أجواء فريدة تميز شارع المعز عن غيره من الأماكن الأثرية، فهو يجمع بين الطرب والأثر، فالموسيقى والجمال المعماري الذي يعكس روح فنانين قاموا بإنشائه بكل حب لا تختلف كثيرًا عمن اتخذوه سبيلًا لامتاع الزائرين بطربهم الشجي الأصيل البعيد عن الإسفاف.
كل شيء بهذا الشارع نشعره يتحدث ينطق باسم التاريخ بدءًا من النحاسين، وأصحاب الورش التي تحاول جاهدة المحافظة على التراث، إلى المساجد الفريدة البنية، ومنها إلى الأماكن الحيوية التي يقضي فيها الزوار معظم أوقاتهم وأشهرها بين الشاعر، الذي دومًا ما نلاحظ جلوس مجموعة من العازفين يدندنون وجموع الناس تحيطهم.
ولكل شاب منهم تاريخ مع المعز فمنهم من كان لا يعرفه، ومنهم من كان شغوفا به منذ الصغر، ومنهم أيضًا من جعله لأجواءه الرمضانية فسحة خاصة للحديث.
قال يوسف الشهير بأوفا لـ”وطني”، إنه عرف شارع المعز بالصدفة البحتة، كما دخل عالم المزيكا بالصدفة أيضًا حين اشترى جيتارًا لأنه أعجب بشكله فحسب، ثم بدأ يعزف وأحب المزيكا.
واعتاد على النزول في شارع المعز أوقات فراغه، وتعرف على مجموعة من الأصدقاء الذين يحبون العزف، ثم أسسوا فرقة اسمها “باكدج باند”، من أجل العمل بشكل أكثر تنظيمًا في المعز وغيره.
وأشار إلى أن الأجواء الرمضانية في المعز مع العزف لها مذاق خاص، ولكنه قليلا ما يأتي بسبب ظروفه عمله بإحدى شركات السياحة، وكذلك ارتفاع درجة الحرارة.
وعلى جانب آخر، استطاع محمد عز الشهير بزيزو، أن ينقل لنا الأجواء الروحانية لشارع المعز في رمضان خاصة وباقي الأيام عامة.
يتمتع زيزو بموهبتين العزف والغناء، فالغناء هو من جعله يتجه إلى العزف، حيث بدأ الغناء في الإذاعة المدرسية منذ عمر مبكر، ثم تعلم المزيكا وبدأ يهتم بذلك منذ تسع سنوات، قبيل تخرجه من كلية الحقوق الذي كان يغني بحفلاتها دومًا.
أول طريقه كان في دار الأوبرا المصرية، استطاع من خلالها أن يفهم معنى لمزيكا، حيث عمالقة العزف والتلحين، فتعرف على أنواع المزيكا واستطاع أن يميز بين أنواع المقامات، ولكنه توقف عن معرفة الطبقات.
واتجه محمد لشارع المعز منذ أن كان عمره 15 عشر عامًا، فهو محب للأماكن الأثرية والتراثية. وقد عشق المعز لأنه يشعره بروحانية التاريخ فاختاره ملاذًا له للغناء.
وبدأ في اتخاذ خطوات جادة احترافة للغناء على درج معالمه الأثرية والسياحية، فعمل مع فرقة الخان وفرقة القاهرة للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة والربع وكذلك ساقية المُعز.
فكر منذ وقت قريب هو وثلاثة من أصدقائه وهم مدحت وأوفا الذين يميلون للتحلين فحسب دون الغناء، وكونوا “باكدج باند”.
ويحرص الشباب الثلاثة على الظهور معًا في شارع المعز، فيخرجون أجمل الحان والأغاني العذبة التي يلتف حولها زوار الشارع، ويقومون بتشجيعهم بشكل كبير.
وعبر عن أنه الكلمات اللطيفة من الناس تشجعه وتزيد من طاقته الإيجابية، بينما الانتقادات فهو يتقبلها ولكن البعيدة عن بث طاقة إيجابية.
ولشهر رمضان في المعز روحانية خاصة لديه، فهو يشعر براحة نفسية كبيرة، حيث الأجواء الزينات، الفوانيس، الجوامع.
كل هذه الأمور تجعله يغني بشكل أفضل في رمضان ، حيث صفاء روحه وذهنه، فيختار الأغاني الطربية لا الشبابية الحديثة في شهر رمضان تحديدًا لا إراديًا.