– حسن نافعة : الجامعة العربية تحتاج إلى إصلاح مؤسسى .
– أيمن عبد الوهاب : الجامعة فقدت توازنها بعد صراعات المنطقة .
– مختار الغباشى : ميثاق الجامعة لم يعد يصلح لقضايا العرب و مشكلاتهم المعاصرة .
– رخا أحمد حسن : الجامعة تعانى العجز المالى و السياسى .
– رفعت الأنصارى : الجامعة تفتقر إلى الحراك السياسى و الدبلوماسى .
– مجدى ضيف : الأمين يحاول إثبات مهاراته الدبلوماسية .
انتقادات عدة طالما وُجهت إلى الجامعة العربية , فى مقدمتها عدم قدرتها على إتخاذ القرار فيما يخص القضايا العربية , ضعف حراكها السياسى و الدبلوماسى , و الأهم تواجدها بشكل مستمر فى إطار الرمزية , و عدم الانتقال منه إلى الإطار الفعًال لا سيما فى ظل ما يعانيه العرب من صراعات و نزاعات , تلك الجامعة و التى أنشئت من أجل العرب و قضاياهم ,المنطقةيجرى أتهامهم الآن كونها ابعد ما يكون عن العرب و أحوالهم .
أنشئت جامعة الدول العربية عام 1945 , و تولى أمانتها العمومية منذ مطلع يوليو الجارى رسمياً السفير ” أحمد أبو الغيط ” وهي منظمة إقليمية تضم دولاً في آسيا وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولاً عربية.
ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. المقر الدائم لجامعة الدول العربية يقع في القاهرة،
تسهل الجامعة العربية إجراء برامج سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية لتنمية مصالح العالم العربي من خلال مؤسساتٍ مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية.
وقد كانت الجامعة العربية بمثابة منتدىً لتنسيق المواقف السياسية للدول الأعضاء، وللتداول ومناقشة المسائل التي تثير الهم المشترك،
ولتسوية بعض المنازعات العربية والحد من صراعاتها، كصراع أزمة لبنان عام 1958.كما مثلت الجامعة منصةً لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلدان الجامعة. أحد أمثلة هذه الوثائق المهمة وثيقة العمل الاقتصادي العربي المشترك، والتي تحدد مبادئ الأنشطة الاقتصادية في .
لكن بعد التراجع الشديد الذى تشهده الجامعة , و ضعف أداءها الملحوظ توجهت وطنى للسؤال عن الأسباب فى ذلك , إلى جانب البحث عن سبل لخروج الجامعة مما تعانيه .
“إصلاح مؤسسى”
فى البداية قال د. ” حسن نافعة ” _ أستاذ العلوم السياسية _ لم يكن لهذه الجامعة أى ثقل أو توازن , و تحتاج إلى إصلاح مؤسسى عميق , فالعرب جميعهم منشغلون عن الوطن العربى , و عن الأمين العام للجامعة ” أحمد أبو الغيط ” و سياساته الجديدة أشار ” نافعة ” إلى عدم مقدرة الأمين العام على النهوض بالجامعة طالما أنه لم يتوفر الترابط الحقيقى بين العرب فى الرؤى و الأهداف مع الإيمان الحقيقى بالقومية العربية .
“اختلال توازن الجامعة”
من جانبه يوضح د. ” أيمن عبد الوهاب ” _ المحلل السياسى بالأهرام الإستراتيجى _ أن الجامعة وصلت إلى مرحلة متدهورة من الضعف الشديد , نتيجة لأمور عدة , ربما فى مقدمتها تباين المواقف و المصالح , و الأهم معظم الممولين للجامعة و الصانعين للقرار هم بلدان الخليج , بالتالى تركز الثقل لديهم , و هو ما يضع القيود على أمور عدة , لعل التطوير و الإصلاح , إلى جانب قرارات الإجماع , فى مقدمة هذه الأمور, و هو أيضاً ما يفسر حالة الجمود و التى تعانيها الجامعة , و عن الأمين العام و إمكانياته.
كما أشار ” عبد الوهاب ” إلى عدم امتلاك الأمين أى صلاحيات أو سلطات أو حتى القرار , فهو مجرد موظف , لكن كل ما يفعله هو التصديق على رأى الأغلبية , فحتى السياسات و الرؤى و التى يطرحها تجاه القضايا, لا يملك مجرد تنفيذها , و إذا أردنا الرهان عليه , فلن نكسب إلا فى حالة حدوث توافق بينه و بين الدول الأعضاء , و عن تحركات الأمين العام الجديد ” أحمد أبو الغيط ” و زيارته الأخيرة لجنوب السودان و الدعوة لوضعها عضو مرقب أمتدح ” عبد الوهاب ” هذه الخطوات و لكنه أكد على كونها تحركات مختلفة و لا ترتبط بكونه المين العام و ربما لن تتم و تعتمد إلا بموافقة الدول الأعضاء , فأى مجهود أو تحرك سياسى للأمين لا بد و أن يرتبط و يتوقف على إرادة الأعضاء , و نوه ” عبد الوهاب ” إلى مشكلة جديدة أصبحت تعانيها الجامعة تتمثل فى غياب أدوار دول بعينها بعد انشغالها بصراعاتها ليبيا , سوريا و العراق و غيرها من دول المنطقة , و هو ما تسبب فى ترك الأمر برمته للخليج يتحكم فيه و يؤيده طبقاً لأهوائه و مواقفه , و هو نفسه ما أخل بتوازن الجامعة , فالكللمة أصبحت للسعودية و قطر , عن روشتة من أجل النهوض بالجامعة و تطويرها اختتم ” عبد الوهاب ” بقوله لا بد من توفر إرادة سياسية لدى الدول الأعضاء حتى تكون مؤثرة و فاعلة مع تجنب تباين المصالح و المواقف , و بديهى الابتعاد عن الأهواء الشخصية.
“ميثاق الجامعة”
و يضيف د. ” مختار الغباشى ” _ المحلل السياسى _ بقوله أنشئت جامعة الدول لعربية منذ 1945 , و تكونت وقتها من سبع دول , بميثاق مازال يعمل به من 1945 و حتى الآن , و بديهى عدم صلاحيته لأحوال العرب و قضاياهم فى هذه الآونة, فيشبه ميثاق عصبة الأمم و التى تم القضاء عليها من سنوات , نحتاج جامعة بآليات مختلفة و فعالة , بميثاق قوى معاصر , يتمكن من حل نزاعات و صراعات العرب , و أشار “الغباشى ” إلى أنه منذ نشأة الجامعة و حتى تاريخنا هذا لم تتمكن من الفصل فى قضية عربية واحدة , سوى قضية المغرب و الجزائر عام 1963 , و قضية أخرى تعلقت بموافقتها على دخول القوات السورية للفصل فى الحرب الأهلية بلبنان عام 1976 , و تابع ” غباشى ” متسائلاً ماذا قدمت الجامعة و ماذا فعلت جراء القضايا العربية الملحة فى سوريا , العراق , ليبيا , الجزائر و اليمن و غيرهما , الجامعة تركت العرب ما بين لاجئين و عاطلين , و أوقات كانت هى من تساعد فى ضررهم حتى و إن كان عن غير قصد , فعلى سبيل المثال هى من سمحت بدخول الناتو ليبيا و ضربها , و شدد ” غباشى ” على ضرورة تبنى أبو الغيط الأمين العام الجديد آليات مختلفة عمن سبقوه , و إلا لن يتمكن من النهوض بهذه الجامعة , و عن الإعلان عن أى خطط أو إستراتيجيات جديدة لن نقبل بها , إلا إذا رأينا على أرض الواقع , و اختتم ” الغباشى ” مطالباً بوجد مبعوث للجامعة العربية أشبه بالمبعوث الأممى , من أجل البت فى القضايا و سرعة إنهائها .
“إرادة الأعضاء”
يوضح السفير ” رخا أحمد حسن ” بقوله حينما نتكلم عن الجامعة العربية , نحن بصدد الدول الأعضاء و ليس الأمين العام , فالأمين العام بالجامعة العربية , ما هو إلا موظف إدارى معنى بتنفيذ ما تريده و تقره الدول الأعضاء , إذن ربما المشكلة لا تكمن فى الأمين , و إنما تظل مرهونة بإرادة الأعضاء , والكفيلة بتحقيق كل الفعاليات على كافة المستويات سواء سياسية , عسكرية , إقتصادية و غيرها , و ليس الأمين سوى المنظم لها , و نوه ” حسن ” إلى معاناة الجامعة المادية و السياسية بقوله تعانى الجامعة نقص الدعم المالى و السياسى , فالاعتمادات بالموازنة دائماً بها عجز , كما أن الهيكل الإدارى و التنظيمى بها لا يملك أى قرارات فعالة , و عن الدعم السياسى , فالمجلس الوزارى بها من المفترض أن يجتمع مرتين سنوياً , و خلالها ينم أخذ العديد من القرارات دون مجيب , و الأهم لا توجد إرادة أو حتى سلطة يكون لها صلاحية أعلى من صلاحيات الدول الأعضاء , و يكون لها قرارها الأول و الأخير فى فض المنازعات , و حفظ السلام , فالحقيقة الغائبة أن الأعضاء لا يرغبون فى ذلك , و تابع ” حسن ” لكن هناك محاولات من مجلس السلم و الأمن , و هو مجلس سيملك صلاحيات دلوماسية و قائية أى قبل اندلاع النزاعات سيعمل على التسوية بين أعضائها , و سيكون له حق التحكيم , و حق حفظ السلام , بدلاً من اللجوء للأمم المتحدة فى حل قضايا و نزاعات العرب , و استكمل ” حسن ” نحتاج محكمة عربية أشبه بالمحكمة الدولية يكون لها سلطة تسوية النزاعات و الصلاحيات و السلطات الكاملة , و الأهم من أجل تعديل ميثاق الجامعة , و اختتم ” حسن ” مؤكداً على ضرورة توفر رغبة الأعضاء و اللازمة بشكل اكبر من إرادة الأمين , مدللاً على ذلك بمحاولة الجامعة حل الأزمة السورية و كيف أجهضت و هى فى مهدها , و لم تكن ثمة أى استجابة عربية لذلك .
“انعدام الحراك السياسى”
و أشار السفير ” رفعت الأنصارى ” _ مساعد وزير الخارجية الأسبق _ إلى افتقار الجامعة العربية للحراك السياسى و الدبلوماسى , فى ظل ما تعانيه من حالات تدهور و ضعف ملحوظ , و عن الأمناء للجامعة امتنع عن الحديث .
“تغيير الميثاق”
و اختتم السفير ” مجدى ضيف ” بقوله منذ تولى ” عمرو موسى ” مروراً ب ” نبيل العربى ” , و حتى ” أحمد أبو الغيط ” كلٍ منهم له طموحاته , و يحاول إثبات مهاراته و خبراته السياسية و الدبلوماسية , من خلال تطوير و إصلاح هذه الجامعة مع النهوض بها , و مع ذلك و منذ تاريخ أنشائها 1945 لم يكن لها صوت قوى متعارف عليه , و تابع ” ضيف ” تظل هذه الطموحات مقرونة بتوجهات الدول الأعضاء للجامعة , فثمة الكثير من الأهداف و التى ينتويها الأمناء المتتالين على الجامعة إلى جانب العديدين من المراقبين لأوضاعها , و مع ذلك دون مجيب , فعلى سبيل المثال تحركت مصر كثيراً و وضعت رؤى عدة و لم تتحرك لها الجامعة , و آخرها ما أشار له الرئيس السيسى من إنشاء مجلس دفاع مشترك , و أضاف أهواء مصلح عدة محركة للجامعة و قراراتها , حتى العرب فيما بينهم يستعينون بالغرب للفض بينهم , و لا يستجيبوا لأصوات بعضهم البعض , و لنا أشهر الأمثلة , عام 1990 و خلال غزو العراق للكويت , أتحد العرب مطالبينها بالخروج , و لم تخرج العراق إلا بعد إصدار الأوامر الأمريكية , و قتها ماذا فعلت الجامعة , و حالياً ماذا قدمت و ضعت من أجل صراعات العرب , و من أجل ما يحدث بالعراق , ليبيا و سوريا , و اختتم ” ضيف ” بقوله لا بد من تطوير اللائحة و التى تعمل بها الجامعة , و الملزمة لكافة الدول الأعضاء , و الأهم فيما يخص كيفية إتخاذ القرار , و كيفية التصويت عليه , و لا سيما فيما يعرف بعملية الإجماع و الأغلبية , و أن تطرح هذه الوثيقة للاستفتاء عليها , هل يرغب العرب بها ؟ , هل بدورها الإنجاز و النهوض بالجامعة أم لا ؟ , و رأينا فى تجربة الخروج البريطانى من الإتحاد الأوروبى , كيف غيًر الاستفتاء مصير شعب .