فى مبادرة فريدة من نوعها تم تشكيل أول حكومة نسائية موازية ، حيث قررن مجموعة من النساء الرائدات فى المجتمع التكاتف من أجل تشكيل حكومة تخدم البلد ، وتقوم بوضع افكار وأطروحات وبرامج ورؤى جديدة فى مختلف قضايا المجتمع تعرضها على أجهزة الدولة والحكومة الفعلية من أجل تنفيذها ، التشكيل الحكومى بالكامل مكون من النساء من مختلف التخصصات ، الفكرة جديدة البعض يعتبرها فكرة رائدة والبعض الآخر يعتبرها فكرة غير صائبة ، بين هذا وذاك نتساءل عن جدوى هذه الحكومة على أرض الواقع ولماذا تضم عناصر نسائية فقط وهل ستهتم بقضايا المرأة وتغفل القضايا الآخرى ، هل هى مجرد فكرة من خيال أصحابها ، فكم من أفكار عن برلمانات موازية أو عن نقابات موازية تقف عند حد الفكرة تتلاشى دون التنفيذ ، فهل حكومة النساء ستلقى نفس المصير .. تساؤلات عديدة نحاول الاجابة عليها فى هذا التحقيق ..
يذكر أن لجنة المرأة بجمعية التراث والفنوان التقليدية عقدت خلال الأيام القليلة الماضية مؤتمرا صحفيا أعلنت فيه تدشين أول حكومة نسائية موازية للحكومة المصرية تحت عنوان “حكومة المرأة المصرية” برئاسة الدكتورة غادة الوكيل رئيس لجنة المرأة بالجمعية ، وذكرت اللجنة فى بيانها أن التشكيل الوزارى بالكامل من النساء ويعمل كمركز أبحاث لخدمة المجتمع .
وقد اكدت الدكتورة غادة الوكيل رئيس حكومة المرأة المصرية أن الهدف الأول من تشكيل هذه الحكومة خدمة المجتمع وهى لا تتبع أى كيان سياسى وتعمل تحت مظلة جمعية أهلية وليس لها أهداف سياسية ، ولم تهدف المطالبة بقضايا المرأة بل الاهتمام بمختلف القضايا ، والمبادرة قامت بها جمعية التراث والفنون التقليدية، و ويضم التشكيل الحكومى عناصر نسائية فقط ، تعمل الحكومة كمركز أبحاث لخدمة المجتمع المصرى وعرض مقترحات ورؤى جديدة فى مختلف القضايا .
أضافت الوكيل : الحكومة ستعمل على تقديم البرامج والرؤى والأفكار والأطروحات والخطط القابلة للتنفيذ ومشروعات قومية ، يتم عرضها على السلطة التنفيذية والحكومة والبرلمان والمجتمع المدنى ، وأن هذه المبادرة فريدة من نوعها أنها أول تشكيل حكومى نسائى على مستوى العالم ، ويجرى تشكيل مجلس استشارى ليتكامل مع الحكومة يضم أعضاء من مختلف التخصصات .
وقد حاولنا التواصل مع بعض أعضاء الحكومة النسائية لكن دون جدوى فالبعض اعتذر عن الحديث مثل الدكتورة نوال الديجوى رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر والدكتورة أيمان بيبرس رئيس جمعية النهوض بالمرأة والكاتبة فريدة الشوباشى والبعض الآخر أعلن انسحابه مثل الدكتورة أيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا والبعض أعلن أن تم أدراج اسمه دون العلم بذلك مثل المستشارة تهانى الجبالى.
علامات استفهام
وتحدثت المستشارة تهانى الجبالى قائلة : تم ادراج اسمى فى تشكيل هذه الحكومة فى حين أننى لست عضوا بها ولم أكن أحد مؤسسيها ولم احضر المؤتمر الذى عقد الأيام الماضية والذى تم فيه تدشين هذه الحكومة وعلى أية حال هناك علامات استفهام كثيرة حول هذه الحكومة ولن يعلن حتى الآن عن آلياتها أو أهدافها حتى أستطيع الحكم عليها ، هناك تساؤلات كثيرة بشأنها هل تهتم بشؤن المرأة بوجه خاص أم ستهتم بقضايا المجتمع عموما ، وما الرؤى والفكر الجديد الذى يمكن أن تقدمه للمجتمع .
أرحب بكل كيان يخدم الوطن
من ناحية أخرى قالت الكاتبة سكينة فؤاد : أنا مع كل تكوين من أبناء الوطن يشارك فى طرح فكر فى حل المشاكل وفى الاتصال بهموم المرأة المصرية والإنسان المصرى عموما ، القياس عندى ما هى النتائح التى ستتحقق ، القياس عندى الدور الفاعل ، حياتنا تمتلىء بكيانات وأسماء لا فاعلية لها ولا نتائج إيجابية على أرض الواقع ، أهلا بحكومة المرأة ، وأنا لا يشغلنى الاسم ، الحكومة تكوين من النساء المحترمات متنوعات الاهتمامات ، اثق أنها تكونت من أجل أهداف جادة من أجل طرح رؤى هامة وجديدة من أجل المشاركة فى حل المشاكل ، مع ترحيبى بكل كيان يخدم الوطن وحكمى عليها فى النتائج التى تحققها وفى التغير الذى تريد أن تفعله .
تستكمل فؤاد قائلة : الحكومة نموذج لكيان يشارك فى طرح رؤى ، لقد حان للكيانات النسائية المحترمة أن تشارك بفاعلية أكثر فى الحكم المحلى ، كوزيرات فى الحكومة أنها نموذج لما يمكن أن تقدمه الوزارات المختلفة من رؤى ومقترحات ، اتمنى أن حكومة النساء أن تقدم ما يثبت الإضافة ، أنا انتظر النتائج الفعلية فى نماذج تستطيع أن تشارك فى المحليات وحل مشاكل المرأة والمجتمع عموما ، القياس فيما تضيفه الحكومة وما تطرحه من رؤى جديدة وأنا مع كل كيان وطنى يعمل من أجل نهضة الوطن.
أضافت فؤاد : ربما جاء تشكيل هذه الحكومة من النساء فقط من أجل تقديم نموذج لما تستطيعه المرأة باعتبار أن الرجال كانوا القاعدة الغالبة فى التشكيلات الحكومية ومؤسسات الدولة ولكن فى النهاية لا يشغلنى كلمة امرأة أو رجل ، ما يشغلنى الفعل ، ماذا أقدم لبلدى فأهلا بالمرأة وأهلا بالرجل الذى يقدم لبلده رؤى جديدة وحل مشاكلتها أنا لا أفاضل بين الرجل والنساء فالمقياس عندى الكفاءة والقدرة والنتائج الإيجابية ومواجهة المخاطر والتحديات التى تحيط بنا من أعداء الداخل والخارج.
شكل من أشكال التمييز السلبى
من ناحية أخرى قالت الكاتبة فريدة النقاش : لا أميل الى هذه الطريقة فى التعامل مع قضايا النساء ، ولن اتحمس كثيرا لهذا العمل ، كنت أحبذ حكومة موازية يكون فيها تمثيل لكل القوى الاجتماعية والتنوع الموجود فى المجتمع المصرى سواء التنوع الاجتماعى والثقافى والنوعى من كل التوجهات وهذا شكل موجود فى كل حكومات الظل فى العالم ، أما تشكيل حكومة من النساء فهى شكل من أشكال التمييز السلبى والعكسى ضد النساء لأنها تضعهن فى مكان نسميه (الجدو) أى المكان الخاص بهم والمعزول عن المجتمع ، أفضل دائما ان تكون النظرة لبناء السياسات والرؤى الخاصة بمستقبل البلاد ممثلة لكل التنوع القائم فى المجتمع المصرى ، أما ما حدث من تشكيل حكومة من النساء فقط اعتبره عمل رمزى يسعى الى تقديم مطالب النساء وتصورتهن لكن من وجهة نظرى لا يفيد حركة تقدم النساء.
أشارت النقاش: هناك طرق كثيرة لاستعادة دور المرأة ومكانتها وتمثيلها ووجودها فى الحياة العامة والسياسية لا تضعها على جنب لكن هذا الشكل وضعها على “جنب” .
فكرة غير صائبة
من جانبها قالت نجلاء أدور عازر عضو المجلس القومى للمرأة ورئيس جمعية سيدات أعمال بورسعيد: أن فكرة تشكيل حكومة من النساء فكرة غير صائبة لأنها تفصل المجتمع الى نصفين ، طالما هناك حكومة للمرأة سيكون هناك حكومة للرجل وهذا مستحيل ، نحن ننادى أن تندمج الوزاراء السيدات مع الوزاراء الرجال فى إطار الدولة ولا مانع أيضا أن يكون هناك محافظ سيدة ، لكن أن تكون هناك حكومة موازية للسيدات فهذا غير طبيعى وغير مناسب ، كما أننا لسنا فى حاجة الى حكومة موازية لكى تبدى المرأة رأيها فى مختلف القضايا ، بدليل أن هناك عضوات نشيطات جدا داخل مجلس النواب نستطيع الاستفادة منهن فى عرض الرؤى وابداء الملاحظات المختلفة.