منذ سنوات وتحديدا عام 2009 حينما بدأ باب افتح قلبك عمله بين الناس جاءني رجلا تبدو عليه علمات الشقاء.. فقد تم سجنه منذ عام 1985 وحتي عام 2001. لارتكابه جريمة قتل لأحد الظباط أثناء تأدية خدمته العسكرية.. متهما إياه بالشذوذ الجنسي.. لكن جريمته لم تقف عند هذا الحد.. إذ قام بالتزوير في دفتر الخدمات واستخرج كارنيها باسم مختلف عن اسمه ليتمكن من الفرار.. فضلا عن إنه استولي علي سلاح ميري الذي نفذ به جريمته.. وحينما تم القبض عليه كان في حوزته الكارنيه المزور فثبتت عليه أيضا جريمة التزوير.. وأمضي الرجل عقوبته كأي مجرم يجب أن يأخذ جزائه.
حينها لم أدخل معه في التفاصيل.. كان محتاجا جدا فبعد خروجه من السجن تزوج وأنجب ثلاثة أطفال.. كان خليل معدما مريضا ولا يرغب إلا في شراء عربية كبدة ليعول أبناءه.. وقد نال عقابه بالقانون فلا يمكن أن يعاقبه المجتمع عقابا أبديا.. ساهم الباب في شراء عربية الكبدة.. وساعده ليبدأ حياة نظيفة جديدة لتربية الأطفال الذين لا ذنب لهم فيما أرتكب وهو شاب صغير.. كما أنه عاش فترة طويلة ولم يلجأ لأحد بعد خرجه من السجن حتي لجأ إلي الباب.. غاب خليل فترة طويلة ثم اتصل بنا منذ أسابيع ليروي ما أصابه ويقول:
الدنيا ملطشة معايا.. بعد ما كنت باجري علي أولادي علشان أعلمهم وأكلهم وأربيهم أصبحت مش قادر حتي أن أعمل ده.. صحتي ساءت جدا.. أصبت بجلطة في القلب في سنة 2012.. تحديدا في الشريان التاجي وعملت قسطرة واتعرضت لعلاج مكثف ساعدتني الكنيسة فيه.. طلب الأطباء تركيب دعامة في القلب.. لكن بعد ما بدأت الإجراءات فوجئت أهم بيبلغوني أن الشرايين ما تتحملش دعامة لأنها أصبحت ضعيفة جدا.. وتم التنبيه علي بالامتناع عن أي مجهود.. طيب أزاي وأعيش منين واللي بيساعد بجنيه النهارده بكره مش ها يقدر.. قررت أكمل في أكل عيشي.. وبعت عربية الكبدة أثناء فترة مرضي علشان أعرف أصرف علي العيال.. العيال لازم يتربوا ويعيشوا ويتعلموا ويكبروا.
المرض ما بيوقفش الزمن ولا الطلبات ولا الصحة هتملأ بطونهم الجعانة.. ومرت الأيام ولقيت شغل في شركة خاصة براتب 1600 جنيه ومسكت البوفيه فيها.. وكمان أصحاب الشركة عملوا لي تأمينا.. ماكنتش أحلم أني استقر في يوم من الأيام لكن ربنا كبير أوي.
شكرت ربنا وحمدت فضله علي أسرتي.. لكن استمرت صحتي كل يوم بحال.. لغاية أول السنة دي .. في يوم رجعت من الشغل مش قادر أخد نفسي والعرق بيصب مني.. حسيت أني باموت.. مر شريط أيامي قدام عيني وكأني باحلم..كل حاجة عملتها في حياتي شفتها كانها فيلما.. مصير أولادي اللي ممن يكون زي مصيري شفته بيعدي وأنا مش قادر أمنعه.. لغاية ما رحت في إغماء وفقت لقيتني في مستشفي مدين نصر لتأمين الصحي.. مصابا بجلطة جديدة وطريح الفراش. مش لاقي حد يعولني في مرضي ومستشفيات التأمين الصحي مش مجانية زي ما بعض الناس متصورين..لها نفقات كتير قبل الجراحات وشراء أدوية وتكاليف إضافية أثناء الإقامة لأنها مستشفيات شبه خاوية.. وما حدش هناك في طواقم التمريض بيعمل حاجة ببلاش ولا بيعتني لله في لله.. كله عايز المقابل والبقشيش والعناية محتاجة فلوس والفلوس عزيزة مع إللي زينا علشان كده لجأت تاني لباب افتح قلبك.. مالقيش حد يعولني ولا يحمل همي.. حملي تقيل.. بيت وعيال ومستشفيات وعلاج مش عارف أعمل أيه وأروح لمين؟؟ الحياة ضاقت في وشي وحاسس إن ده عقاب ربنا بعد طول زمن.
بعد الإنصات لرواية عم خليل تم بحث الحالة وبلقاء الأطباء في مستشفي القصر العيني ثبت أنه يعاني من تليف حاد في الشريان الأمامي بالقلب ولابد من إجراء جراحة قلب مفتوح عاجلة.. أجري الرجل الفحوصات اللازمة.. لكن الأقدار قالت كلمتها علي ألسنة الأطباء. إذا قرروا عدم إمكانية إجراء الجراحة لخطورتها الشديدة علي حياته لأن حالته تحتاج لزراعة قلب.. وهي جراحة غير متوفرة في مصر.
وبناء عليه تم وصف علاج بالعقاقير المكثفة قيمته 813 جنيها شهريا.. غير متوفرة بالتأمين الصحي.. ماذا يفعل الرجل وهو محاط بالألم من كل جهة ألمه النفسي وألمه الجسدي.. اضطر للخروج مرة أخري والعودة للعمل حتي يمكنه الإنفاق علي أسرته لكنه لا يستطيع شراء العلاج والكنيسة التابع لها أخربته أنها لا يمكنها تحمل هذه النفقات شهريا مدي الحياة.. فالغلابة ما أكثرهم والمحتاجون لا يحصون.
يتناول حاليا عقارا بديلا مؤقتا اسمه بروكولان قرصين يوميا والشريط الواحد يحتوي علي سبعة أقراص قيمته 50 جنيها.. أي أنه يحتاج في الشهر 10 شرائط بـ500 جنيه.. حتي العلاج البديل لا يحدث أثرا فاعلا كما ينبغي لا يستطيع الحصول عليه.
يبدو أن الشعور بالذنب والخوف من العقاب الاأدي لا تمنعه الزنازين.. يا عم خليل الله لا يترك خليقته ولا يعاقبنا بما فعلت أيادينا.. أنت حصلت علي عقابك بالقانون وندمت وعدت إلي صوابك وكونت أسرة وكنت مسؤولا عنها أمام الله.. فلا تسقط في بذور الشعور بالعقاب الأبدي فالمجتمع القاسي الذي نحيا فيه لم يعاقبك عقابا أبديا فهل يمكن أن يعاقبك الله الحنون الذي أتي بك إلي هذه الحياة عقوبة أبدية وقد قدمت توبة صادقة ألم يساعدك الله في الحصول علي عمل مانسب.. ألم تشكره علي ما امتدت به يديه من عمل في حياتك؟ لماذا الآن تتوهم أنه ينال منك بعقاب علي أمر مضي وذهب إلي حاله منذ عقود.. أطرد هذا الشعور المرير وثق أنه مثلما وفر لك العمل ومنحك الأسرة والبنين سيوجد لك من يحمل عن كتفيك حملك وحمل علاجك ونفقات أسرتك.
إيد الحب
1000 جنيه من يدك وأعطيناك بني سويف
1000 جنيه علي روح المرحومة ليلي صموئيل
291 جنيها من يدك وأعطيناك أسوان
1500 جنيه ج.م.ع جامع السلطان الإسكندرية
300 جنيه شفاعة أبونا فلتاؤس وأبونا فانوس
1000 جنيه من يدك وأعطيناك المنصورة