منذ الأيام الأولى لها في حياتها وهى تعاني ويتم متابعتها طبيا بشكل شبه يومى من الأطباء حتى أنه تم اجراء عملية قلب مفتوح لها وهى لاتزال 11 شهرا فقط ولم تبلغ عامها الأول … و بالرغم من كل هذه المتاعب الا انها تخطت الظروف والإعاقة حتى أصبحت بطلة في الاولمبياد الخاص وألتحقت بالمدرسة ضمن نظام الدمج و العام القادم ستكون بالصف الثالث الثانوى بالقسم الأدبى … مريم نعيم البطلة والتى قدمت برنامجا اذاعيا على الإنترنت بشبكة راديو بلدنا تقابلت وطنى معها ومع والدتها و تحدثنا معهم عن تجربة نجاحها و المعوقات والصعوبات التى واجهتهم ولاتزال ..
انا مثلكم تماما … أمرح ابكي اتألم ,ادرس ,أتعلم , أبدع , أحب, أكره , اتأثر ,
هلا أزحت عيناك عني … فلست من كوكب غير الأرض , عند ولادتي أهتمت اسراتي بي اهتماما كبيرا عرضتني على اطباء ومتخصيصين لم تبخل علي بعطاءها.
بعدها استطعت الوقوف على قدامي .. دقت ساعات العمل ….أستطعت الوصل إلى هدفي . فأنا مذيعه , واغني وارقص , العب ألعاب قوى , نعم انا وصلت يامجتمعي ” بهذه الكلمات تعبر مريم عن نفسها وعن قصة كفاحها طوال 18 عاما هى عمرها .
ان مريم بطلة الأوليمبياد الخاص في السباحة والفروسية، وهى من أصحاب متلازمة داون و العام الدراسى المقبل تلتحق بالصف الثالث الثانوي ضمن نظام الدمج بأحد المدارس الحكومية ….نموذج يبعث على الأمل في غد أفضل و قصة كفاح و مجهود شاق سنوات طويلة من قبل الأم والابنة حتى تصل إلى ما وصلت اليه وأصبحت نموذج لتحدى الإعاقة والصعاب بالعمل والأمل .
مريم نعيم صاحبة الـ 18 عاما أنجزت الكثير الذى لم يتمكن غيرها من إنجازه وكان ذلك بمساعدة والدتها ووالدها حتى حصلت على العديد من البطولات والميداليات في السباحة، وشاركت فى أول بطولة للفروسية وعمرها 7 سنوات فقط، وأصبحت أسعد لحظات حياتها التى تقضيها في الدنيا وهى فوق ظهر الحصان، كما تسعد أيضا عندما تمارس عملها كمتطوعة في إحدى مؤسسات ذوى الإعاقة لمساعده غيرها.
حول تجربة مريم في الاندماج في المجتمع والتميز تحدثنا إلى والدتها المهندسة سناء فقالت :” مريم منذ ساعات ولادتها الأولى انتابنى شك بأنها مصابة بمتلازمة داون, و قد علمنا في اليوم الأول أنها بالفعل مصابة بمتلازمة داون, وبعد شهر ونصف من ميلادها اصابتها مشكلات كبيرة في القلب وكانت تحتاج إلى عملية جراحية وبعد رحلة بحث وعناء داخل المستشفيات كان الرد واحدا وهو صعوبة إجراء العملية نظرا لصغر عمرها وقلة وزنها، وفي خلال شهور قليلة تم اجراء الجراحة لها في ايطاليا وهى لم يزل عمرها 11 شهرا فقط.
و اضافت والدة مريم قائلة : عندما أصبح عمرها أربع سنوات ونصف قدمت لها في المدرسة لأنى كنت أحلم أن تتعلم وتحصل على شهادة جيدة, وأستمرت حتى الصف الثاني الإعدادى تدرس مثلها مثل باقى الطلاب بنفس الطريقة ونفس المنهج، ولكن فى الصف الثالث الإعدادى التحقت بفصل بنظام الدمج وبعد ظهور النتيجة بحثت عن مدرسة ثانوية بنظام الدمج ووجدت صعوبة فى ذلك حيث إن هناك مديرى مدارس لا يعرفون نظام وقرارات الدمج و من ثم لا يطبقونها داخل المدارس القائمين عليها ، ولكن بعد محاولات عديدة نجحنا فى الحاق مريم بمدرسة ثانوية حكومية و هى الان تستعد للصف الثالث الثانوى فى العام الدراسى المقبل ، وهى تتمنى الالتحاق بكلية التربية الرياضية بعد اجتيازها الثانوية العامة .
واستطردت قائلة : مريم حصلت على العديد من الميداليات فى الاولمبياد الخاص فى السباحة والفروسية ، كما تعلمت العزف على الاورج . وبالإضافة إلى كل المواهب السابقة فقد عملت مريم كمذيعة فى برنامج «أنا ومريم» وهو برنامج إذاعى على راديو بلدنا فى العام الماضى حيث قدمت ما يقرب من 14 حلقة من هذا البرنامج وكانت تجرى مقابلات اذاعية مع بعض الاشخاص المحاقين الناجحين او الاشخاص المهتمين بذوى الاعاقة . كما ان مريم متطوعة فى إحدى مؤسسات ذوى الإعاقة حيث تساعد غير القادرين من ذوى الإعاقة الحركية.