وحذر بنك انجلترا المركزي من حالة الغموض التى حدثت خلال الأيام الماضية قبل الإستفتاء والذى وصفه – بحسب الـ – BBCبأنه يمثل “أكبر خطر مُحدِق” يواجه أسواق المال العالمية ، وقال البنك إن الإستفتاء قد يُسبب “آثاراً سلبية غير مباشرة على الاقتصاد العالمي” خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية للبنك ، وأضاف البنك أن الجنيه الاسترليني ” من المرجح بشكل متزايد” أن يتراجع أكثر، وربما بحدة، في حال التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد ، حيث تراجع الجنيه الإسترليني أمام اليورو عقب إعلان محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية، لكنه عاد وارتفع بنسبة 0.3 في المئة في نهاية التداول ، وقال الأعضاء التسعة للجنة إن “التصويت لصالح الخروج من الاتحاد قد يغير بشكل ملموس مستقبل الإنتاج الاقتصادي والتضخم”، وأضاف أعضاء اللجنة أن هناك أدلة متزايدة على أن الشركات والمستهلكين البريطانيين يؤجِّلون “القرارات الاقتصادية المهمة” قبيل الاستفتاء، حيث شهدت مبيعات العقارات والسيارات تراجعا، وكذلك الاستثمارات التجارية ، وأشار البنك إلى أنه لديه إجراءات طارئة، سيتم تفعيلها للتعامل مع أي تداعيات سلبية محتملة لنتائج الاستفتاء ، ومن بين تلك الإجراءات تقديم مزيد من الدعم للبنوك، والتعاون مع بنوك مركزية أخرى من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي.
وجاء تحذير البنك المركزي، في الوقت الذي أبقت فيه لجنة السياسة النقدية على معدل الفائدة، عند مستواه القياسي المتدني البالغ 0.5 في المئة، وذلك لشهر إضافي.
المنتجات البريطانية في الأسواق الأوروبية
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كان قد وعد بإجراء استفتاء حول مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، في حال فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2015، وذلك استجابة للأصوات التي تصاعدت بشكل كبير بين نواب حزب المحافظين وحزب الاستقلال البريطاني ، ويرى هؤلاء أنه لم يكن لبريطانيا أي صوت مسموع داخل الاتحاد الأوربي منذ انضمامها إليه في 1975.
ويتقدم حملة البقاء في الاتحاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالإضافة إلى 16 وزيرا من حكومته ، بينما قال حزب المحافظين – بحسب ال – BBCإنه سيلتزم الحياد في مسألة الاستفتاء، ، لكن حزب العمال والحزب القومي الإسكتلندي وحزب الليبراليين الديمقراطيين كلهم يدعمون علنا حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ، كما وأعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما دعمه أيضا لحملة البقاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول أروبية مثل فرنسا والمانيا. بينما يستند المعسكر المؤيد للبقاء ضمن الاتحاد على مسألة أن ذلك يقوي من اقتصادها، ويسهل من عملية تسويق المنتجات البريطانية في الأسواق الأوروبية ، و أن المهاجرين من أوروبا إلى بريطانيا هم من الشباب في الغالب، وأنهم قادرون على العمل والمساهمة في دفع الضرائب وتغطية النفقات العامة، ويعتقد هؤلاء أيضاً أن مكانة بريطانيا في العالم سوف تتأثر سلبا بخروجها من الاتحاد الأوروبي، وبأن بقاءها في الاتحاد الأوروبي يجعلها أكثر أمنا.
وأشارت دراسة لمؤسسة ألمانية إلى أن أغلبية الأوروبيين يريدون بقاء بريطانيا في الإتحاد الأوروبي، لكنهم منقسمون حيال تأثير خروجها منه وإن كان هذا سيؤدي إلى معاناة الاتحاد، حيث يعارض 54 % خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، بينما يعتقد 21 %أن على بريطانيا أن تترك الإتحاد ، ففي فرنسا فضل 48 % من المستطلعة آرؤهم ترك الإتحاد مقابل 52 في المئة آثروا البقاء فيه.
“رولينج”: سنكتب نهاية هذه القصة
انتقدت الكاتبة جيه. كيه. رولينج التصريحات المحيطة بالإستفتاء على بقاء بريطانيا أو خروجها من الإتحاد الأوروبي واصفة الحملة الدائرة بأنها “مثيرة للإنقسامات ومريرة”. وتناولت مؤلفة قصص هاري بوتر الشهيرة الموضوع على موقعها على الإنترنت، وسعت لتحليل تصريحات الجانبين وشبهت الحملتان المؤيدة والمعارضة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي بأنها مثل صناعة “وحش”. وكتبت رولينج “نحن من سيكتب نهاية هذه القصة سواء كانت سعيدة أم لا.”