معظم اشتراطات الأمن الصناعي مفقودة في قطاعات الدولة
رفع 400 طن من أنقاض الحريق الذى نشب بالعتبة
تتوالي الأنباء عن حرائق هنا وهناك بمحال تجارية ،انفجار خزانات وقود وحرائق بمحولات كهرباء أو بعربة قطار،حريق هائل بمصنع أو مخزن أو معرض ، ومؤخراً حريق هائل في “الرويعي” التجارية الشهيرة بالعتبة وقبلها بساعة حريق في شركة النساجون الشرقيون بمدينة العاشر من رمضان وقبلها بساعات أيضا حريق في يخت سياحي خاص بمنطقة الممشي بالغردقه وقبلها بيوم حريق بمديرية أمن الجيزة وقبلها بيوم أيضا حريق بمخزن للورق بعين شمس وحريق بشارع العشرين الشهير بفيصل وكذلك حريق بمخزن للفوم بميت غمر بالدقهليه وقبل أيام حريق السويس الذي راح ضحيته شهيدان من رجال المطافئ وقبلها بايام حريق 30 فدانا بالصالحية الجديدة بالشرقية وفي الشرقية أيضا حريقان أخران أحدهما بمستشفي فاقوس العام والآخر بمستشفي منيا القمح العام ، وكذلك حريق خلف هيلتون رمسيس وأخر في العتبه أيضا قبل 6 أيام وقبلها حريق قطار سمالوط بالمنيا وقبلها حريق بالقليوبية في مصنع يمتلكه نائب بمجلس النواب ومعه حريق بمصنع كرتون بالنزهة ومعه حريق هائل باحدي شركات البترول بالإسكندرية يتبع جهاز الخدمة الوطنية وقبله حريق هائل بمخزن للأخشاب بالفيوم عند مدخل طريق ” سنرو” ومعه حريق هائل في سيارات تحمل مازوت بكميات كبيرة بلغت 32 طنا بالعياط أقصي جنوب الجيزه وأيضا حريق بعدة منازل بإحدي قري قنا وقبله حريق بأحد الاستديوهات الفنيه بالمهندسين وحريق ميناء شرق بورسعيد وإصابة 3 عمال وأحد ضباط الحماية المدنية، محملة شركة قناة السويس للحاويات صاحبة امتياز إدارة محطة حاويات الميناء مسئولية الحريق كاملة ، بعدما تسبب فى وقوع ونشين وإشتعال تانك أحدهما، واندلاع حريق فى 36 حاوية بداخلها زيت للطعام أن الحريق نشب بسبب قيام إحدى السفن العملاقة بكسر الونش العملاق رقم (17) التابعة لشركة قناة السويس لتداول الحاويات بميناء شرق بورسعيد ووقوعه على ونش آخر مجاور..والخسائر في العادة بالملايين فى العديد من المحافظات فهل كل هذه الحرائق صدفة ، رغم أننا لم نصل بعد للأشهر والأيام التى ترتفع فيها درجات الحرارة ؟!
فى البداية يرى أبوبكر الديب الخبير الإقتصاد أن خسائر ما يعرف بـ “حريق العتبة” تتجاوز ال 30 مليون جنيه، مؤكداً أن الحريق طال مايزيد عن 200 محلاً ومخزناً تجارياً بـ”الرويعي” بمنطقة العتبة.وقال الديب: إن هذه المحلات والمخازن تحتوي على “تشوينات” وأجهزة وبضائع كبيرة من الأقشمة والأدوات البلاستيكية، مشيداً بتعامل أجهزة الحماية المدنية، مع الحادث، وسرعة انتقالها إلي مكان الحريق والسيطرة عليه.
اشتراطات الأمن الصناعي مفقودة
قال محمد عوض خبير الأمن الصناعي: معظم اشتراطات الأمن الصناعي مفقودة في جميع قطاعات الدولة وبعض قطاعات رجال المال والأعمال التي إن وجدت تكون غير كافية وغير مطابقة للمواصفات، كأن نجد مواسير إطفاء وغير موصلة بمواسير المياه لتستخدم في الإطفاء سريعاً، أو كأن نستخدم أجهزة الإنذار العادية رغم وجود الأجهزة الأوتوماتيكية التي تقوم بإطفاء الحرائق تلقائياً وبمجرد نشوبها بشكل تلقائي، ولذلك تلك الحوادث ستتكرر طالما أننا لا نتبع الأسس العلمية للتخطيط ومواجهة الكوارث من خلال التفتيش المستمر والدوري علي المصانع والأماكن الحيوية.
وأكد أن إدارة الكوارث ستمكن المسؤلين من معرفة الأسباب الحقيقية المؤدية لوقوع تلك الكوارث وتفاقم حجم الخسائر، وأيضاً سنتمكن من وضع الأسباب الاحترازية والإجراءات الاستباقية في الحسبان، مما قد يمنع نهائياً وقوع كوارث أخري ونقضي بذلك على أهم أسباب تلك الحرائق، المتمثل في القصور البشري، حيث لا حساب ولا عقاب، فالجميع يعلم أن عقوبة الإهمال لا تزال غير رادعة، وأشارالى أن التيار الكهربائي هو الشماعة التي يعلق عليها المسئولون تقاعسهم عن أداء مهام وظائفهم التي حددها الدستور والقانون, وطالب بمحاسبة جنائية للمتسببين .
وأكد أن إدارة الكوارث ستمكن المسؤلين من معرفة الأسباب الحقيقية المؤدية لوقوع تلك الكوارث وتفاقم حجم الخسائر، وأيضاً سنتمكن من وضع الأسباب الاحترازية والإجراءات الاستباقية في الحسبان، مما قد يمنع نهائياً وقوع كوارث أخري ونقضي بذلك على أهم أسباب تلك الحرائق، المتمثل في القصور البشري، حيث لا حساب ولا عقاب، فالجميع يعلم أن عقوبة الإهمال لا تزال غير رادعة، وأشارالى أن التيار الكهربائي هو الشماعة التي يعلق عليها المسئولون تقاعسهم عن أداء مهام وظائفهم التي حددها الدستور والقانون, وطالب بمحاسبة جنائية للمتسببين .
ومن ناحية أخرى قال علي شكري نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية فى بيان صحفى للغرفة : إن مجلس إدارة الغرفة في حالة انعقاد دائم منذ نشوب الحريق، والمتابعة مستمرة مع كافة الجهات المعنية لتحديد الموقف وكيفية مساندة المتضررين من هذا الحريق ، مضيفاً أن هناك مشكلة تكمن في الباعة الجائلين، حيث يستخدمون الإضاءة من أعمدة الإنارة، قائلًا “لا يوجد بائع واحد من هؤلاء الباعة في البلد لا يستخدم إنارة من أعمدة الإنارة أو المساجد “، وأشار شكري إلى أن الغرفة ستتابع الأمر خلال الأيام القليلة القادمة لإعلان التفاصيل الجديدة من خلال المتابعة المستمرة لهذا الحدث المحزن للجميع .
رفع 400 طن من أنقاض الحريق
وأكد المهندس حافظ السعيد رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، أنه تم رفع أنقاض حريق منطقة الرويعى بالعتبة، ونقلها للمقالب العمومية, وأضاف: أنه تم رفع 400 طن من أنقاض الحريق الذى نشب بالعتبة، مشيرًا إلى أنه تم استخدام 6 عربات لورى قلاب حمولة 4 أطنان فى نقل نحو 48 طنًا من أنقاض الحريق فى اليوم الأول , وأوضح السعيد، أنه تم رفع 350 طنًا طوال الليل باستخدام خمس عربات قلاب حمولة 20 طنًا، منوها إلى استمرار رفع الأنقاض لنظافة المنطقة وإعادة فتح الشوارع والطرقات بالمنطقة لإعادتها إلى رونقها مجددًا.
خسائر تقدر بمليارات الجنيهات
وقال الدكتور محمد النجار الاقتصاد بكلية التجارة جامعة بنها، أن خسائر الحرائق المتكررة في مصر تقدر بمليارات الجنيهات في الأساس، خسارة فادحة للاقتصاد المصري وليس الخسارة لأصحاب تلك المصانع، فالتأمين سيعوضهم، ولذلك الغالبية العظمي منهم غير حريصين علي مراعاة الاشتراطات المهنية الآمنية كاشتراطات الأمن الصناعي، التي دائماً ما تكون مفقودة أو معطلة فى ظل الغياب التام للأجهزة الرقابية المعنية بالتفتيش علي تلك القطاعات وأولها الدفاع المدني المنوط به التفتيش.
تجمعات اقتصادية غير الرسمية
وأشار الدكتورمحمود نجم المحلل الاقتصادي إلى أن وجود مراكز وتجمعات للعتبة، باعتبارها من أكبر تجمعات للمنشآت الاقتصادية غير الرسمية، ساهمت في تخفيف آثار التضخم على المواطنين، كونها قادرة على توفير تنويعات كبيرة من السلع متفاوتة الجودة والأسعار، ما يخدم الشرائح الاجتماعية الأكثر فقراً، باعتبارهم غير قادرين على الشراء بالأسعار الرسمية، أو شراء المنتجات الكاملة، ما يدفعهم للجوء إلى شراء المنتجات “السايبة”، والأهمية التي حظيت بها العتبة قديما تتجلى في كونها تضم المركز الرئيسي للبريد المصري، وكذلك الأوبرا القديمة، وأن المنطقة التي شهدت المركز الرئيسي والقديم والأهم لرجال قوات الحماية المدنية “الإطفاء” في مصر, كما ترجع الأهمية التجارية والاقتصادية للمنطقة لما يجده فيها المترددين عليها من كافة الطبقات المجتمعية من سلع بدءً من تجارة الكتب القديمة، إلى تجارة الأدوات المنزلية في شارع “حمام التلات” التابع للمنطقة نقسها، مرورًا ببيع وشراء وصيانة واستبدال جميع أنواع الهواتف المحمولة والأدوات الكهربائية بشارع عبدالعزيز أحد أشهر الشوارع بالمنطقة التجارية الشعبية، وتجارة وبيع الأخشاب والأثاث في المناصرة، وصنع الأختام، وسوق الساعات،والنظارات الطبية، والأدوات والآلات الموسيقية بشارع محمد علي، وأسواق أخرى لمنتجات الجلود الطبيعية والصناعية والشنط والحقائب، والملابس، كل الأدوات التي يمكن أن تخطر لك على بال تجدها في المنطقة المنكوبة مؤخرًا بحريق يعتبر الأكبر من نوعه في تاريخ مصر المعاصر بعد حريق القاهرة مطلع خمسينيات القرن الماضي.
ويذكر أن للمنطقة طابع تاريخي يظهر في شكل مبانيها المستوحاة من الطراز المعماري للمباني في باريس، والتي أنشأت في عهد الخديوي إسماعيل بالقرن التاسع عشر، واستمدت المنطقة اسمها من “قصر العتبة الزرقاء” الذي بناه محمد الدارة الشرايبي بالمنطقة في زمن المماليك وتحديداً العام 1747م، الذي وضع أمامه عتبة زرقاء، قبل أن تنتقل ملكية القصر عدة مرات حتى وصلت إلى الخديو عباس الأول، الذي أزال عتبة القصر الزرقاء، ووضع مكانها أخرى خضراء، ليتحول اسمها إلى “العتبة الخضراء” تفاؤلاً وتبركاً باللون الذي كان يتفاءل به، فيما رجحت جيهان مأمون في كتابها “من سيرة المماليك” إن التسمية جاءت من التطوير والتعمير الذي قام الأمير أزبك قائد الجيوش في عهد السلطان المملوكي قايتباي في الفترة بين “1412- 1496” بمنطقة الأزبكية، حيث أنشأ المباني والحدائق الخضراء لتتحول المنطقة إلى العتبة الخضراء من كثرة بساتينها، وانتقل للسكن إليها الأمراء والشخصيات الكبرى، في ذلك الوقت.
يدق ناقوس الخطر
وقال الدكتور محمد عبد الغني عضو مجلس النواب المستقل أن حادث حريق شارع الرويعي بمنطقة العتبة أطلق ناقوس الخطر ولفت انتباهنا إلي غياب القواعد الهندسية في كافة الأسواق الكبري في مصر من حيث قواعد الحماية المدنية و توفير حنفيات الحريق و توفير الطرق اللازمة لدخول وسائل مكافحة الحرائق،وأشار إلى أن عدم تنظيم الإجراءات الخاصة بالتراخيص وتوحيدها سواء للمحلات أو المنشآت السياحية التي تسببت في حدوث الحريق وانتشاره كما أن قواعد التخزين و الحماية غير متوفرة .
خسارة الرويعى تجاوزت 400 مليون
كما قال عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، إن حريق منطقة الرويعى بالأزهر كبد كبار التجار ملايين الجنيهات الأمر الذى دفع اللجنة لمطالبة الحكومة بتعويض المتضريين من الحادث , وأضاف: أن خسارة تجار الأزهر والرويعى تجاوزت 400 مليون جنيه، مشيراإلى أن كبار التجار تضرروا بشكل كبير مما يشكل عبئا كبيرا عليهم فى استعادة الدورة التجارية, مؤكدا أن أزمات عتيدة تضرب الدولة المصرية تحتاج إلى تدخل مبكر لمواجه أغلب أزمات المجتمع المصرى، مشيرًا إلى أن وزارة التضامن تقوم على حصر الخسائر لتقديمها للحكومة لبحث تعويض عادل للمتضررين من الحريق الهائل.