توصل فريق من علماء الطيور الألماني لمراقبة مجموعة من طيور الفرقاطات التي تصل سرعتها إلى 450 كم/ ساعة، وهي نوع من فصيلة البجعيات، حيث وجدوها تنام في منتصف رحلتها أثناء التحليق، وذلك بعد تتبع حركتها من قبل أجهزة مراقبة الدماغ بتعريضها لنشاط دماغي.
ويستطيع هذا الطائر التحليق بصورة متواصلة لمدة تتجاوز الشهرين من دون توقف أو أخذ قسط من الراحة، وبعد مراقبة 14 نوعاً من هذه الطيور، توصل العلماء إلى أنَّها حقيقةً تنام بمعدل 41 دقيقة في اليوم حتى ولو كانت محلقة في السماء، وتحدث هذه القيلولة خلال 12 دقيقة تقريباً في كل رحلة وتستخدم عادةً أحد جانبي دماغها، لكن ما يثير الدهشة أنَّها في بعض الأحيان قد تستخدم كليهما.
وتنقل العلماء إلى أرخبيل “غالاباغوس” مكان تواجد مجموعة كبيرة من هذه الطيور، وثبتوا على أجساد مجموعة منها جهازا خاصا يتيح للعلماء قياس مستوى نشاط الدماغ لدى هذه الطيور خلال تحليقها، كما يتيح الجهاز معرفة مكان تواجدها، وماذا تفعل خلال رحلتها إلى المحيط الهادئ.
وأظهرت نتائج المراقبة أن طيور “الفرقاطات” قادرة على استقطاع دقيقة من النوم خلال تحليقها، عن طريق إيقافها نشاطها الدماغي بشكل كلي تقريبا في كل مرة ترفعها فيها الرياح إلى الأعلى.
وقال نيلز راتنبورغ من معهد زينفيزيني في ألمانيا الذي أشرف على هذه الدراسة إن الكثيرين يتساءلون لماذا تنام طيور الفرقاطات ساعة واحدة فقط في اليوم؟ وكيف تفعل هذا من دون أن تعاني من مشاكل قلة النوم مثل الإنسان مختلف الحيوانات الأخرى؟
وتمكن راتنبورغ وفريقه من حل أحد الألغاز التي تتعلق بهذه الطيور، بعد توصلهم إلى أن طيور الفرقاطات تقبل على النوم لدقائق معدودة خلال تحليقها لأيام متتالية، وذلك بعد مراقبة سلوك وعمل دماغ هذه الطيور التي تتغدى على الأسماك وتقضي معظم أوقات حياتها على السطح المائي للمحيط، باستثناء موسم التكاثر.