بعد انتشاره و تغلغله بالمنطقة , بل و ارتكابه أصعب الجرائم الوحشية ضد الإنسانية , فربما أصبح العدو الأول لها لا سيما فى هذه الفترة , و التى امتلأت بفظائعه , يواجه تنظيم داعش ضربات مكثفة , بدأت فى ليبيا أحد أهم معاقله , و أكثر الدول و التى تجرعت الغصص جراء كوارثه , و استمرت فى شكل مهاجمات قوية و سيطرة بباقى الدول التى انتشر فيها التنظيم ,
و هو الأمر الذى يحمل لنا أحد أهم الأسئلة الملحة , هل يعد تنظيم داعش بصدد بداية النهاية؟! , أم أن الأمر مجرد مهاجمات وضربات قد تكون قاصمة , و قد تكون مقوية لهذا التنظيم , و إن كانت قاصمة , هل بذلك ينتهى التنظيم ؟! , أما أن السر لا زال يكمن فى فكر هذا التنظيم و عمله السرى ,و أن الانتهاء لا يتخطى مجرد استرداد بعض المناطق منه , و تحجيم لهذا التنظيم .
التواجد الفكرى
فى البداية يقول ” ماهر فرغلى ” _ الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية _ قد تنتهى المواجهات مع تنظيم داعش على أرض المعركة , و ربما يتم السيطرة عليه , لكنه يظل التنظيم السرى و المتواجد تحت الأرض , صاحب جرائم سيسعى لارتكابها و التخطيط لها , لا شك ستكون أقسى مما عاصرناه , فداعش متواجد فكراً و عملاً و تخطيطاً , و يضيف ” فرغلى ” هذه الجماعات المتطرفة تتقن العمل السرى , و لها باع فيه , متمرسة تجيدها أكثر من العمل العلنى , و لن تجد صعوبىة فى ذلك , و عن أسباب انتشار داعش يتابع ” فرغلى ” الفوضى عمت و ما زالت تعم أرجاء المنطقة , و أبسط البديهيات لذلك انتشار الإرهاب و تغلغله , ناهيك عن تضارب السياسات و الرؤى , و الظروف المتغيرة , أكبر عامل مساعد لداعش و غيرها , و اختتم ” فرغلى ” لا يجب الحديث عن نهاية داعش إلا فى حالة القضاء على قياداتها أو القبض عليها , وعن المحاربة الفكرية و الثقافية فستحتاج لوقت .
كيفية التعامل مع داعش
و يضيف اللواء ” محمود منصور ” _ الخبير العسكرى و الإستراتيجى _ التعامل مع داعش يتخطى مجرد السيطرة عليها و تحرير بعض المناطق منها , إنما يحتاج إلى متابعة و ملاحقة , و قضاء شامل , و الأهم الضربات الاستباقية , و أسباب ضعف التنظيم و تراجعه يستكمل ” منصور ” مدعموا التنظيم تخلوا عنه , و فى المقدمة الولايات المتحدة و قطر , بعد أن فعل و ارتكب ما يبتغوه فى الشرق و العرب من فتن و دمار , و أيضاً بعد أن طالتهم أيادي الإرهاب , و أكبر دليل الحوادث الإرهابية الأخيرة و التى عاصرها الغرب و تركيا , و حينما اختلفت و جهات النظر و تعارضت المصالح , انقلب السم على الساحر , و ظهرت الحقائق , و , يوماً ما توهمت داعش و توقعت أنها أقوى مما صنعوها لتفيق على هذه الكوارث و الضربات الليبية القاسمة , و يستطرد ” منصور ” العالم يعاصر تغيرات عدة لم تكن بخصوص داعش و قط , لكن هناك سياسات و رؤى جديدة , و أكبر دليل تسول أردوغان و بحثه عن مدعم له لتثبيت حكمه فى تركيا بعد الأحداث التركية الأخيرة .
لمحة تاريخية عن التنظيم
يختتم د”سمير غطاس” _ رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية و النائب البرلمانى _ فيقول بدأ تكوين الدولة الإسلامية بالعراق عام 2006 و تم إختيار “أبا عمر البغدادى” زعيماً له و الإسم الحقيقى لهذا الزعيم هو محمد داوود محمد خليل الزواوى و كان يعمل ضابطاً بالقوات العراقية فى عهد رئيس العراق الأسبق “صدام حسين” كما تم اعتقاله بسجن أبو غريب و أطلق سراحه عام 2006 و وقتها بدأ قيادته و زعامته لهذا التنظيم , قتل ” أباعمر ” 2010 و أختير خلفه ” أبو بكر البغدادى” القائد الحالى , و توسع التنظيم فى عملياته النوعية بالعراق فى عهد ” أبو بكر” و عقب أحداث سوريا و اقتتال الجماعات الثورية و الجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكييل جبهة النصرة بالشام و بعدها أعلن أبو بكر البغدادى دمج جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية , و ذلك تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق و الشام تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق و الشام أى ” داعش” و يستطرد “غطاس” حدثت العديد من الشقاقات بين قيادات الأمر الذى فككها إلى قسمين , تمركز كلاً منهما فى منشأئه الأصلى سواء سوريا أو العراق , إنما لا يزال القسم الأكبر بالعراق و الذى أرتكب العديد مما سمعتاه و رأيناه من أعمال إرهابية عنيفة و دموية , و بالرغم من إستيلائها على أكبر المدن العراقية , إلا أن داعش فى طريقها إلى التفكك و الإنهيار , فمن الأساس هذا التنظيم ما هو إلا مجموعات صغيرة من عناصر جنسياتها مختلفة , و ربما معظمها من العراق و سوريا أيضاً أفغانستان و كازاخستان و غيرها من دول شرق آ سيا , و لا تستحق على الإطلاق هذذا التهويل و الذى جسده الإعلام , و الدليل على ذلك إنها لا تستطيع مواجهة الأكراد و المعرف عنهم القدرة و الكثرة , أو حتى شن هجمات ضدهم و أستطاعت السيطرة على بعض مدن العراق, ذلك لأن العراق مفكك و ليس لديه جيش يذكر , و يستكمل ” غطاس ” لن تجرؤ داعش على شن هجمات ضد مصر أو حتى على التفكير فى القدوم إليها , فقد أستوعبت الدرس جيداً و الذى لقنته قواتنا المسلحة لأنصار بيت المقدس فى سيناء, و يختتم ” غطاس” و عن دور أمريكا فى الأمر , فى تصورى أن أوباما لم يصل حتى لدرجة ناشط سياسي, و ليس رئيس لدولة من أكبر و أقوى دول العالم , فهو من يمول داعش و أمثالها و مع ذلك لا يجيد التعامل معها أو السيطرة عليها , أو حتى القدرة السياسية على إيقافها .