وغيرها من الترانيم الكنسية الثراثية الجميلة ويقضى ساعات طويلة تصل الى 4 او 5 ساعات دون ان يشعر بالوقت ، فكنت اشعر بجو روحى ممتع كل يوم معه ولا اعود الى المنزل فى الثلاثة اشهر الا للضرورة القصوى لمدة قصيرة واعود للدير فورا.
أيضا .. أتذكر شخصية اثرت فيا بدرجة كبيرة هو الاستاذ شاكر خليل الدويرى كان صديق للعائلة وهو خادم معروف كان بيخدم بالفيوم والجيزة وشبرا والصعيد وكان صديق للمتنيح الانبا إغيريغوريوس وفيما بعد أصبح القمص مرقص خليل الدويرى راعى كنيسة مارجرجس بالفيوم (المطرانية ) كان له طريقة مميزة فى الوعظ وايضا الترانيم .
وقبل ان يكون كاهنا عمل كناظر مدرسة و تعلم عزف الاوكورديون وقتها ، وكان يأتى لزيارتنا بمنزل جدى اى بيت العائلة ، ويقف بمدخل العمارة ويرنم بالاكورديون (غايتى المسيح ..غايتى المسيح أسعى اذا نحو الغرض ) وكان صوته جهورى فكنا نفتح ابواب الشقق ونخرج نحن وكل اقرابى وننزل بالدور الارضى ونتجمع داخل شقة عمى الاصغر ، ونجلس حول الاستاذ شاكر نتسمع عظاته ونسبح معه الترانيم والالحان الكنسية ، فكان له تاثير كبير على حياتى فى ذلك الوقت وزادت علاقتى و ارتباطى بالكنيسة بسببه.
دعوة القس موسى رشدي إلى الخدمة الكهنوتية
حياة الدير ألم تدفعك وقتها بأن تسلك فى طريق الرهبنة ؟
بالعكس .. فى هذا الوقت كنت افكر بجدية ان اسلك بطريق الرهبة ، بل كان كتاب بستان الرهبان لم يفارق يدى اينما كنت اذهب ، ولكن كان بداخلى ميول تدفعنى الى الخدمة اكثر من فكرة الأعتكاف والعزلة التى تلزم الراهب ان يمكث فى ديره يتعبد ويلتزم بقانونه الرهبانى وكفى ، وبعد صلوات وارشاد الروح القدس وأب اعترافى ،عرفت ان طريقى هو الخدمة وليس الرهبنة.
مع اسقف اسكتلندا وايرلندا نيافة الانبا انطوني ليخدم معه فى انجلتر
– كيف سلكت طريقك الى الخدمة واختيارك كاهنا ؟
احد اقاربى كاهنا هو القمص بولا عطية ، فاقترح على والدى بأنه يفكر ان يطلب من ابي المحبوب نيافة الحبر الجليل الأنبا أبرأم اسقف الفيوم بان يعطيني جواب تزكية لالتحق بالكلية الاكليريكية ، وشجعنى على هذا الطريق وقتها اندماج محبة الخدمة بالكنيسة وعشقى الى حياة الدير والخلوة.فالتحقت بالكلية الاكليريكة بالانبا رويس وتخرجت منها عام 1994 م ، ثم خدمت فى عدة اماكن بالقاهرة ، بالاضافة الى منطقة جنوب سيناء وقتها كانت ابراشية شبة جزيرة سينا فى حبرية المتنيح نيافة الانبا مكارى والذى استشهد فيها ، وفى عام 1997 خدمت هناك لمدة اربع سنوات ، حيث رشحنى الاباء للكهنوت وتمت سيامتى كاهنا بيد نيافة الانبا ابوللو فى 28 يونية عام 2002 على كاتدرائية موسى النبى والقديس مارمرقس بطور سينا .
في لقاء روحاني مع المتنيح ابونا فانوس الانبا بولا وهو يرنم معه
هل توقفت عن الترانيم بعد ان التحقت بالاكليريكية ؟
ابدأ…. التحاقى بالكليريكة قد ساهم بشكل كبير ان يشكل مزج بين الالحان واصالتها وبين الترانيم وبساتطها مما يساعد على جذب الشباب لحضن الكنيسة بكلاهما ، وأثناء فترة دراستى بالاكليريكية ساعدتنى على حفظ الالحان القبطية حيث كنت اشارك مع خورس الشمامسة الذى يقول المردات بقداسات الاعياد مع قداسة البابا شنودة ، والمعروف ان الالحان القبطية الخاصة بالاعياد تحديدا سواء كان عيد الميلاد او القيامة تحتوى على هزات موسيقية طويلة تطلب ضبط موسيقى متقن مثل لحن أونيم ناى ، ولحن بيجين ميسى وغيره .. ، وبالفيوم كنت اذهب الى جميعة الكتاب المقدس هناك وكانت بمثابة النافذة على التكنولوجيا الحديثة فكان بها اول مركز للكمبيوتر ، وكان بها مسرح وبوجد به بيانو ، فكنت اذهب مع صديق لى عازف بيانو وبعد نهاية الخدمة بالجميعة ونظل نعزف ونرنم حتى نصل الى ساعات الفجر باكرا وقت شروق الشمس، هذا التنوع ساعدنى ان يحدث المزج بين اللونين .
مع قداسة البابا تواضروس الثانى خلال زيارته الى انجلترا
وماذا عن دعوتك للخدمة فى إنجلتر بالتحديد ؟
طلبنى ابى المحبوب نيافة الانبا انطونى أسقف ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق إنجلترا ، للخدمة فى كنيسة الانبا انطونيوس بإنجلترا حيث كانت تحتاج لكاهن يقوم بصلاة قداسات الأعياد ،وبقرار من قداسة البابا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وبالفعل تم انتدابى للخدمة بانجلترا سنة 2007م الى مقاطعة يورك شاير حيث تقع بها الكنسية بمدينة روزرهام التى تخدم منطقة جنوب يورك شاير .
زيارة القس موسى رشدي إلى نيافة الانبا مارتيروس اسقف عام شرق السكة الحديد هذا العام
* ما تأثير الترنيم على خدمة قدسك فى الكنيسة عموما وفى المهجر خاصة؟
** مع ازدياد الشعور بأن الترنيمة تساهم فى رفع الحالة الروحية ، وتجذب الشباب بالكنيسة اخترت ان اخدم الشباب فى هذا المجال وهى فرصة ايضا ان تعرفهم بالقديسين من خلال ترانيم القديسين … فنحن عشنا و تربينا فى كنيستنا القبطبية الاورثوذكسية على الترانيم ، منذ اربعين عام او أكثر فتحنا عيوننا على اجتماع قداسة البابا شنودة الثالث الذى يكتب الاشعار والترانيم ، وترانيم المعلم إبراهيم عياد
وخلال زيارتى فى هذا العام لمصر تقالبت مع نيافىة الانبا مارتيروس ودار بيننا حوار عن تطوير الترنيمة القبطية ، وتحدثنا عن الفترة الاخيرة بان حدث نوع من الاضافة على الترنيمة القبطية ابتدا من الارشذياكون حبيب جرجس الذى كان يقوم بتأليف الترانيم التى ترنم العقيدة القبطية الارثوذكسية، وعلمت ان البابا تواضروس ايضا قد ألف ترانيم ، ايضا تاريخ الكنيسة يشهد ان قانون الايمان كان يرنم فى عصر القديس اثناسيوس ، وبالكنيسة توجد الثيؤطقيات الموجودة فى تسبحة نصف الليل كانت بتردد افكار المجامع المسكونية وأبائنا القديسين .فالترنيمة من وجهة نظر الكنيسة بتوصل للانسان فكرة أن يتمسك بالكنيسة ويتمسك ايضا بعلاقته مع ربنا ، وهدفها هو احضار الانسان كاملا للمسيح . فالبعض قد يتأثر من خلال الوعظ والبعض الأخر ينجذب الى مخاطبه مشاعره من خلال الترانيم فهى تساعد ان يبدا الشخص معرفة الطريق نحو الله .
مع نيافة الانبا رافائيل
كيف ترى قدسك الترنيمة الأورثوذكسية اليوم ؟
ان الترنيمة الاورثوذكسية تتكون من عبارة لاهوتية متقنة ومختصرة ولحن عبقرى بمعنى انه يسطيع اى شخص ان يرنمه ، لا يوجد بها ما يخالف ايمان العقيدة ، بل يوجد بها تعليم عن العقيدة .
اقوم حاليا بتجهيز ترانيم لمار افرام السريانى ، واجزاء من الثؤطوكيات و الابصاليات ، مثل التجربة التى قمت بها بمزج ابصالية يوم الاحد مع ابصالية يوم الاثنين فى ترنيمة (طلبتك من عمق قلبى ) ، وذكر بها عبارات مثل (تجمعى فيا يا كل حواسى )،
(هذا هو الحجر الكثير الثمن الذى باع التاجر كل ما له واشتراه ) …كل هذه العبارات تصل معانيها الى المستمع وترسخ عبارات على المدى الطويل تكون هذه العبارات بمثابة ذخائر داخل ذاكرة الناس تلصقهم بربنا . وهذا ما يشير الى ان الكنيسة المصرية اسست بتصميم القديس مارمرقس بروح الله الذى جعله ان يدرس الشخصية المصرية وراق له ان يطبع عليها الإيمان لدرجة ان البسطاء مثل الرجال الذين استشهدوا فى ليبيا وتحملوا رهبه السيف بدرجة ايمان عالية هما غروس لبذار زرعها القديس مارمرقس بالكنيسة .
مع الانبا كيرلس اسقف دير مارمينا بمريوط
الم ترى ان فكرة وجود كاهن ارثوذكسى مرنم قد تكون منتقدة فى الكنيسة الاورثوذكسية ؟
قبل ان اكون كاهنا خدمت بالكورال لسنوات كثيرة ،انا شخصيا ارى انى لم اكن اول كاهن يرنم فمن قبل تعايشت مع ابونا مرقس خليل الدويرى الذى أشرت اليه سابقا فى بداية الحوار و كان مرنم ، ولكن فى وقته لم يكن قنوات تليفزيونة ولا فيديو كليب ولا مواقع تواصل اجتماعى ،ومن بعده القس يوسف أسعد ، و قد اكون فى الترتيب العاشر او العشرين الذي يخدم بالترنيم ،و بالعكس ان يكون كاهن يخدم بالترنيم قد يفيد جدا الكنيسة وفى الفترة الحالية يوجد إشراف حكيم من الاباء على هذا الدور ، ومرجعى دائما الى اباء الكنيسة من اجل فائدة ابناء الكنيسة .
حتى انى تقابلت مع نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل سكرتيرعام المجمع المقدس في احد مؤتمراته بإ نجلترا وكنت اخدم بالترنيم في هذا المؤتمر وتصادف اثناء ذهابي إلى القاهرة ان اكون معه على نفس الطائرة ودار بيينا حوار مطول اطلعت نيافته فيه على بعض الترانيم التي كتبتها وتعلمت منه الكثير ، والجدير بالذكر ان لي علاقة بنوة تربطني بنيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة وقد استضافني مرة فى احدى اجازاتى وقمت بالترنيم فى حضوره ولفيف من اباء كهنة ابراشيته اثناء سيامة احد الاباء من زملائي طلبة الاكليريكية ، وهنا لابد ايضا أن اذكر بكل الحب والعرفان الدور المميز الذى لأبى نيافة الحبر الجليل نيافة الانبا أنطوني اسقف ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها الذي يشجعني دائما ويعطيني الكثير ن النصائح ويغمرني بأبوته الحانية .
اثناء زيارة الانبا انجيلوس الى انجلتر
ما فائدة ان اصلى بالتسبيح كنسيا ؟
فكرة التسبيح بالترانيم هى استبقاء الجمل العقيدية المنغمة والملحنة فى الذهن ليشبع بها ويجترها ليظل الانسان فى جو التسبيح ، وهذا الامر لم يكن مستحدث بالكنيسة لانه كان هذا الامر يتم داخل الهيكل ، وايام داود النبى ، وبالتالى مع الاطفال عندما تنغم له الجمل تثبت اكثر فى ذهن الطفل ، والفكرة هو امتلاك الكنيسة كذراع الله للحواس الانسانية بانها تحضرك كاملا للمسيح ويظهر ذلك فى اندماج العناصر التكنولجية مثل شاشات البروجيكتور والميكروفات الذين لا يخلو منهم اى كنيسة مع الصلوات الايقونات والبخور وغيرها من الامور الطقسية الروحية .فتجد الشخص بعد انتهاء الصلاة وخروجه الى يومه وسط العالم منطبع عليه كل هذا التاثير الذى هيأته له الكنيسة و بالتالى ينطبع على سلوكه بين الناس والظروف التى تواجهه. هل كل هذا لم يجعل الله ان يكون مسرور !! بالعكس ان المسيح وهو عريس الكنيسة يفيض على المسبح بروح السلام والفرح ويردد معه خسرت كل الاشياء وحسبتها نفاية لكى اربح المسيح واوجد فيه ، الانسان المسبح بيوجد فى المسيح .
* اى الالحان الكنسية الاقرب الى قلبك ؟
** احب الحان الكنيسة كلها ولكن الاقرب الى قلبى لحنين افرحى يا مريم لانه يحتوى على كلمة قدوس تقال مطولة وبه صراخ يؤدى للعمق نحو الله ، ولحن ايها الرب اله القوات ارجع واطلع وانظر الى الكرمة التى غرستها يمينك اصلحها وثبتها ، وكذلك من الحان التسبحة لحن قطعا انقطع ماء البحر( خين أوشوت) ، ولحن الثلاث فتية هذا الحن حالم وجميل ملئ بالمعانى والعبر والصور الحقيقة فيجعلك كانك مع بنى إسرائيل تعبر مياه البحر.
مع المعلم إبراهيم عياد
* وماهو اكثر شعر اقرب الى قلبك ؟
اشعار قداسة البابا شنودة تأثرت بها منذ كنت فى الاكليريكة ، وايضا اشعار مار افرام السريانى ، مار يعقوب السروجى ، ومار اسحق ، جبران خليل جبران ،الى جاب بعض الشعراء الصوفيين مثل ابن الفارص ، جلال الدين الرومى ،اما شعراء العصر الحديث صلاح جاهين فكتب عدة رباعيات عن المسيح .
* كيف نحافظ على تراث الالحان والتسابيح من خلال ارشيف كنسى يحفظ تراث اللحن القبطى الاورثوذكسى ؟
** اولا نحتاج الى مجهود كبير ان تكتب الالحان بالنوتة الموسيقية ، كما نحتاج ان نجمع اكثر من متخصص من العازفين ليقوموا بهذا العمل . فى يقيني ان هذا يستغرق وقت كبير ولكن ايضا فى ايمانى ان هذا المشروع بعد ان يستقر ويتبلور سوف يصبح تراث كبير جدا للكنيسة الاورثوذكسية فى الاجيال القادمة ، كان فى محاولات لذلك ايام الدكتور راغب مفتاح جمع نوتة للقداس الالهى كتبها شخص يدعى نيولاند سميث ، وايضا فى لندن جمع الدكتور مشيل حنين مجموعة نوت مختلفة للالحان ، بالاضافة الى المجهود الرائع الذى بذله المهندس جورج كيرلس قائد فريق دافيد للاحان ولكن مازالت هذه المحاولات مجهودات شخصية ومتفرقة لم يوجد عليها اى نوع من التوثيق والاجماع .
ثانيا من خلال المؤتمرات التعليمية مثل التى يقوم بها نيافة الانبا رافائيل اسقف الشباب من خلال تعليم الالحان الى جانب تعليم قادة الالحان ان يقرا النوته الموسيقية ، وبالمنسبة اذكر التجربة التى قام بها احد ابناء الكنيسة بفرنسا يدعى بيشوى عوض مدرس بجامعة السربون ، فاستطاع ان يجعل الفرنسيين ان يقولوا لحن بيك اثرونوس من خلال النوته .
ليس بالضرورى ان تتم كل الانجازات فى عصر واحد ، فنحن دخلنا على تعب اباؤنا السالفون والان نقوم بمحاولات فى عصرنا وسيأتى بعدنا جيلا يكمل ويحافظ على تراث الكنيسة القبطية .
مع مجموعة من مرنمي الكنيسة القبطية بالقاهرة