تتوالي جرائم الانتهاك الجنسي والاغتصاب للفتيات المعاقات ذهنيا خلال الفترة الأخيرة بشكل يتضح جليا للجميع دون وضع حد لتقليص هذه الجرائم بشكل ملموس وواضح . ففي خلال الأسابيع القليلة الماضية تعرضت فتاة معاقة ذهنيا للاعتداء الجنسي علي يد عامل ببولاق الدكرور بمحافظة الجيزة , حيث كان يستدرج المجني عليها لعقار تحت الإنشاء ويعتدي عليها جنسيا , بالإضافة إلي الحادث الأليم لاغتصاب فتاة معاقة ذهنيا بالحوامدية, وقام المجلس القومي لشئون الإعلاقة بمتابعة التحقيقات باهتمام حول حادث تعدي عامل علي فتاة معاقة ذهنيا بالحوامدية وحملها سفاحا.
ونحن بصدد إصدار قانون جديد لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يتم مناقشته حاليا في مجلس النواب , يجب أن يضع القائمون علي إصدار القانون أمام أعينهم حماية الفتيات ذوات الإعلاقة الذهنية من الاعتداءات الجنسية بشكل واضح في نصوص القانون الجديد . حيث أن مسودة القانون وضعت في البابا الأول البند رقم 14 ما يشمل حقوقهم ولكن لم يتم وضع كلمة الانتهاك الجنسي بشكل واضح حيث جاءت المادة كالتالي : توفير البيئة الآمنة للأشخاص ذوي الإعلاقة وعدم تعرضهم للاستغلال الاقتصادي أو السياسي أو التجاري أو العنف أو الاعتداء أو التعذيب أو الإيذاء أو الإهمال أو التقصير أو المعاملة المهينة أو التأثير علي أي حق من حقوقهم .. إلخ.
بالإضافة إلي أن الباب التاسع المتعلق بالحماية القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة أورد في المادة 71 أنه يزداد بمقدر المثل الحد الأدني للعقوبة المقررة لأي جريمة عمدية إذا وقعت علي شخص ذي إعاقة.
كان المجلس القومي للمرأة قد طالب بمضاعفة وتغليط العقوبة في حال التعدي علي الفتيات ذوات الإعاقة وتوقيع أقصي العقوبة علي كل من تسول له نفسه استغلال برائتهن وظروف إعاقتهن وارتكاب جرم بحقهن , كما طالب بتقديم هؤلاء الذئاب البشرية للعدالة بشكل ناجز وتوقيع أقصي عقوبة عليهم.
وفي هذا الشأن قالت الدكتورة هبه هجرس عضوة البرلمان المصري وعضوة بالمجلس القومي للمرأة وإحدي أعضاء الوفد المصري المشارك بجلسات لجنة المرأة باجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك قائلة : أود أن أعرب عن قلقي وبالتأكيد قلق الجميع فيما يخص العنف ضد المرأة ذات الإعاقة فالعنف ضد المرأة ذات الإعاقة أعلي بكثير عن النساء الأخريات وخاصة ذات الإعاقة الذهنية أكثر عرضة للعنف الجنسي والعنف الجسدي . لذا أنا كأمرأة ذات إعاقة وكعضوة في المجلس القومي المصري للمرأة أطالب أن تكون الاستراتيجيات في البلاد المختلفة تمس احتياجات ذات الإعاقة وخاصة فيما يخص هؤلاء الفتيات والنساء.
تجدر الإشارة إلي أن تعرض الفتيات من ذوات الإعاقة وخاصة الإعاقات الذهنية للانتهاك الجنسي والاغتصاب أصبح مسلسل تكرر كثيرا في السنوات القليلة الماضية , حتي أن هناك بعض الفتيات تعرضن لهذا الانتهاك من قبل الأشقاء والأقرباء مثلما حدث في شهر أبريل من عام 2013 حينما حاول طالب بالمرحلة الثانوية بالقاهرة اغتصاب شقيقته من ذوات الإعاقة الذهنية , وقتلها بعد ذلك وقد تم إحالة هذا الطالب إلي محكمة الجنايات.
كما شهد عام 2015 العديد من الجرائم البشعة هذه منها اختطاف شاب لفتاة معاقة بمدينة السادس من أكتوبر داخل توك توك وتناوب اغتصابها وهتك عرضها علي مدار أسبوع كامل , وشهد بداية العام الجاري عدة جرائم تتعلق بالانتهاك الجنسي للفتيات ذوات الإعاقة منها ما حدث في شهر يناير الماضي من تحرش جنسي بفتاة معاقة ذهنيا بالأميرية بالقاهرة من قبل 3 سائقي توك توك ومحاولة اغتصابها.