يستعد المرشحان إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية لأول مناظرة تلفزيونية بينهما، الاثنين 26 سبتمبر (بتوقيت مصر يوم الثلاثاء 27 سبتمبر الساعة 3 صباحا) ، دون أن يكون أي منهما في موقع متفوق على الآخر، ولكل منهما نقاط قوة وضعف.
ويخوض المرشحان حملة ضارية من الهجمات المتبادلة منذ عام، لكنهما لم يلتقيا في أي مرة وجها لوجه، وسيشكل ذلك أهم ما في المناظرة التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين الأمريكيين.
وستشكل هذه المناظرة سابقة تاريخية، إذ لم تشارك أي امرأة من قبل في المناظرات الرئاسية منذ بدء تنظيمها في الستينيات.
وحسم الناخبون بغالبيتهم الكبرى خيارهم لانتخابات نوفمبر ، ويعتقد أن هذه المناظرات لا تؤدي سوى إلى ترسيخ آرائهم.
غير أنها يمكن أن تؤثر على المترددين الذين سيحسمون السباق لاختيار خلف لباراك أوباما، وهم هذه السنة أكبر عددا منهم قبل أربع سنوات، ويقدر استطلاع للرأي أجرته شبكة “إن بي سي” نسبتهم بـ9% من الناخبين
وقال كارمين جالو، الخبير والمستشار في مجال الاتصال: “يجب إقامة رابط عاطفي مع الناخبين ليكون هناك أمل في الفوز”.
وهذه هي المشكلة التي لطالما عانت منها هيلاري كلينتون، وهي التي تلقى أقل قدر من الإعجاب بين جميع المرشحين الديمقراطيين للبيت الأبيض. وتقر هي نفسها بأنها تقتفر إلى جاذبية زوجها بيل كلينتون أو كاريزما باراك أوباما كما يرى أكثر من نصف الأمريكيين أنها غير جديرة بالثقة.
وفي محاولتها الأولى لنيل ترشيح الديمقراطيين في العام 2008، قدمت هيلاري كلينتون نفسها على أنها المرأة الحديدية. غير أنها هذه المرة تركز على دورها الرائد وعلى صورتها كجدة، لتكون أقرب إلى قلوب الناس. لكن من غير المرجح أن تتمكن خلال 90 دقيقة من محو صورة راسخة لدى الرأي العام منذ ربع قرن.
وقال الخبير إن “ترامب يقيم رابطا مع الناخبين على صعيد الانفعالات، وهذا أمر يصعب التصدي له، لأن المشاعر دائما أقوى من الوقائع”.
وعلى هذا الصعيد، فإن الملياردير الشعبوي الذي كان يقدم برنامجا ناجحا من تلفزيون الواقع، لديه ميزة واضحة يتفوق بها على منافسته: فليس هناك في هذه الحملة أي مرشح آخر
غير أن ترامب لم يتفوق دائما خلال المناظرات الـ12 التي تخللت حملة الانتخابات التمهيدية، بل حيد نفسه في غالب الأحيان، تاركا المرشحين الآخرين يتواجهون وينتقدون بعضهم بعضا. وفي النهاية، حين لم يبق هناك سوى عدد ضئيل من المتنافسين، فكان يقاطع المناقشات بجمل قصيرة لاذعة وهجومية.
ويخشى فريق كلينتون أن يلزم الصحفي الذي سيدير النقاش. ويبدي تساهلا في أسئلته لترامب أكثر منه في أسئلته لكلينتون. ولا شك في أن تحليل هذه المناقشات سيكون بأهمية المواجهة نفسها بين المرشحين.