●● اذا اردنا ان نكون واحداً علينا الرجوع إلى حياة الكنيسة الأولى
●● بالمحبة نحن نجتمع و لكننا أبعد ما نكون عن وحدة الايمان
●● لا اعيب في مهرجان “احسبها صح” و لن أرضى الناس على حساب المسيح
●● الخمسين المقدسة ليست “اجازة” بعد صوم كبير لكنها دفعة روحية قوية
●● الأسرة المسيحية ان لم تضع الله فى اولوياتها يكون بيتها فارغاً .. و مطالبها “الطلاق” كلغة العالم
●● الكاهن عليه 4 التزامات .. و في القاهرة و المدن الكبيرة نحتاج الى ثلاثة أمثال العدد
●● المعجزات تكون حسب حكمة الله .. و أغلبية الشعب يميل للغيبيات
عندما تسيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كاهناً يتعهد أمام الله و ملائكته و قديسيه و أمام الاب البطريرك و الأكليروس و الشعب بأن يثبت على الايمان الأرثوذكسي ويحترم قوانين الكنيسة المقدسة و يحافظ على تقاليدها و طقوسها و تعاليمها و أن يبذل كل جهده فى تعليم الشعب الايمان السليم و قيادته فى حياة القداسة و البر، و أن يكون قدوة فى كل عمل صالح و يحب الرعية و يعاملها بالرفق و الحكمة و يبذل ذاته فى افتقاد الشعب و الاهتمام به و أن يبحث عن الضال و يسعى لرده، و يجمع خراف الله المتفرقة، و ان يضع صالح الكنيسة فوق كل اعتبار.. و جميعها مواهب و اعمال صالحة اجدها تتجمع فى شخص يعمل فى تعاليمه بقول الكتاب “مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام” (أف3:4)، و فى حياته غيرة مقدسة على الكنيسة التى لا يوجد ما هو أغلى منها بالنسبة لله على الارض، و فى خدمته من نار لحماية اولاده من أى تدمير يمكن ان يسبب لهم انقسام او صراع او تنافر .. انه يخدم حقاً على درب الراعى الصالح إنه القمص داود لمعى كاهن كنيسة مارمرقس بكليوباترا بمصر الجديدة و السطور القادمة تحمل لكم نص الحوار…
■ الخلاص هو طريقنا جميعاً للابدية، فما هو مفهوم الخلاص لدى الكنيسة الأرثوذكسية .. و هل هو مختلف في مفهومه عن سائر الكنائس؟
●● نتفق في الكنائس الثلاث الأرثوذكسية، الكاثوليكية، و البروتستانتية ان الخلاص هو بعمل السيد المسيح الخلاصي فهو الأله المتجسد الذى اتي مخلصاً مات على الصليب و دفع خلصنا فى دمه و قام ليعطينا الحياة الابدية، و لكن هناك عوامل فى رحلة الخلاص لدى الارثوذكس قريبة للمفهوم الكاثوليكي و لكنها بعيدة لدى البروتستانت .. فنجد ان المعمودية و الميرون الذى فيه الروح القدس يسكن ضرورة للخلاص عند الارثوذكس و الكاثوليك و لكن عند البروتستانت هى مجرد علامة، الكنيسة الارثوذكسية تميل ان الانسان من طفولته يستحق كل الاسرار، معتمدة على قول المسيح ان نعودة كالاولاد، بينما نجد الاسرار فى الكنيسة الكاثوليكية فى مرحلة عمرية معينة حتى يكون هناك استيعاب، فكرة الكهنوت ايضاً نجدها اساسا لدى الكنيستان الارثوذكسية و الكاثوليكية فهو وكيل المسيح على الارض و امتداد الرسل و هو متمم الاسرار أما البروتستانت لا يمؤمنوا بالكهنوت فى العهد الجديد، عند الارثوذكس و الكاثوليك الانسان يعيش حياته دائماً فى توبة و عند البروتستانت هناك لحظة معينة يقبل فيها المسيح و مجرد ان قبل الايمان فبهذا يكون خلص، نحن ككنيسة ارثوذكسية نعتبر هذا بداية و ليس نهاية فمن الممكن ان يكون شخص بعيد عن الله و عندما يأتى له تكون الخطوة الاولي و عليه ان يستكمل توبته طوال العمر يسقط و يقوم و يثبت فى الايمان و الاعمال الصالحة، و نجد فى التناول ضرورة للخلاص مع الكنيسة الكاثوليكية أما البروتستانت يعطى كمائدة و ليس سر، و نختلف فى رحلة الخلاص مع الكنيسة الكاثوليكية فى فكرة المطهر فهناك بعض الكاثوليك يؤمنون انه سوف يكون هناك بالسماء مكان انتظار فيه يخلص الانسان فهذه الفكرة نحن نرفضها لان عمر الانسان هو الفرصة الوحيدة لتحديد مصيره.
■ كيف يمكن ان نحقق الوحدة التى طلبها المسيح ؟
●● نحن مسيحيين نعبد أله واحد و نعترف ان السيد المسيح هو مخلصنا الصالح و ليس معنى ان هناك اختلافات انه ليس هناك محبة، فنحن نحب بعضنا البعض و انا شخصياً تجمعنى محبة و تقدير لقيادات كثيرة من الكاثوليك و البروتستانت و من المهم و ان ننظر للشئ الذي تتميز به كل كنيسة، و لكن الامر الذى لا يقل اهمية هى وحدانية الايمان التى ذكرها بولس الرسول على الاقل مرتين فى رسالته بأفسس فنحن لا نستطيع ان نكون واحد الا عندما يكون ايماننا واحد، بمعنى ان نتفق جميعاً ان هذا الجسد و الدم حقيقي لمخلصنا الصالح اذا انا اقول “نعم” و غيرى يقول “لا” فنحن لسنا بفكر و ايمان واحد و هذا لا يقلل من احترامنا لبعض و لكن هذا تعليم و هذا تعليم اخر، نحن كارثوذكس لدينا بخور و هناك من يقول ان البخور عبادة اوثان اذا هناك اختلاف، اذا اردنا ان نتحدث بصراحة فنحن ابعد ما نكون عن هذه الوحدانية هناك مسافات كبيرة للاسف .. للاسف! و اقول هذا لأنى أعلم ان هذا يحزن قلب الله اذا نريد وحدة بالحق علينا ان نعود لاول 450 سنة فى تاريخ الكنيسة و هذه فترة ضخمة لم يكن فيها طوائف او انقسامات نعود لنرى بماذا كان ايمانهم؟! فنحن لسنا اول مسيحيين على الارض فقبل الانقسامات كان هناك الاسرار و الكهنوت و الجهاد و التوبة و القديسين و لاننا كنيسة تعيش بهذا التسليم يطلق علينا كنيسة تقليدية و لكن هناك من يأخذها بصورة عكسية و يقول اننا كنيسة “المتحفظين” و لكن الكنيسة الارثوذكسية تتمسك بالبداية التى قصدها السيد المسيح و عاشتها الكنيسة الاولى و اعتقد ان عدنا لهذه الحقبة التاريخية سنتقارب و هذا ليس مستحيل لا الانقسام هذا عكس ارادة الله فهو الذى قال “اريد ان يكون الجميع واحداً”، و لو درسنا كيف تمت الانقسامات سنرى انها قامت على “من الاعظم؟” فالانسان المتواضع عندما يعرف ان هناك شئ ينقصه فى ايمانه عليه ان يقبلها بلا عناد لانه يريد الحق.
■ نعلم ابناءنا ان نعيش واحد و في نفس الوقت نحرمهم من مشاركة أنشطة الكنائس الأخرى.. ما تعليق قدسك؟
●● هدف بنيان الكنيسة الجسد هو ن ننتهى جميعا إلى وحدانية الايمان و ليس تعدده و وحدانية الايمان تقودنا الى معرفة حقيقية صادقة اما الايمانيات المتعددة فسوف تتوهنا عن معرفة الله و هذا لا يمنع اننا نعلم و نقول لاولادنا حب جميع الناس و تعامل مع الكل لكن اعرف ايمانك و كنيستك و ان وجد مجال لعمل رحمة او عمل اجتماعى مشترك فبكل تأكيد نشجع هذا و لكن لا يمكن ان اسمح ان يخدم هناك لانه سيقول تعاليم مختلفة تماماً عن تعاليم كنيسته.. مازلت اتعجب لماذا ننظر للوحدة بهذا المنظور الضيق و ان لم نقل نحن واحد فنحن “متعصبين”.. الوحدة ليس فى معناها ان نذوب فى تعاليمنا المختلفة! .. و انصح اولادنا “حصن نفسك صح بكلام الكنيسة و ارفع مستوى المعرفة هتلاقى كل شكوكك اترد عليها .. اتحصن بمعرفة سليمة” و شارك في أى نشاط.
■ لقدسك موقف من مؤتمر “احسبها الصح” الذى تنظمه كنيسة قصر الدوبارة الأنجيلية و تدعو الشباب القبطى بعدم المشاركة؟
●● نحن اولا لا نجبر احداً على شئ و عندما تحدثت عن مؤتمر احسبها الصح لن أعيب في الأخرين، و لكن كنت احمل المسؤلية علينا فنحن مقصرين فى حق اولادنا لاننا لم نقدر ان نستوعبهم، و فى ذات الوقت قلت ان الأمور المبهرة لا تبنى الانسان، و التعليم الذى يقال هناك مختلف عن تعاليم كنيستهم فليس هناك دعوة للتوبة و الاعتراف.. للتناول .. للاصوام.. يقدم مسيحية واسعة و هذا ليس ما تسلمناه، فالشباب الذى لا يعرف كنيسته ينبهر و ينجذب و وقتها لا اقدر ان الوم غير نفسي لانى لم اجذبه و فى ذات الوقت لا اقدر ان اعمل “ما يطلبه المستمعون!” لا أستطيع ان أرضي الناس فى كل شئ لأن السيد المسيح قال:”من قبل فاليقبل”.. لا نقدر ان نغير فيما استلمناه حتى ان كان الطريق ضيق انما هو طريق السماء، و هذا قد لا يعجب البعض، و يصبح يتسأل الشباب لماذا الصوم.. القداسات.. الاعترافات؟، لان كل هذا التعليم هناك مهمش و انا لا اقدر ان اتحمل ان يأتى ابنى و يقول لي هذا و عندما قلت “ابنى” اعتبر انه تسلط انما نحن اباء و نضع اولادنا فى المعمودية و نربيهم و ليس من السهل ان اراه يتلقى تعاليم اخرى! .. فهذا دورنا و نحن “ما دام هنشتغل مع المسيح يبقى هنتصلب مع المسيح و هنتوجع كتير! طبيعة الكهنوت كدا، و طبيعة الخدمة كدا، حزن على كل نفس بتضيع، حزن على ناس كتير بتهلك من عدم المعرفة و احنا عندنا المعرفة و ساكتين…”
■ بعيداً عن الانقسامات نعيش الان فرحة الخمسين المقدسة .. كيف نحافظ فيها على الحرارة الروحاية التى اكتسبناها فترة الصوم الكبير؟
●● الكنيسة تعلمنا انه هناك اجواء مختلفة للروحانية بمعنى فى الصوم الكبير نعيش روحانية يغلب عليها طابع النسك و الزهد و القداسة و التوبة، فى الخمسين روحانية لها طابع الفرح و التهليل و التسبيح، صيام الرسل فيه طابع الانشغال بالخدمة و خلاص النفوس و العالم، صوم العذراء الأنشغال بأمنا والدة الأله و القديسين و الشفاعة، صيام الميلاد انتظار المسيح.. فالروحانية هى الامتلاء بالروح ليس لها شكل واحد .. ثق ان الشخص الذى يتبع الله بالحق سيظل محافظ على الروحانية، لكن هناك اشخاص للاسف فى فترة الخمسين تفقد حرارتها و تعتبر انها اجازة من فترة صوم كبير و هذا التفكير خطاً لان بقيامة المسيح الله اعطانا حياة جديدة و هذه الحياة تعطينى دفعة روحية قوية فى طبيعتها ان نقدم المحبة للجميع و لذلك حرصت الكنيسة فى الخمسين ان تضع قراءتها عن محبة الناس معتبرة ان هذه المحبة هى علامة القيامة.. و في رحلة الخماسين المقدسة ترتب لنا الكنيسة سبع احاد فى الأول نعيش دخول الرب بعد قيامته للعلية و الابواب مغلقة للتلاميذ و اعطاهم السلام و يأخذ يد توما الشكاك و يضعها فى جنبه ليزيل عنه شكوكه و ليكون مؤمنا، فى الاحد الثانى يقدم لنا الرب فيه الحياة با لمأكل الحق و المشرب الحق و كل مرة نأكل من جسده و نشرب دمع نخبر بموت و قيامة الرب فيتحول فينا الموت الى قيامة و قوة و حياة، فى الاحد الثالث يقدم لنا الماء الحى و ليس ماء العالم، ماء الحياة الابدية رمز لاعطاء الروح القدس للمؤمنين الذى بدورة يهبهم روح الشهادة و الكرازة بأسم المسيح القائم من الاموات، فى الاحد الرابع يقدم لنا المسيح القائم من الاموات نوراً للعالم بالتوبة، فى الاحد الخامس يقدم لنا المسيح نفسه الطريق و الحق و الحياة، و فى الاحد السادس هو انتظار الروح القدس لينالوا قوة من الاعالى للكرازة و التبشير فى حرارة و التهاب روحى بالصلاة بلا انقطاع، و فى الاحد السابع و الاخير هو أحد حلول الروح القدس.. ” و صدقنى ربنا طول السنة عمال يقول لكل واحد احشرنى فى جدولك.. دخلنى فى برنامجك.. دخلنى معاك عشان اعرف فى الاخر ادخلك معايا و انت تقوله اسف معنديش وقت!”.. و نحن تفصلنا اسابيع قليلة عن صوم الرسل اقول “ماتبعدوش عن خدمتكم لا الخلاص مرتبط بالرسالة .. انت بلا قيمة لو بلا خدمة! اياك تبعد عن الخدمة، قيمتك الحقيقية اللى فى حياتك وصولك للسما و هي مشروطة بالناس اللى هتخدمهم”
■ دائماً الله يعطى لنا فرصة للتوبة و الرجوع اليه لكن فى الكتاب المقدس لم نجد الله أعطى فرصة الا لأهل نينوى حتى عادوا .. فلماذا؟
●● الله خاطب شعوب أمميه لكنهم لن يستجيبوا و في مصر هنا عندما كلم موسي فرعون و قدم له الاله الحقيقي مرات كثيرة لن يستجيب له و عاند كثيراً .. و كل الشعوب كانت هكذا ترى المعجزات امام عيونها و عبادة الاوثان تملئ قلوبهم الكل نال فرصة الخلاص و التوبة لكنهم رفضوا الله حتى شعب نينوى الذى تاب على يد يونان عاد بعد مائة عام جاء لهم نحوم النبى و لم يقبلوا فهلكوا.. اذاً شعب نينوى الذى تاب كان جيل معين الله كان يري بسابق علمه انهم سيقبلون البشارة و التوبة، نجد ايضاً اشعياء و ارميا و حزقيال كانوا يرسلون رسائل توبة لبلاد صور و صيدا و دمشق و اشور ليعودوا عن شرورهم و لم يقبل احد رسائلهم.. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد يخاطب كل الناس بكل الطرق.. رحمته وسعة و لا يشاء ان يهلك احد لكن الانسان عنيد حتى الشعب اليهودى الذى يعتبر شعب الله قيل عنهم الكتاب لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ.. فاقول لكم ” يا ما أصوات الهية بتيجى لينا.. ساعات صوت يجي يعاتبك.. ساعات تبقى انذار .. ارشاد.. و كل الرسايل دى بتطير مع الهواء لانه مش عاوز اسمع حاسبوا الايام تخدعكم .. بكرة اتوب.. بكرة اخدم!”.
■ في رحلة خلاصنا على الارض كيف نحن نعيش دعوة الله لنا؟
●● الانسان عندما يفكر و ينتبه للحياة الابدية لابد ان يبحث عن الله انما اذا عاش وسط زحام العالم فهو الذى يخسر كل شئ لان العمر قصير جداً، “صدقونى لو كل واحد سأل نفسه ماذا بعد الموت؟ .. لتغيرت حياتنا”، تمسك فى ربنا و ركز معه كلمه هو يسمع و يستجيب، افتح الكتاب المقدس لتسمعه، خاف الرب فى حياتك و اعمالك، فكر دائماً لحساب السماء و ليس لحساب الارض، هذا قرار كل واحد عليه ان يأخذ مع ذاته.. “انت اللى بتختار تقضى يومك ازاى، عاوز تصى هاتسيب كل اللى فى ايدك و تصلى، عاوز تقرا الانجيل هاتطفى التليفزيون و الموبيل و هتقرا الانجيل، عاوز تروح القداس هتروح القداس و تلاقى بركة فى شغلك القضية قضية اختيار..” و الحقيقة اقول لك ” من ساعة ما الواحد بيتولد لغاية مايحط راسه ربنا ملوش غير رغبة واحدة بس انك تدخل السما، و يعمل كل حاجة فى حياتنا لحساب الرغبة دى.. يضيق عليك فى وقت، يفك عليك فى وقت، يطبطب عليك فى وقت، يشد عيك فى وقت، كل دة لية؟؟ لانه هو عنده اراده اسمها: يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون”.. مضيفاً “لو متصور ان ربنا هايقبل انك تروح جهنم؟ انت لغاية دلوقتى مافهمتوش.. مش ممكن هايقبل تروح النار، ربنا مش هايقبل انك تهلك مش ممكن هايعمل اى حاجة عشان ماتهلكش”.
■ ما موقف الكنيسة الارثوذكسية من موهبة التكلم بالألسنة و التى تدعو لها بعض الكنائس؟
●● موهبة التكلم بالالسنة أعطاها الروح القدس للرسل لبنيان الكنيسة بسبب اتساع العالم و التلاميذ الاوائل لم يكن لديهم لغات للبشارة فبهذه الموهبة كانت لا تتعطل الكرازة، اما ما يحدث الان اننا نجد اشخاصا يقولون اننا امتلأنا من الروح القدس و يتكلمون بألسنة غير مفهومة و هى ليست حقيقية و لكنهم يخدعون العالم .. و كنيستنا تستند على قول القديس بولس “و الالسنة فستنتهى” (1 كو 8:13) و كان له تحفظ على الالسنة بالذات لانها قابلة للتلاعب موضحاً ان الشيطان من الممكن ان يتكلم كملاك! و ايضاً القديس يوحنا ذهبى الفم فى القرن الرابع فى تفسيره لرسالة القديس بولس يقول لم تعد الكنيسة تحتاج الى الالسنة، و اليوم لا اجد حقاً التمسك بهذه الموهبة التى يدعى البعض انها فيهم، لانه اصبح لنا فى كل بلد مؤمنين يقدمون المسيح بلغة بلادهم، و أذكركم ان السيد المسيح حذرنا من أن نذهب أو نسعى وراء كل ظاهرة غريبة و الرسل ايضاً قالوا “لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هى من الله؟” (1 يو 1:4).
■ و ماذا عن المعجزات و إخراج الشياطين؟
●● نؤمن بالشفاعة و نؤمن ان الله من خلال القديسين يكون هناك معجزات و لكن دعنى اقول هنا ان للرب حكمة فى المعجزات فمن الممكن ان يكون الانسان صالح و يطلب شفاءاً و لكن الله يرى ان طريقه للسماء افضل فلا يسمح بالمعجزة، و هذا يجعل بعض الناس يعتقدون ان الله لا يستجيب لنا و لكنه فى حقيقة الامر عكس ذلك تماماً، و احيانا يسمح الله بعمل معجزة لشفاء شخص لتدعيم ايمانه فما ابعد احكامه عن الفحص ليس للمعجزة قاعدة او زمان .. اما عن اخراج الشيطاين مذكور بالكتاب المقدس لكنى ارى ان الاكثر شيوعاً يكون نتيجة متاعب نفسية فنحن شعب يميل للغيبيات شخص لديه متاعب نفسية يقولوا شيطان! .. مشكلة كبيرة يعتبروها عمل! .. و كل مشاكل فى الحياة تكون قوة غريبة! بينما اقول كل هذه الامور لن تكون فى حياتنا مجرد قراءة المزاميز، المواظبة على التناول من الاسرار المقدسة و الاعتراف فالشيطان لا سلطان له على اولاد الله.
■ كيف يعيش الكاهن وسط شعبه كراعى الصالح؟
●● اولاً الكاهن عليه ان يتشبة بالمسيح و الاب الكاهن القبطى نقول له “ابونا” لانه ياخد من ابوة الله و يعطى الناس، فالابوة هي النعمة التى تعطيها الكنيسة لاولادها فالكاهن يصلي معهم، يفتقدهم دائماً، و لكن “إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ.” من المفترض ان يتولى الاب الكاهن فى القاهرة 200 عائلة و لكن الواقع نجد امامنا 800 عائلة ! فهى عملية صعبة نحتاج فى القاهرة و المدن الكبيرة ثلاث اضعاف عدد الكهنة و لكن فى ذات الوقت تتوفر فيهم الابوة و الروحانية، و الامر الثانى على الكاهن ان يكون معلم فمن فم الكاهن تطلب الشريعة، تكون الكنيسة و الانجيبل حياته و فى عقله ليستطيع ان يقدم الوديعة الذى استلمها من تعاليم ليحمى الناس به، و الامر الثالث على الكاهن ان يكون مدبر ليتمكن ان يضع كل الشعب فى خدامات مستخدماً كل الامكانيات و الطاقات المتاحة فى الكنيسة، و اولا و اخيرا الكاهن هو رجل صلاة حياته كلها لابد ان ترفع امام المذبح و يصلى لله من أجل شعبه فى كل صغيرة و كبيرة..
■ العائلة هى دينمو الكنيسة فكيف نعيش حياة مسيحية كتابية؟
●● حتى نكون فى بيوتنا مسيحيين بالحق علي كل زوج و زوجة ان يعطوا للرب مركز الصدارة و الاولوية فى البيت لبناء الاسرة فمكتوب “ان لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون ” .. اى بيت بدون المسيح هو بيت يعانى من الفراغ، فنحن فى بيوتنا نحتاج دائماً للرب فهو الذى يوفر لنا محبة الهية فائقة .. محبة لا تزعزعها عوامل الزمن و المرض و الكتاب المقدس يقدم نصيحة هامة جداً للزوج بأن يكون حنون عليها و مسئول عنها و نصيحة للزوجة بأن تقابله بالبشاشاة و الترحاب و ان تكون خاضعة له و اعتقد ان كانت كل اسرة تخطوا على تعاليم الكتاب و الكنيسة فلا يكون فى بيوتنا الا محبة و قداسة لان ما نشهده اليوم هو لاننا اولادنا خرجوا للعالم فاصبحنا نتحدث بلغة العالم و نقول “طلاق” و غيره .. “و صدقنى الواحد لما بيعرف ربنا و قوة قيامته كل حاجة بتتغير نظرته لنفسه.. نظرته للمشاكل.. نظرته لبيته”.