ألقي قداسة البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في دورتها الحادية عشر، والتي تجري فعالياتها بالعاصمة الأردنية عمان ، وذلك في إطار زيارته الحالية للأردن .
و أشار قداسة البابا في كلمته إلى قول القديس بولس الرسول : لأن محبة المسيح تحصرنا، مؤكدًا أنها تذكرنا بأن محبة المسيح تملأ الزمان (حياة الإنسان) والمكان (الكنيسة المسيحية في الشرق الأوسط)، كما أشار قداسته إلى الدور الروحي والدور الاجتماعي اللذين يمثلان المهمة الرئيسية للكنيسة. وشدد على ضرورة أن يعمل المسلمون والمسيحيون في الشرق الأوسط في سبيل حفظ إنسانية الإنسان بإعلاء القيم والمبادئ النبيلة ورفض العنف والتطرف.
وجاء نص كلمة قداسته كالتالي :
نذكر حاضرنا ونتطلع إلى مستقبلنا ونتذكر ماضي كنائسنا ومسيحيتنا في هذا الشرق. نتذكر الجذور القوية التي جمعتنا جميعاً معا لنشكل الكنائس المسيحية في أوطاننا. نحن نتذكر كلمات القديس بولس الرسول الذي قال “لأن محبة المسيح تحصرنا” وعندما تتأملوا معي في كلمة تحصرنا ستجدوا أن لها معاني كثيرة يمكن أن نقول عنها أن محبة المسيح تملأ حياتنا في كل الزمن وفي كل جيل ومع كل إنسان ومع الكنيسة المسيحية في الشرق الأوسط.
والكنيسة المسيحية لها دور قوي. وهي بالأساس كيان روحي يهتم أولاً بخلاص الإنسان وأبديته فهذا هو واجبنا الأول نحو كل الرعية. كيف يتمتع كل إنسان بخلاص السيد المسيح وفداءه على الصليب من أجل كل إنسان ومن أجل العالم كله. ولكننا في نفس الوقت لنا الدور الاجتماعي كيف نخدم أوطاننا ونحن في مرحلة أيها الأحباء يجب أن نعمل وأن نخدم من أجل صيانة أوطاننا فالأوطان لها المعزة الأولي في حياة الإنسان كل في وطنه. والأوطان هي البيت الكبير الذي يجمع كل مواطنيه. نحن نري أن دور الكنيسة والصوت المسيحي بجوار صوت أخوتنا المسلمين الصوت المعتدل في كل وطن يجب أن يتحد من أجل أن نحفظ إنسانية الإنسان في أوطاننا فالإنسانية تهدر في أماكن كثيرة نري فيها عنفاً وتطرفاً وخروجاً حتى عن القيم والمبادئ الإنسانية علينا دور أن يكون لنا الصوت الفاعل والدور القوي والحاضر في صيانة أوطاننا من خلال كنائسنا ومن خلال علاقتنا القوية التي تجمعنا مع كل أخوتنا في الوطن.
نحن نصلي ونقول في كنائسنا جميعاُ “يا ملك السلام أعطنا سلامك …”.
جدير بالذكر انه قد شارك في هذه الدورة 24 من رؤساء الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط، يمثلون الكنيسة الكاثوليكية وعائلتي الكنيستين الأرثوذكسيتين الشرقية والغربية، إلى جانب الطوائف البروتستانتية.