حادثة قتل خمسة من رجال الشرطة الأمريكيين في أعقاب حادثين منفصلين الجاني فيهما شرطي أبيض والضحية مواطن أمريكي من أصول أفريقية لن تمر مرور الكرام, فقد أجمع فريق من الخبراء على أن خللا ما يصيب البنية الاجتماعية للمجتمع الأمريكي بما يكشف عن حقيقة أن الحلم الأمريكي أبيض أما الباقون من الأصول الأفريقية فلهم البطالة والفقر وبطش الأمن!
علمت أن تقريرا نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أبرز عدة نقاط تمس الخلل وتصنع الحلول مع طرح بعض الأمثلة لدول تنتهج فيها الشرطة نهجا يختلف تماما عن مسلك رجل الأمن الأمريكي.
يقول التقرير إن هناك خمس دول لا يحمل فيها عناصر الشرطة أي أسلحة إلا في ظروف خاصة, وهي: أيرلندا, النرويج, أيسلندا, بريطانيا, ونيوزيلندا. ورغم ذلك تنخفض فيها معدلات الجريمة.
يقول د.جوموندور أودسون أستاذ علم الاجتماع بجامعة ميتشجان الأمريكية: إن نزع سلاح رجال الشرطة يتفق مع الاعتقاد الراسخ بأن تسليح الشرطة يولد المزيد من العنف بدلا من أن يمنعه.
وتشير واشنطن بوست إلى أن ثلث السكان في أيسلندا مسلحون بالبنادق العادية وبنادق الصيد ما يجعلها في المرتبة الـ15 للدول الأكثر تسليحا علي مستوي العالم من حيث نصيب الفرد الواحد من السلاح وبرغم ذلك فإن معدل حدوث الجرائم منخفض جدا, ويعزو الخبراء ذلك إلي أن المساواة ونظام الخدمة الاجتماعية القوي والرفاهية التي يشعر بها المواطنون ساهمت بشكل أساسي في الاكتفاء بقوات شرطة غير مسلحة.
ويقول قائل: إن دولا مثل أيرلندا وأيسلندا والنرويج ونيوزيلاندا التعداد السكان فيها قليل, فما بالنا ببريطانيا.
ففي بريطانيا أشارت إحصائية إلي أن 82% من قوات الشرطة لا ترغب في أن تكون مسلحة أثناء العمل. ويشير نفس تقرير الواشنطن بوست إلي أن دوريات الشرطة في بريطانيا تكون عادة غير مسلحة علي عكس الولايات المتحدة التي بلغ عدد جرائم القتل المبررة التي ارتكبتها الشرطة الأمريكية في عام 2013 نحو 460 جريمة قتل في حين لم ترتكب جريمة واحدة في بريطانيا بالعام ذاته.
ومع ذلك أجمع الخبراء على أن نزع السلاح بصورة مفاجئة من قوات الشرطة الأمريكية بدون معالجة جذور المشكلة قد يأتي بنتائج عكسية.
المواجهة الأمنية لتجاوزات الشباب الأمريكي الأسمر ليست الحل ومعالجة المشكلة من بطالة وفقر وعنصرية وبطش أمني هي الحل حتي يكتمل الحلم الأمريكي باللونين الأبيض والأسود.