شهدت تركيا، مجموعة من الانقلابات على مر تاريخها، بدءًا من الانقلاب العسكري العثماني عام 1913، وحتى محاولة انقلاب 2016.
انقلاب الجيش العثماني 1913:
أدى انقلاب 1913 في الدولة العثمانية، إلى الإطاحة بالصدر الأعظم كامل باشا من السلطة واستبدال وزير الحربية، ناظم باشا، بإسماعيل أنور باشا.
وقد أنهى ذلك مؤتمر لندن للسلام بفاعلية، ومثّل نقطة هامة في تقدم الحكومة العثمانية تجاه المركزية.
وكان من أبرز تأثيرات الانقلاب تعزيز حركة الإصلاح.
انقلاب الجيش التركي عام 1960:
هو أول انقلاب عسكري في تركيا، قام به مجموعة من ضباط القوات المسلحة التركية خارجين عن قيادة رؤساء الأركان، ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا لحزب الديمقراطية.
ووقع الحادث في وقت من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والمصاعب الاقتصادية، حيث كانت المساعدات الأمريكية حسب مبدأ ترومان ومشروع مارشال نفدت، وليست هذه كل أسبابه، فحتى الآن لا تزال أسباب الانقلاب غامضة.
انتهت المحاكمات بإعدام عدنان مندريس، ووزير الشؤون الخارجية، فاتن روستو زورلو، ووزير المالية، حسن بولاتكان، على جزيرة إمرالي في 16 سبتمبر 1961. وبعد شهر، عادت السلطة الإدارية للمدنيين.
الانقلاب العسكري التركي عام 1971:
بحلول يناير عام 1971، عمت الفوضى أرجاء تركيا. وتوقفت الجامعات عن العمل. وقام الطلاب بسرقة البنوك، وخطف الجنود الأمريكيين، ومهاجمة أهداف أمريكية محاكين بذلك العصابات الحضرية في أمريكا اللاتينية.
كما تم قصف منازل أساتذة الجامعات الذين ينتقدون الحكومة من جانب نشطاء الفاشية الجديدة.
وقام حزب النظام الوطني، برفض أتاتورك والفكر الكمالي بشكل علني، مما أثار غضب القوات المسلحة.
وبدت حكومة ديميريل، التي أضعفتها الانشقاقات، مشلولة وعاجزة عن محاولة إيقاف ثورات الجامعات والعنف في الشوارع وغير قادرة على إصدار أي قوانين جادة بشأن الإصلاح الاجتماعي والمالي. واستمر القمع لمدة عامين، مع تجديد القوانين العرفية كل شهرين.
وفي أكتوبر 1973، فاز أجاويد، الذي كان قد تفوق على منافسه إينونو بتقلده زعامة حزب الشعب الجمهوري، فوزًا كاسحًا في الانتخابات العامة التركية لعام 1973.
انقلاب عام 1980:
تزعمه الجنرال كنعان ايفرين مع مجموعة من الضباط، نشأوا على فكرة حماية المبادئ الأساسية للجمهورية التركية كما وضعها اتاتورك، وكان المبدأ الرئيس فيها الفكر الكمالي واعتقادهم بأن سبب تدهور الامبراطورية العثمانية واندحارها عسكرياً كان لارتباطها بالأقطار العربية والإسلامية، وكان تخوفهم من الصعود الملحوظ للتيار الإسلامي في الانتخابات التركية.
وكان الانقلاب مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية، التي فقدت حليفها الرئيسي في المنطقة بعد الثورة الإيرانية عام 1979، فتلقت تركيا مبالغ كبيرة من المساعدات الاقتصادية، من قبل منظمة التعاون والتنمية، والمساعدات العسكرية من حلف شمال الأطلسي.
وخلال الثلاث سنوات الأولى من الحكم العسكري بعد الانقلاب تم إعدام 50 شخصا واعتقال 650.000 شخص ومحاكمة الآلاف، ووقوع 299 حالة وفاة بسبب التعذيب، و30 ألفا آخرون فضلوا المنفى، واختفى كثيرون آخرون، وكان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عاما.
ومن أهم أسباب الانقلاب فشل حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات.
وكانت نتائجه، توقف العنف بين الخصوم السياسيين فجأة بعد الانقلاب.
فلم يتعرض قادة الانقلاب في تركيا إلى المحاسبة على ما اقترفوه، حيث كانوا بمنأى عن المتابعة القضائية، بفضل البند 15 الذي أقحم في دستور 1982 والذي أعطاهم حصانة متينة.
الانقلاب العسكري التركي المزعوم عام 1993:
كان انقلابًا يزعم أنه تم تنظيمه وتنفيذه من قبل عناصر بالجيش التركي من خلال وسائل سرية.
شهد عام 1993 سلسلة من الوفيات المشبوهة – كوفاة الرئيس تورغوت أوزال، وكذلك وفاة عدد من الشخصيات العسكرية الرائدة التي دعمت جهوده للسلام، ومن الصحفيين القائمين بالتحقيق في الجيش التركي. ولا سيما في سياق محاكمات إرغينكون من 2008 فصاعدًا وما يتعلق بها من تحقيقات “الدولة العميقة” التركية والتحقيقات في الوفيات المشبوهة في هذه الفترة، كانت هناك مطالبات متكررة بعمل “انقلاب سري” يهدف إلى منع التوصل إلى تسوية سلمية.
انقلاب 1997:
مذكرة 1997 العسكرية أو عملية 28 فبراير، تسمى أيضًا ثورة ما بعد الحداثة، تشير إلى القرارات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة التركية في اجتماع مجلس الأمن القومي.
وقد عجلت باستقالة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان من حزب الرفاه وإنهاء حكومته الائتلافية.
كما أجبرت الحكومة على الخروج دون حل البرلمان أو تعليق الدستور.
اعتقل شفيق بير و30 ضباطًا آخرون من الجيش لدورهم في هذا الانقلاب في أبريل 2012.
محاولة انقلاب عام 2009 :
هي خطة انقلاب مزعومة من قبل عناصر الحربية التركية. تشكل الخطة جزءًا من قضية بورايزكوي من محاكمات إرغينكون، حيث يُزعم أن الذخائر التي تم العثور عليها في بورايزكوي عام 2009 كانت موارد خاصة بالمجموعة نفسها.
محاولة الانقلاب عام 2016:
هيَ مُحاولة انقلاب عسكري فاشلة من قبل مَجموعة من ضُباط القوات المسلحة التركية حسب تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.
دبرها فصيل داخل القوات المسلحة التركية، وأعلن مدبرو الانقلاب إنشاء مجلس السلم من أجل أن تكون الهيئة الحاكمة في البلد.
من خلال بيان بث بعد سيطرتهم على قناة تي آر تي الرسمية التركية والذي تضمن خلاله حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات.
وحسب المصادر العسكرية التركية فان قائدي القوات الجوية والبرية هما من نفذا الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وأن محرم كوسا وهو المستشار القانوني لرئيس الاركان هو من خطط للانقلاب.
كان الرئيس أردوغان قد دعا الناس للنزول الى الشوارع لصد محاولة الانقلاب.
في صباح السبت كان أردوغان قد وصل إلى مطار اسطنبول الدولي وسط ترحيب شعبي وأعلن عن إنهاء محاولة الانقلاب وتحدث بأن المتورطين سيعاقَبون بغض النظر عن المؤسسات التي ينتمون إليها.