من يجري وراء الكرامة تهرب منه ومن يهرب منها تتبعه (مار إسحق السرياني)
قديسنا صاحب هذا التذكار يشتهر باسم الأنبا مقار الكبير, ويطلق اسمه علي أحد أديرة واي النطرون بالقرب من دير البراموس, عاش في القرن الرابع. ونظرا لقداسته وتقواه تمت سيامته كاهنا ليمارس الشعائر الكهنوتية اهتماما بسكان البراري لئلا يحرموا من وسائط النعمة.. زاره الأنبا أنطونيوس أب الرهبان الذي شهد له أنه شابه الملائكة في فضائل كثيرة من أهمها الاتضاع والاحتمال, إلي حد أن اتهمه بعض الأشرار بأبشع التهم ظلما فاحتمل الإهانة, ولم يكن ذلك بمحض الصدفة بل عملا بوصية السيد المسيح طوبي لكم إذا عيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين, افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السموات (مت5:12-11).
ولكن السماء لم تقف صامتة بل سرعان ما ثبتت براءته فأرادوا تكريمه فأرادوا تكريمه فهرب إلي البرية الجوانية هروبا من الكرامة, وظل فيها إلي أن تنيح في شيخوخة صالحة في التسعين من عمره. جدير بالذكر أن الأنبا أنطونيوس ألبسه الإسكيم المقدس.
شرفه الله بالكثير من المعجزات التي تمت بشفاعاته وصلواته. يحل هذا التذكار الخميس الماضي والأيقونة المنشورة أثرية تؤرخ بالقرن 18 وتصوره ممسكا بالصليب في يمينه حاملا عكاز الراهب في يده اليسري بالإضافة إلي كتابات بحروف يونانية.
د.آمال جورجي
e.mail: [email protected]