يتزايد مع قدوم شهر رمضان المبارك، إعلانات التبرعات، حيث الحث على إخراج زكاة المال والصدقات، إلى المستشفيات وصندوق تحيا مصر وغيرها.
والواقع أنه كل عام يختلف التوجه، فكانت بداية الحملات الإعلانية مستشفى 57357، ومنها إلى ما لا نهاية من المستشفيات والجميعات الخيرية التي تطالب المواطنين بتوجيه أموالهم إليها لمساعدة المحتاجين.
ويأتي التساؤل هنا، هل ما زال إقبال المواطنين على توجيه صدقاتهم وزكاتهم إليها؟ هل هي حقيقة أم وهم؟ كيف يرى المواطنين هذه الإعلانات؟
حول ذلك قال خ.نصار، شاعر : إن هذه الإعلانات التي تطالب البسطاء بالتبرع تملؤها البجاحة، وعدم احترام لمشاعر الآخرين، موضحًا أنه حين يتبرع يعطي الناس مباشرة.
وأشار إلى أن هناك من هم أولى بالتبرع للبسطاء، وخاصة الإعلاميين الذين يتقاضون رواتب باهظة.
ولفت إلى أنه قديمًا كان يصدق هذه الإعلانات أما الآن فهو لا يقتنع بها مطلقًا، نظرًا لتزايدها فأصبحت ثقافة وليس احتياج.
وأوضح “نصار” أنه لا يشعر بالأسى تجاه هؤلاء المرضى ولكنه لا يشعر بأدنى مسؤولية تجاههم، فهناك مسؤولين هم أولى بذلك.
وعن حقيقتها من وهمها قال :”ما أقدرش أجزم فيها لأني ما شوفتش بس ٥٧٣٥٧، المفروض إنها اتبنت فعلا تبرعات، ودار الأورمان شغالة فعلا”.
أما ف.الشرقاوي، ممرضة فترى أن هذه الإعلانات لا جدوى منها معها، فهي لا تتبرع بأي نقود لهذه الأماكن لأنها لا تضمن مصيرها، فضلًأ عن أن الخير لا يتم التسويق له بهذه الطريقة الفجة.
وأكدت على أنها تذهب بنفسها للتبرع في المكان الذي ترى احتياجه بعينها. لرؤيتها أن ذلك استغلال لآلام المرضى والشعب.
قال م.فوزي، أحد المهتمين بأعمال الخير وتوزيع شنط رمضان والأموال على المحتاجين: إن ما يحدث في هذه الإعلانات خارج حدود الأدب واللياقة ويندرج تحت لائحة التسول، مشيرًا إلى أن هناك إعلانات أخرى تكلفتها ملايين الجنيهات، هي أولى بتولى هذه المسؤوليات.
وانتقد فوزي صناع الإعلانات الخاصة بالتبرعات، قائلًا إن أسلوبها يجعل القيمة الإنسانية رخيصة وبلا ثمن.
ولفت إلى أن من يقومون بعمل الإعلانات يُعدوا تحت قائمة الملونيرات وهذا يستفز البسطاء أكثر ما يجذبهم للتبرع.
وطالب بوقف هذا الأسلوب المبتذل في الإعلانات ومن يريد الترع سيتبرع دون إعلان يثير غضبه.
وعن مستشفى 57357 قال إنها مشروع قومي ونجاحه ونجاح فكرته لا يعني أن نتخذه نهج في العمل.
ومن ناحية أخرى أعرب الكثيرين ومن بينهم الإعلامية ياسمين الخطيب عن غضبهم من عرض إعلان فودافون ذا التكلفة العالية ومن بعده إعلان يطالب المواطنين بالتبرع.