وسرعان ما بدأت هذه الكنيسة فى جذب عدد كبير من المؤمنين من مختلف المناطق فى مصر وخارجها حتى أن المسيحيين الأجانب من دول عديدة وارساليات مختلفة حينما كانوا يأتون للزيارة كانوا ينصبون الهياكل للصلاة والتقديس فى هذا المكان كل واحد بلغته وحسب طقسه وذلك لمجاورتها للبئر الذى أنبعه السيد المسيح ولحدائق البلسم علاوة على وجود شجرة مريم والتى .استظلت تحتها العائلة المقدسة
وورد فى كتاب لأحد المؤرخين القدامى “يبدو أن الرهبان سكنوا هذا المكان لخدمة هذه الكنيسة حيث الهدوء الذى كان يلف المكان وقربه من الصحراء فى العصور الأولى .. ولخدمة الشجرة وحديقة نباتات البلسم .. وابتنوا لهم مساكن وقلالى حولها “، بدليل أن المنطقة التى هبطت فى الأرضية المجاورة للشجرة حديثا وبعد اجراء المعاينة الاثرية لها كشفت عن مبانٍ طينية تشبه قلالى ومنشوبيات للرهبان
وقد اوضح المؤرخ المعروف باسم الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود، عن الكنائس والأديرة أن الكنيسة الأولي التي ترجع غالباً للقرن الخامس اشتهرت بإسم كنيسة الذهب ربما لكثرة النذور الذهبية، وقد هدمت هذه الكنيسة وأعيد بناؤها سنة 1154 م عن طريق أحد الأراخنة.
و يخبرنا ابو المكارم كذلك عن تحول هذه الكنيسة إلي مسجد وقت الحروب الصليبية
وبعد هذه الأحداث صار المسيحيون يحضرون في عيد دخول المسيح لمصر (24بشنس – أول يونية) ليحتفلوا فوق البئر والحجر الذي جلس عليه السيد المسيح، وكانوا يحتفلون بالقداس الإلهي فوق البئر لتحول الكنيسة إلى مسجد.
وفى أواخر القرن الرابع عشر يشير الرحالة ايمانويل بيلوتى (1396 – 1438) إلى أن الكنيسة أقامت ما سماه “مقصورة صغيرة للسيدة العذراء حيث تقوم شجرة (شجرة مريم)
وعند زيارة الرحالة ترافيزان للمنطقة سنة 1512 م لم يجد إلا كنيسة صغيرة عبارة عن ” منزل صغير أعيد بناؤه عدة مرات”.
وفى القرن السابع عشر زار مصر الرحالة الفرنسى الشهير الأب فانسليب زارها مرتين الأولى عام 1664 م والثانية عام 72/1673 وكتب كتاباً عن كل زيارة فقال عن هذه الكنيسة: ذهبت مع بعض الفرنسيين إلى قرية المطرية على مسافة ساعتين شرق القاهرة حيث توجد الأماكن التى زارها مخلصنا يسوع المسيح مع العذراء مريم والحديقة التى كانت تزرع سابقاً من نبات البلسان
عند دخولنا البستان وعلى اليمين وجدنا فى الفناء وعلى اليمين مسجد صغير للأتراك ( يقصد المسلمين ) يسمى الآن بالمقعد يقال أنه بُنى على أنقاض كنيسة صغيرة . يوجد فى هذا المقعد حوض صغير من الرخام به الماء ، من بئر عجيب “.
إذن إستمر الأمر معروفاً من القرن الثالث عشر أن المسجد المجاور لشجرة مريم هو كنيسة السيدة العذراء القديمة
وبالرغم من ذلك فإن القداسات لم تنقطع فى المنطقة خصوصاً فى عيد دخول السيد المسيح لمصر الموافق 24 بشنس من كل عام
ومع تزايد الارساليات الاجنبية إلى مصر بدأ الرهبان الفرنسيسكان الاهتمام بهذا المكان منذ القرن السادس عشر وكانو يخدمون فى المنطقة المحيطة بشجرة السيدة العذراء وكانو يرسمون على ملابسهم الكهنوتية الخاصة بخدمة القداس شجرة العذراء اشارة لشجرة السيدة العذراء بالمطريةحيث لم يذكر اى اهتمام من الناحية الدينية بهذه المنطقة قبل هذه الفترة غير اهتمام الكنيسة الارثوزكسية وابائها
وعن بداية خدمة الكنيسة الكاثوليكية يقول الاب جورج سليمان عطية
راعى كنيسة العائلة المقدسة للاقباط الكاثوليك بالمطرية لقد اهتم الاباء الجزويت بزيارة العائلة المقدسة لمنطقة المطرية فقاموا بتشييد كنيسة لهم باسم العائلة المقدسة فى المطرية على قطعة ارض قام بشرائها الاب ميشيل جوليان اليسوعى عام 1883 وهو مدفون فى هذه الكنيسة وقد بدأ فى تشييدها فى ابريل عام 1889 واستغرقت عملية البناء عامين ونصف وقد قام بتكريسها المطران جيدو كوربلى فى نوفمبر 1891 لتكون الكنيسة بشكلها الحالى حيث لم يطرأ عليها اى تغيير منذ ذلك التاريخ ومن المعروف انه كانت قبل هذه الكنيسة بقايا لكنيسة قديمة كانت موجودة منذ القرن السادس عشر لم يسجل عنها اى كتابات
وتشير الوثائق (عام 1915) إلى أن اكثر من 3500 زائر يحجون لهذا المكان سنويا
“محمد علي “
وكانت هذه المنطقة (منطقة الكنيسة وشجرة مريم والخارجة حتى ميدان
المطرية سبعة افدنة )كانت كلها ملك للكنيسة (املاك وقف) حيث كانت تعطا للكنيسة هبات وتبرعات فكان محمد علي باشا محبا للاصلاح والنهضة ولاتمامهم استعان بخبرات عديدة من الخارج اتت إلى مصر وجاء معها الرهبان لتقديم المساعدات والخدمات الطبية والصحية والتعليمية لذلك كان محمد على يهبهم هذه الاراضى اعترافا منه بدورهم الاصلاحى والخدمى ومساعدتهم فى اتمام اعمالهم وكانت الشجرة والبير تابعين للكنيسة وبعد ثورة يوليو 1952 واثناء فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر اخذ جزء كبير من اراضى الكنيسة لبناء مساكن شعبية عليها وهى الموجودة من ميدان المطرية وحتى شجرة مريم ومن بعد ذلك حدث انفصال بين الشجرة والبير وبين الكنيسة وظلت الكنيسة مع الاباء الفرنسيسكان
وتتمتع كنيسة العائلة المقدسة بقدسية خاصة حيث كانت المحطة الاولى لبدء طريق الحج إلى القدس وحتى الان الافارقة فى رحلتهم للقدس يبدئون بزيارة هذه الكنيسة ويقمون بعمل قداس كبير بها وهم يرتدون ملابسهم البيضاء الناصعة ثم يزورون شجرة مريم وبعد ذلك ينتقلون الى دير سانت كاترين .ثم إلى القدس
وعن مبنى الكنيسة يقول الاب جورج سليمان
مبنى الكنيسة مستطيل الشكل ويأخذ سقفها نظام الارجات والبواكى و يوجد فى اخره من الناحية الشرقية المذبح وخلفه تمثال كبير للسيد المسيح المصلوب على الصليب
ويوجد بالكنيسة شبابيك من الزجاج المعشق والملون لصور القدسين واخرى لتشكيلات نباتيه وزهريه بالالوان الزاهيه الجميلة وعلى الجانبان فى الكنيسة من اليمين واليسار تمثالان من الرخام الابيض موضوعان فى بهوين لقديسين من قديسى الكنيسة الكاثوليكية وفى منتصف الكنيسة وضع تمثالان حديثان يمينا ويسارا بالحجم الطبيعى للسيد المسيح والسيدة العذراء بجوار عمودان كبيران وفى الخلف يوجد بهو كبير قبل ابواب الكنيسة يعلوة فرنطونة حجرية يرتكز عليها اربعة اعمدة صغيرة بطول متران لكل عمود تقريبا يظهر من ورائهم ثلاثة شبابيك تعلو واجهة الكنيسة من الخارج
كما يوجد بعض الايقونات الجصية معلقة فى جوانب الكنيسة لمشاهد من حياة السيد المسيح
شباك من الذجاج الملون لرسوم من النباتات
شباك من الذجاج الملون لاحد القديسين
تمثال لقديس من الكنيسة الكاثوليكية
تمثال لقديس من الكنيسة الكاثوليكية
تمثال بالحجم الطبيعى للسيدو العذراء
تمثال بالحجم الطبيعى للسيد المسيح
“الواح من القماش”
ويضيف الاب جورج سليمان من الاشياء المهمة بالكنيسة مجموعة لوحات فنية مسجلة بالدورات العلمية الفنية تمثل قصص من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر مرسومة منذ اكثر من 150 عام بمدينة ليون بفرنسا للفنان العالمى رينوار رسمت على الواح من القماش بمساحة تقدر ب2×4 متر تقريبا للواحدة جاءت الى مصرولصقت على حوائط الكنيسة وطبيعى مع ارتفاعات درجات الحرارة والتغيرات المناخية الحديثة حدثت بعض الشقوق والتشرخات بهذه اللوحات مما استدعى القيام بعمليات الترميم الدقيق لها جيث سيأتى مرممين اجانب لترميم هذه اللوحات بعد عيد العذراء فى شهر اغسطس
ويوجد بكنيسة العائلة المقدس تمثال كبير للعائلة المقدس نسخة اصلية
مصنوعة بالخارج موضوع اعلى واجهة الكنيسة من الداخل فى بهو مقام خصيصا لة يمثل حضن الآب فى الكنيسة الارثوزكسية وتوجد خلفة اضاءة خافته تزيده قدسية وبهاء ولايوجد فى هذه الكنيسة حجاب للايقونات كما فى الكنيسة الارثوزكسية
وتوجد نسخة مقلدة لهذا التمثال موضوعة فى مدخل الكنيسة بعد الدخول
من الباب الخارجى العمومى للكنيسة وسط حديقة صغيرة مملوئة بالورود والنباتات وقد تم حديثا تبليط مدخل الكنيسة والممرات الترابية بالحديقة ببلاطات حديثة تتحمل الجهد الشاق
كذلك يوجد بالكنيسة الكثير من لوحات الشكر المهداة من افراد تمت
معهم
معجزات بفضل شفاعة السيدة العذراء مريم والعائلة المقدسة يسجلون فيها عظيم شكرهم وامتنانهم لما تم معهم وهو تقليد متبع فى بعض الكنائس الكاثوليكية مثل كنيسة سانت تريزبشبرا وكنيسة سانت فاطيما بمصر الجديدة وفى جانبى الكنيسة الخلفى حجرتان للاعتراف
والكنيسة لها منارة واحدة من الجهة الشمالية الغربية بها جرس كبير اثرى موضوع اعلى برجها وفى الجهة الخلفية للكنيسة يوجد سلم خشبى ضخم يصعد الى اعلى منطقة هيكل الكنيسة من الخلف ويمكن عن طريقة مشاهدت منظر عام للمنطقة
كنيسة كابلا
مع الاب جورج سليمان امام كنيسة كابلا
محررة وطنى امام المغارة الاثرية بالكنيسة مع الاب جورج سليمان
ويوجد ايضا داخل اسوار المدافن نسخة من شجرة العائلة المقدسة بحالة جيدة جدا داخل حديقة الكنيسة حيث اخذ الاباء الرهبان الفرنسيسكان فرع من شجرة مريم من الجيل الرابع وغرسوها بحديقة هذة الكنيسة ونمت وكبرت وازهرت وصارت شجرة ضخمة
السلالم المؤدية لمدفن الاباء
محررة وطنى والاب جورج سليمان تحت نسخة من شجرة مريم
شجرة مريم والتى زرعها الاباء الفرنسيسكان بكنيسة العائلة المقدسة
والاباء الذين خدمو بالكنيسة حديثا فهم ابونا المتنيح يوسف كادس وهو اول من خدم بالكنيسة ثم ابونا فرنسيس جاسر خدم منذ 40 عام وخدم لمدة 18 عام وهو حاليا مريض نطلب صلواتكم لة وابونا منصور البصير خدم 17 عام وابونا بشوى فوزى خدم عامان ونصف وابونا جرجس ارمنيوس خدم لمدة عام ونصف وضعفى منذ 1/9/2011
وللعلم الاباء الكاثوليك الذين يرسمون للخدمة لايرسمون على مذبح معين بل على الكنيسة اجمع فينتقل من كنيسة إلى اخرى حسب وجهة نظر الرئاسة الدينية ومايخدم صالح الكنيسة
اسم العائلة المقدسة
يوجد لطائفة الاقباط الكاثوليك مايقرب من 168 مدرسة على مستوى الجمهورية وقد اطلق الاباء اليسوعيين اسم العائلة المقدسة على مدرستهم فى الفجالة والتى ارسى حجر اساسها فى 22/4/1888 بحضور نوبار باشا رئيس وزراء مصر والقاصد الرسولى انا كلينو كيكارو وتم افتتاحها فى 22/5/1889
وقد اطلق اسم العائلة المقدسة ايضا على كنيسة الاقباط الكاثوليك بالزيتون
وعن راهبات العائلة المقدسة فهى من بين الرهبانيات النسائية التى تخدم فى مصر رهبنة العائلة المقدسة التى اسستها القديسة اميلى دى روو ( 1787- 1852 ) وذلك فى فرنسا عام 1816 واهتمت بخدمة التعليم واسندت خدمة هذة الرهبنة الى لبنان ومصر منذ عام 1894 وتتبعها مدرسة البنات باسم العائلة المقدسة لمرحلة التعليم الاساسى فى المنصورة عام 1908.
ومن قديسى الكنيسة المعروفين القديس مار منصور والقديس فريدريك أوزانام وقد ولد منصور في قرية صغيرة بفرنسا سنة 1581 من أبوين فاضلين. و قد ربته امة تربية مسيحية . وكان أهله يعملون في زراعة الأرض ويرسلونه مراراً يحرس الماشية منذ صغره كان منصور يجد نفسه سعيدا بإسعاد الفقراء والمحتاجين فكان دوما يساعدهم ويحسن اليهم.
فانتظم في سلك الرهبنة وارتقى الى درجة الكهنوت ثم سافر الى بلاد عديدة بعيدة، وحيثما كان يحل أظهر ان أروع ما في نعمة الحياة هي القدرة على مصارعة الالم والصبر النابع من الايمان وعاد منصور الى فرنسا وتوجه الى بارس حيث كرس كل شيء في سبيل عمل الخير والمحبة فشيّد المستشفيات للمرضى وفتح الملاجئ للعجزة، وأخذ يجمع من شوارع باريس الاطفال البؤساء المهملين ويعتنى بتربيتهم اعتناء الأم الحنون.
كان منصور ينطلق كلما سنحت له فرصة ليعود الضعفاء في محلاتهم ويعزيهم و يخفف من الامهم. كان يزور المساجين في سجونهم ويتحدث إليهم ويرشدهم الى طريق المستقيم
وكان منصور يعتني أيضا بتقديس الاكليروس ومساعدته. فأنشأ رهبنة ” الاباء اللعازاريين” ورهبنة “راهبات المحبة” الشهيرات ملائكة الرحمة الحقيقيات وفي مدينة باريس وفي اليوم السابع والعشرين من ايلول سنة 1660 انتقل مار منصور