حذرت الأمم المتحدة من صعوبة الوضع الانسانى فى الفلوجة، فى ضوء قيام الجيش العراقي بطرد عناصر داعش من المدينة، وما ترتب عليه من نقص السلع الغذائية واستمرار الحصار على آلاف المواطنين، وسط فشل منظمات الاغاثة الدولية والاقليمية فى سد احتياجات المحاصرين.
ووضعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين خطط طوارئ لمواجهة أزمة نزوح جديدة بعد بدء المعارك، لكنها لم تتصور إنه خلال ثلاثة أيام فقط تحديدا من 16 إلى 18 من يونيو سيفر نحو 60 ألف شخص من المدينة.
وفى هذا الاطار قال برونو جدو، ممثل المفوضية العليا في العراق، إن أزمة النزوح الراهنة هائلة لدرجة أنها “تفوق كل الامكانيات مهما كانت درجة الاستعداد، والأثر الإنساني الذي أحدثته أزمة الفلوجة يعد بمثابة درس لنا جميعا، سيساعدنا على التخطيط جيدا لمواجهة التداعيات الإنسانية في حال شن عملية عسكرية بقيادة عراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، والتي ستكون أهم المعارك خصوصا أنها ستجري في مدينة مأهولة بأكثر من مليون شخص“.
ويري محللون أن هناك أكثر من منظمة محلية غير حكومية تتعاون مع الأمم المتحدة في إغاثة النازحين، وشرعت المفوضية في بناء 13 مخيما جديدا، وانتهت بالفعل من تحضير بعض المخيمات لاستيعاب المزيد من النازحين في ثلاثة مناطق على أطراف الفلوجة: عامرية الفلوجة، والخالدية، والحبانية، كما قامت بتوزيع أكثر من 8 آلاف صندوق إغاثة واستفاد من تلك المساعدات أكثر من 50 الف شخص، وتحتاج المفوضية نحو 584 مليون دولار أمريكي للوفاء باحتياجات النازحين، إلا أنها لم تتلقى سوى 127 مليون دولار حتى الآن.
وفى هذا السياق أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن “قلقه البالغ إزاء الظروف القاسية البالغة الصعوبة التي يعيشها أكثر من 85 ألف شخص فروا من مدينة الفلوجة المحاصرة والمناطق المحيطة بها في محافظة الأنبار العراقية خلال الشهر الماضي“.
وقام البرنامج من خلال شركائه بالاستجابة الفورية حيث وزع حتى الآن ما يكفي من الحصص الغذائية لإطعام ما يقرب من 75 ألف شخص من النازحين الجدد الذين يصلون إلى المخيمات في مدينتي الحبانية السياحية وعامرية الفلوجة. وتحتوي كل حصة على الأغذية الجاهزة للتناول لإطعام أسرة كاملة لمدة ثلاثة أيام“.
من جانبها قالت مها أحمد، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق: “أهالي الفلوجة يعانون منذ عدة أشهر تحت الحصار دون الحصول على الغذاء أو الرعاية الطبية. والوصول إليهم الآن بالطعام المنقذ للحياة والمساعدات الإنسانية الأخرى بات أولوية قصوى مطلقة“.، مضيفة “الوضع مفجع للغاية. التقينا هذا الأسبوع بأم شابة نجت من العنف في الفلوجة، وهي تحمل طفلها حديث الولادة على ذراعيها، كان عمره 4 أيام فقط عندما لاذوا بالفرار“.
شددت على انه منذ بدء العمليات العسكرية في الـ22 مايو لاستعادة السيطرة على المدينة من قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام، فرّت موجات من الناس من الفلوجة والمناطق المحيطة بها. وهو يتجمعون في عشرات المخيمات الصغيرة حيث الظروف قاسية جدا، إذ يضطر العديد من الأسر اقتسام الخيام المكتظة بالفعل. بينما تتقطع السبل بآخرين في الصحراء أو يؤوون إلى المساجد والمدارس”.
أوضحت بقولها “من أجل الاستمرار في مساعدة الأسر النازحة في الأشهر الستة المقبلة يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل لـ 34 مليون دولار “.
يذكر انه تم رصد نزوح أكثر من 3 ملايين عراقي منذ منتصف يونيو من العام الماضي، بسبب الصراع، ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية إلى أكثر من مليون نازح مستضعف في المحافظات الثماني عشر، ويتم تمويل برنامج الأغذية العالمي بالكامل من التبرعات الطوعية، ويعتمد على الدعم المقدم من الحكومات والشركات الخاصة والأفراد من أجل تقديم المساعدات الغذائية المحتاجين في العراق.