يذكرنا اليوم محرك البحث جوجل وكذلك موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعيد الأب الذي يحين اليوم 21 من شهر يونيو ، و قد تم انتقاد هذه المناسبة لفترات طويلة علي اعتبار كونها حدثاً تجارياً ، ويوم الأب هو احتفال عالمى اجتماعي ، يشبه يوم الرجال الدولي ،بإستثناء أنه تكريم للاباء ، وتم تحويله في بعض الدولة الي يوم دينى ، ففي البلدان الكاثوليكية ، أُحتفل بعيد الآباء منذ العصور الوسطي ، حيث كان من الصعب وقتها الاحتفال بعيد الام كمناسبة رسمية.
و تحمل ذكري الاحتفال بيوم الاب في مكنوناتها جذوراً تاريخية عميقة قد لا نعرفها وسنقوم خلال السطور القليلة القادمة بالتعرف عليها معاً.
الاحتفال بعيد الأب يعد تقليداً أمريكياً ، وهناك روايتين تحكيا أصول عيد الأب ، وجدير بالذكر أن اليوم ليس الوحيد المخصص للاحتفاء بالآباء ، ففي إيطاليا يتم الاحتفال به في التاسع عشر من شهر مارس ، وفي اسبانيا أيضاً يتم الاحتفال في اليوم ذاته سالف الذكر ، بينما تحتفل أوكرانيا به في الأحد الثالث من شهر سبتمر كل عام ، وإندونيسيا في الثاني عشر من نوفمبر ، وفي الممكلة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية يأتي الاحتفال في ثالث أحد من شهر يونيو كل عام .
ومن اللافت أن محرك البحث جوجل لايظهر صورته الاحتفالية هذه الا في الدول التى تحتفل بيوم الاب في هذا اليوم فقط .
وتعود جذور الاحتفال بعيد الاب الي روايتين أولهما تحكي أن الأمر قد بدأ بسبب إمرأة من فيرماونت غرب فيرجينيا بالولايات المتحدة الامريكية وتدعي جريس جولدن كلايتون ، وهبت هذه السيدة نفسها للخدمة الكنسية من أجل تكريم الآباء عام 1908 لكونها كانت يتيمة .
وتحكي الرواية أن كلايتون قد استوحت فكرتها بسبب كارثة منجم مونونجاه التى وقعت غرب فرجينيا في 1907، وقامت هذه الحادثة بقتل نحو 362 رجلاً أمريكيا وكانت تعتبر الحادثة الاسوأ في تاريخ التعدين بأمريكا.
تسببت كارثة منجم الفحم مونولجاه في جعل 250 إمرأة أرملة ، وأكثر من ألف طفل يتامي .
لذا أرادت كلايتون أن تقدم تعازيها للآباء المتوفين كوالدها.
وأما الرواية الثانية فتحكى أن ابنة أحد المشاركين في الحرب الأهلية المقيمة بولاية تكساس وتدعي سونورا سمارت دود أرادت تكريم ذكري والدها الذي قام بتربية 6 من الاطفال بنفسه بعدما توفيت زوجته أثناء وضعها لطفلها الأخير.
وتحكي سمارت دود أن والدها قد توفي وهي في عمر السادسة عشر ، وبينما كانت تستمع لعظة ليوم الأم ، عام 1905 ، وجدت نفسها مقتنعة بضرورة الاحتفال بالآباء أمثال كلايتون لذذا قدمت عريضة توصي فيها بتخصيص يوم للاحتفال بالأب ، وايدت هذه العريضة بعض الفئات ، ثم توجهت دود لزعيمها الدينى واهبةً حياتها للخدمة من أجل الآباء.
بدأت دود الاحتفال بعيد الأب الأول مرة في 1910 في جمعية للشبان المسيحيين تدعي YMCA ، سبوكان ،بولاية ميتشيجين.
ومن الجدير بالذكر أن الاحتفالية بيوم الاب قد أخذت وقتاً طويلاً حتى تكتسب شعبيتها المتعارف عليها اليوم ، بل وخشي البعض أن يتم استغلالها بشكل خاص كخدعة تجارية .
وقد تم الاحتفاء الأول للآباء في الولايات المتحدة في 1912 قبيل الحرب العالمية الاولي ، وكانت الولايات التحدة تقوم بهذا الاحتفال تقديراً لجهود الاباء المبذولة في المنزل ، ويقوم الناس بمشاركة الهدايا والاحتفال سوياً.
ولقد قام الكونجرس الامريكى بشكل رسمى عام 1913 بتعيين “الأحد الثالث من كل شهر يونيو ” يوماً للآباء وهو التاريخ الذي استمر الي يومنا هذا.