أستضاف مسرح الجزويت بالقاهرة، عرض مسرحي لفرقة “ولسه” للفنون، أمس الثلاثاء.
وقد ناقشت المسرحية، عبر التجسيد الصامت فكرة وأد الأنثى فكريًا وسحق شخصيتها، وجعل من الذكر شخصية إتكالية يملؤها الغرور وعدم الوعي، ما يرسب داخله أن الأنثى كائن خلق للشهوة والخدمة فحسب.
جاء التجسيد عبر الحركة والصراع الذي ساعد على إبرازه الموسيقى التصويرية المتداخلة مع الحركة السريعة.
بدأ بعد ذلك الممثلون في الحوار، وأعلنوا عن فكرتهم، وهي أن الأنثى في مصر تم إختزالها في جسد فحسب.
وأنتقلوا بعدها إلى فكرة الأبوية والسلوطية وسيطرة الأب على فكر الولد ما يجعله يسحق شخصيته، ثم بعد ذلك يندب حظه العاثر متساءلًا عن أسباب ضعف شخصية ابنه الذي يمثل له السند، وقد جسدوا المشهد بحوار حاد جدًا وقاسِ.
ومنها إلى العنصرية التي تكمن في نفوسنا جميًا دون أن نشعر بها مع أننا ننتقدها أهمها، الدين واللون والرياضة والتقسيم السياسي الذي وصل حد الانقسام، وولد العنف.
كما ناقشت المسرحية فكرة الله والوطن ، الذي يتقاتل الجميع من أجلهم، دون أن يسألوا أنفسهم أو يعرفوا ما الله؟ وما الوطن؟ وهل كلاهما يريد منا أن نقتل بعضنا بعضا لأجله.
وتناولت شق التفاوت الاجتماعي عبر الإعلانات التي تمت إذاعتها في شهر رمضان، والتي تحث الناس على التبرع ، ومن جهة أخرى تعرض لها فيلل وشقق بمبالغ باهظة وتطلب الشراء، جاء ذلك في إطار كوميدي تجاوب معه الجمهور بالتصفيق.
ومنها إلى التطور الغنائي ، الذي طرأ على الساحة الغناية من أغاني الشجن والمهرجانات ومحاولةدمج كلا منها بطريقة تلقى رواجا ولكنها تقتل الفن الحقيقي.
كما جسدوا بعض أفكار الهجرة غير الشرعية، وكذلك التصيد للطلاب الجدد في الجامعات من قبل التيارات السياسية، ثم خُتمت باعتذار عن فشل ذلك الجيل في تحقيق مطالب ثورته، ولكنهم فخروا بشرف المحاولة، معتبرين أن “الجنون وسيلة للعيش وسط العبث”.