اعلن منذ قليل ، وفاة المناضلة شاهندة مقلد، بعد معاناتها لفترة طويلة من المرض والتى على أثرها ظلت فترة طويلة بالعناية المركزة .وتتحرك جنازة شاهنده مقلد من المركز الطبى العالمى غدا الساعة السابعة صباحا الى كمشيش حيث تقام الصلاة بعد صلاة الجمعة ويوارى جسدها هناك ، كما يقام عزاء يوم الأحد القادم فى جامع عمر مكرم بعد صلاة المغرب.
والمناضلة شاهندة مقلد.. سيدة ذات طابع خاص اختارت منذ نصف قرن مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوي الظلم والفساد والقمع .
تقول فى كتابها «أوراق كمشيش» : منذ بداية حياتي أخترت طريقي ، فرغم تجاوزها العقد السابع من عمرها إلا أنها ظلت علي صمودها وصلابتها في مواقفها، فكلما زادت عليها المحن، ازدادت قوة وكبرياء حتي إنها واجهت خبر مقتل نجلها «وسيم» في روسيا – والذي لم تضع له التحقيقات نهاية حتي الآن – بصمود وقوة ، وواجهت من قبل استشهاد زوجها المناضل السياسي صلاح حسين في حرب الاستنزاف بكل صلابة وقوة، امرأة مصرية من معدن خاص، كما تشبه حبات اللؤلؤ النادرة التي تحتاج إلي غواص ماهر حتي يمكنه اكتشافه .
يقول عنها الكاتب الألماني غيرهارد هازه-هندنبيرغ فى كتابته لسيرة حياتها : تختلف شاهندة مقلد عن معظم النساء المطالبات بالسفور وتحرر المرأة ومساواتها بالرجل مثل درية شفيق وهدى شعراوي ونوال السعداوي. ويتجلى الفرق الجوهري في أمر أساسي وهو أن مقلد أوقفت حياتها كلّها على الفلاحين ودافعت عن حقوقهم وتعرضت للاعتقال والسجن والنفي داخل مصر واضطرت إلى الاختفاء والعمل السرّي، وذلك على الرغم من أنها تنتمي إلى الطبقة الوسطى الميسورة مادياً، حيث كان والدها ضابطاً في الشرطة ومن أنصار حزب “الوفد” وكان رجلاً وطنياً ليبرالياً .