الأنظمة العربية جميعها بلا استثناء غير مهتمة بالقضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية أصبحت القضية المنسية لغرق الشعوب العربية فى مشاكلها الداخلية
الربيع العربى سحب كافة الأقطار العربية الى الهاوية
يسجل للدولة السورية الموقف الضعيف تجاه القضية الفلسطينية بتوصيفها كدولة “ممانعة”
اصبح المتحكم فى ملامح القائد الفلسطينى .. اسرائيل و امريكا و لم يعد النظام العربى دور
أكبر كذبة نعيشها هى امكانية تحقيق شىء عن طريق المفاوضات
عدونا لن يخوض ضدنا معركة بمعادلة صفرية
كيف ندخل فى مفاوضات و ميزان القوة مختل عن النحو المعروف لصالح اسرائيل
ليس للمقترح الفرنسى قيمة ما لم نكن على ذات الوزن فى ميزان القوة العسكرى على الأرض
عملية المصالحة لن تتم لان هناك طرفا فلسطينيا لا يستطيع ان يخرج عن الفيتو الإسرائيلى الامريكى
أربعة اسباب ضغطت على عرفات لافشال اتفاق أوسلو .. و بكى بعد فوات الاوان
بيريز صرح أن اتفاق أوسلو يعد تانى أكبر نصر حققناه بعد قيام دولة اسرائيل
من سقطوا فى امتحان انتفاضة ” السكاكين ” لن يكتب لهم الاستمرار
الأمم المتحدة توقعت الا يصلح قطاع غزة للاقامة الآدمية عام 2020
دماء شهداء غزة فى اعناق الزعماء العرب على مدى التاريخ و ليس مجاله اليوم
هناك اختلاف فى التعامل المصرى بشأن معبر ” طابا ” و معبر ” رفح “
معبر رفح مسألة سيادة مصرية على الجانب المصرى و فلسطينية على الجانب الفلسطينى
مبادرة السيسى جهد ضائع .. و الافضل التدخل بمصالحة الأطراف العربية المتنازعة
68عاما على ذكرى الألم .. الدم .. التهجير لنكبة فلسطين عام 1948 التى مارس خلالها الكيان الصهيونى “اسرائيل” عبر حكوماته المتعاقبة ابشع صور الانتهاكات بحق الشعب الفلسطينى , و الى يومنا هذا تتواصل عمليات الطرد والتهجير القسرى و سقوط القتلى و الجرحى الى جانب هدم البيوت فى القدس والضفة الفلسطينية و تدمير آلاف المنازل كما حدث خلال الحروب العدوانية الأخيرة التى شنها الجيش الإسرائيلى الصهيونى على قطاع غزة ومصادرة الأراضى وضمها بغرض بناء الجدار الفاصل .. و هكذا تحيى ذكرى النكبة يوم 15مايو من كل عام و لايزال الشعب الفلسطيني يناضل من اجل قضيته حتى ينال الحرية و الاستقلال , رافعا شعار “لا تنازل عن حق العودة” و “معا من اجل تحرير فلسطين و انهاء الاحتلال ” بما يرسخ فى الاذهان انه مهما طال الزمن لن يتنازل الفلسطينيون باجياله القادمة عن حقهم فى العودة باعتباره حق مقدس وثابت وغير قابل للتصرف و لا يمكن لأحد أن يتنازل عنه أو يساوم عليه كما انه لن يصبح سلام أو استقرار أو أمن داخل المنطقة إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم .
للوقوف حول القضية الفلسطينية , و ما السبل لكسر الجمود القائم لتحريك الصراع الفلسطينى – الاسرائيلى , ولأي مدى يمكن للمفاوضات حل الأزمة وتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام , كان لنا لقاء مع عبد القادر ياسين الكاتب و المؤرخ السياسى الفلسطينى , فكان هذا الحوار ..
+ اذا أرادنا تلخيص القضية الفلسطينية خلال 68 عاما على النكبة و مشوار كفاحها من اجل تحريرها من قبضة الاحتلال , فماذا تقول ؟
++ بعد عقد من النكبة عام 1948 تعافي الاقتصاد الفلسطينى فتعافت معه الطبقات الاجتماعية الفلسطينية و الحركة السياسية الفلسطينية و بدأ ما يدل بأن الكيان الفلسطينى سيحيا من جديد و عليه بدأ النظامين المصرى والعراقى تقديم مشاريع قرارات للجامعة العربية باحياء الكيان الفلسطينى عام 1959 وحاول الرئيس الراحل عبد الناصر خلال تلك الفترة اعداد قيادة من الموالين له الى ان فشلت المحاولة, وجاء خطاب حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية المصرى الاسبق فى ملعب اليرموك بغزة فى 15 مايو عام 1959 يقول “لم يعد اسمهم اللاجئين و صار اسمهم العائدون” بما يعنى أنهم غيروا الاسم ولم يغيروا الجوهر, فى اخر عام 1960 اعد لنا الاتحاد القومى الفلسطينى و رغم انه لم يكتب له النجاح داخل مصر الا انهم حاولوا تطبيقه على فلسطين من باب تعزيز الفشل , فكان اتحاد قومى فلسطينى داخل مصر و فى قطاع غزة وسوريا ايضا لخدمة الفلسطينين القائمين داخل سوريا و كانت المحاولة فى توحيد الثلاث كيانات غير أن الحقيقة اثبتت انها كانت بمثابة جثث هامدة و لم تنجح فكرة التوحيد الى ان حدث الإنفصال.
هنا صدم عبد الناصر بشأن الانفصال , فألقى خطاب فى 22 يونيه عام 1962 من القصر الجمهورى بالقاهرة إلى اعضاء المجلس التشريعى الفلسطينى داخل قطاع غزة قائلا ” لم يكن لدى خطة لتحرير فلسطين وأي زعيم عربى بيزعم لكم غير ذلك .. كاذب”, و صارت هذه الكلمات بين الفلسطينين كسريان النار فى الهشيم خاصة وأن الفلسطينين كانوا يعولون على الرئيس عبد الناصر كثيرا فى امر تحرير فلسطين , فكانت خيبة الأمل حينما قال “لا انا و لا غيرى ” و كان قبله الملك سعود خطب فى عمال الظهران في مارس عام 1962 و قال للفلسطينين” عليكم ان تخطو خطى الثورة الجزائرية التى انتزعت معاهدة ” ايفيان ” مع الفرنسيين و من ثم استقلت الجزائر فى ذات الشهر. وبعد مرور شهر صار نبيه العظمة رئيس وزراء جديد لسوريا فقال ” على الفلسطينين ان يأخذوا قضيتهم بأيديهم ونحن مستعدون لمساندتهم ” ايضا كان موقف احمد ايمان بالله حينما جاء للجزائر فى مطلع يوليو 1962 و قال ” على الفلسطينين ان يخطوا خطوات الثورة الجزائرية من اجل تحرير بلادهم ” كل ذلك كان فى ظل انتعاش الوضع الاقتصادى و الاجتماعى و السياسى داخل فلسطين بالمقارنة لفترات سابقة للدرجة التى يمكننا القول بانه مع نهاية عام 1962 كان لدينا 30 فصيل فدائى فلسطينى نشأوا فى لمح البصر نظرا لنضوج الظروف المحيطة .. هنا جاءت الدفعة من قبل كافة القادة العرب من اجل تحرير فلسطين لولا ما حدث حيث تخوف عبد الناصر من تورط تلك الفصائل الفدائية مصر فى حرب لا تريدها و لم تتهيأ لها مع اسرائيل و عليه دعا عبد الناصر فى 23 ديسمبر عام 1963 الى قمة عربية داخل القاهرة لمواجهة محاولات تحويل اسرائيل مجرى نهر الاردن , و انعقدت القمة لكنه فى حقيقة الامر كان يرغب فى اظهار الكيان الفلسطينى و من ثم استدعى أحمد الشقيرى الذى كان رئيس الوفد السعودى فى الأمم المتحدة و رفض فى عام 1963 مهاجمة عبد الناصر بشأن موقفه من اليمن , فنحوه السعوديين و من ثم ذهب الى لبنان إلا أنه عبد الناصر ارسل له لحضور القمة باعتباره بدأ مندوبا لفلسطين داخل جامعة الدول العربية رغم عن كونه كان “لا بيقدم و لا بيأخر” و جاء بالفعل لحضور القمة العربية و كانت المفأجاة بان يجد كرسيه متراجع عن الدائرة الخاصة بالملوك و الرؤساء فقام بدفعه قائلا “هذه القمة من أجل فلسطين” و من المعروف ان عبد الناصر دفع لهذا الامر من اجل اظهار الكيان الفلسطينى, و تشكلت القيادة العسكرية العربية الموحدة بقيادة الفريق على على عامر و ارسلت لكافة دول الطوق المحيط بإسرائيل أن أي فدائى يتم الامساك به , يقتل مما يؤكد ان منظمة التحرير اعدت من اجل احتواء طوق الفلسطينين لاظهار كيانهم و لقطع الطريق على المنظمات الفدائية التى “تناوش” مع اسرائيل كى تجرنا لقتال . حين صارت هزيمة 1967 وجدنا انفسنا فى ورطة و صرنا مهزومين , فقام عبد الناصر بإقالة احمد الشقيرى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية و كلف ياسر عرفات بدلا منه لمنظمة التحرير , بعد ذلك كانت المطاردات التى تمت و الضربات التى وجهت للعمل الفدائى من قبل النظام الاردنى عامى 1970 و 1971 و عليه اخرج الفدائيون الفلسطينيون من الأردن فى صيف عام 1971 و انتقالنا الى لبنان إلى أن انتهى الامر باندلاع الحرب الأهلية عام1975 ثم بخروج الفدائيون بعد الاجتياح الاسرائيلى للبنان من بيروت فى الثلث الأخير من شهر أغسطس , و لعلى كنت فى آخر سفينة و تحديدا فى 1 سبتمبر عام 1982 و ربما خرجت بطريق الصدفة و لم يكن فى مخططي الخروج على الاطلاق لولا ان جاءتنى اشارة من قبل احد القادة الفلسطينين بأن هناك مذبحة تدبر للفلسطينين , هنا خرجت و تركت منزلى و حالى .. وللأسف من المتعارف عليه ان الدول العربية باكملها كانت متفرجة على مذبحة الفلسطينين واللبنانين اثناء الاجتياح الاسرائيلى عام 1982 و لم يفعلوا شىء الى ان انتظرنا بإدرة الملك فهد السعودى كى يلزمنا –بالإجبار– على الصلح على اسرائيل , و كانت هذه المبادرة قبل الحرب فشلت لكون الفلسطينين وغيرهم وقفوا ضدها وقتها قال الملك فهد خلال 6 أشهر ستعاودوا مطالبتها, وكان العدوان و صارت الانشقاقات فى الصف الفلسطينى نتيجة أن ياسر عرفات أرخى خضوعه للحلول الأمريكية الوهمية وعليه كان الاستياء جراء الموقف فصار انشقاق و كل الفصائل الفلسطينية انقسمت بين مجموعة تراهن على المواقف الامريكية وأخرى لا تراهن على المواقف الأمريكية إلى أن حلت حرب الخليج الثانية خلال صيف 1990 والمفاجأة كانت أن عرفات لأول مرة “يخرج عن طوع” الحاكمين الكويتى و السعودى و يصطف مع “صدام حسين” الذى طالما هاجمه عرفات لكن صدام حسين اثناء القمة العربية التى انعقدت فى بغداد قبل 3 أشهر من دخوله الكويت, الأمريكان قطعوا الحوار مع منظمة التحرير, فتآسى عرفات فقال له “ولا يهمك يأبو عمار .. هخليهم يرجعوا لك الضفة و القطاع على صينية من فضة” و فعلا حينما أخذ الكويت قالوا له الامريكان “انسحب منها” هنا كان رده ” خلى الاسرائيلين ينسحبوا من الضفة و القطاع وانا انسحب من هنا ” و هذا بالطبع لم يحدث .. غير ان انظمة الخليج و تحديدا الكويت والسعودية بدأوا يلعبوا على الإطاحة بعرفات من منظمة التحرير و فتح فاتجه الى سرداب ” اوسلو ” وبخس بأقل سعر فى المناقصة التى طرحتها اسرائيل فتم ارساء المناقصة بشأنه رغم كانت رغبتهم اعطائها للملك حسين .. و من يومها و القضية الفلسطينية فى تآكل , الرئيس الفلسطينى أبو مازن يتباهى أن ” عمره ما غبر رجليه بالعمل الفدائى ” على الرغم من انه منذ عام 1963 و هو عضو لجنة مركزية بفتح , كما انه لا يريد العودة الى مسقط رأسه صفد بينما كل الفلسطينين بيقاتلون من اجل العودة الى بلادهم الى الآن .
+ كيف ترى الوضع الراهن للقضية الفلسطينية بعد مرور 68 عاما على النكبة ؟
++ للآسف الوضع الراهن للقضية الفلسطينية من سيئ الى أسوأ لكونها عاشت زهاء عقد من السنوات بعد النكبة عام 1948 وسط اهمال عربى رسمى تام , و ها هى الأوضاع غير مبشرة على الاطلاق لاسيما وأن الوضع العربى يتردى من سيىء الى اسوأ و لذلك نحن نتنظر نكبات جديدة .
+ ما تأثير انتفاضات الربيع العربى على النضال الفلسطينى ؟
++ بالطبع الربيع العربى سحب ورائه كل الاقطار العربية سواء التى حدث لديها ربيع من عدمه الى الهاوية , ولا ننكر أنه بقدر ما التهبت الاوضاع العربية بقدر ما فتر الموقف الشعبى العربى من قضية فلسطين على أساس انه من الأولى اهتمام كل دولة بأمورها الداخلية .
+ البعض يرى أنه منذ ثورات الربيع العربى , تراجع اهتمام الانظمة العربية بالقضية الفلسطينية لتصبح القضية المنسية ؟
++ بالفعل اصبحت القضية المنسية لغرق غالبية الشعوب العربية فى مشاكلها الداخلية , فلا استطيع مطالبة العراق على سبيل المثال ان يهتم بالقضية الفلسطينية و هو ما ينطبق معه الحال داخل سوريا و ليبيا و اليمن و السعودية. أما الانظمة العربية فجميعها بلا استثناء غير مهتمة بالقضية الفلسطينية .
+ قال ميشيل كيلو الكاتب و المعارض السورى ان القول بان القضية الفلسطينية حظيت بدعم غير مشروط من نظام الرئيس السورى الراحل حافظ الاسد ” أكذوبة كبرى ” فما تعليقك ؟
++ أشارت مرارا و تكرارا بأنه ليس هناك من الدول العربية أهتم بالقضية الفلسطينية غير ان الحقيقة انه اثناء الاجتياح الإسرائيلى للبنان خلال صيف عام 1982 كانت سوريا بمثابة الدولة الوحيدة التى أرسلت قواتها و طائراتها لكن التدخل كان غير مؤثر لانه كان خارج دائرة التوقع و اسرائيل كانت منتبهة للأمر بفعل التقدم التقنى الامريكى لدى اسرائيل , فكانت اسرائيل تضرب الطائرات فور اقلاعها من المطار .
الحقيقة أن النظام السورى متخذ موقف ملتبس بتوصيفه كدولة “ممانعة” خاصة و اننى اعلم ان هناك ما يسمى بدولة ” مقاومة ” أو دولة ” مسالمة ” أو دولة ” مستسلمة ” لكن دولة الممانعة فهى تعنى وقوفها على الحياد بين هذا و ذاك بما يسجل للدولة السورية الموقف الضعيف الذى تتخذه ضد القضية الفلسطينية رغم كونها الدولة الوحيدة التى تسمح لكافة الفصائل الفلسطينية بإعداد مكاتب وممارسة نشاطها الدعائى و السياسى . أما عن رأى ميشيل كيلو فيما يخص سوريا فهو يوضح مدى رغبته فى مهاجمة النظام السورى لكن عن رأيى الشخصى , فاعتقد ان سوريا تعد أفضل الدول العربية نسبيا.
+ كيف تابعت تصويت البرلمان البرتغالى بالاغلبية على مشروع للتضامن مع الشعب الفلسطينى وإدانة انتهاكات حقوقه الأساسية بما فيها “حقه بوطن” فى ذكرى النكبة ؟
++ عملية التضامن مع الشعب الفلسطينى أمر بيتم داخل أكثر من موقع لكن المهم يكمن فى مسألة قيادة الشعب الفلسطينى خاصة و انه من الملاحظ انه منذ ان اتجه ياسر عرفات الى قطاع غزة فى 4 يوليو عام 1994 اصبح المتحكم فى ملامح القائد الفلسطينى هى اسرائيل و امريكا و لم يعد النظام العربى دور فى ذلك رغم ان النظام العربى منذ أن قامت الجامعة العربية عام 1945 كانت هى المتحكمة فى تحديد ملامح القائد الفلسطينى بدء من جمال الحسينى مرورا بالشقيرى و ياسر عرفات و غيره.
+ ماذا عن الجهود المكثفة من قبل الامم المتحدة خلال الاسبوع الماضى فى محاولة لكسر الجمود القائم بين الفلسطينين و الاسرائيلين منذ سنوات طويلة ؟
++ أكبر كذبة نعيشها هى امكانية تحقيق شىء عن طريق المفاوضات لعدة اسباب, اولها ان عدونا يخوض ضدنا معركة بمعادلة صفرية أما نحن أو هو و من ثم فهو لا يرغب فى الوصول لتسوية . ثانيا من مبادىء الدخول فى مفاوضات يفترض ان يصبح لدينا وزن يعتد به فى ميزان القوة, أين نحن فى ميزان القوة ؟ صفر .. العرب بأجمعهم “صفر” أمام اسرائيل و بالتالى لا يفترض الدخول فى تسوية و نحن بهذه الحالة وإلا تصبحى انت مجرد جسرا يمر فوقك العدو الى ارضك لذلك كيف ندخل فى مفاوضات و ميزان القوة مختل عن النحو المعروف لصالح اسرائيل , هنا لا يصبح امامنا الا ان نقدم تنازلات مجانية لان العدو لن يمنحك شىء بالتوسل و بالتسول , و التسول لم يكن على مائدة المفاوضات على اعتبار انه لا نأخذ شىء على مائدة المفاوضات أكثر مما تساوين فى ميدان القتال . أين نحن فى ميدان القتال ؟ والامر بطبيعة الحال ينطبق على كل العرب . و لعل قالها ” مترنيخ ” السياسى النمساوى ” الداهية ” لحكام اوربا بعد هزيمة نابليون فى واترلو عام 1815 , قال جملته الشهيرة ” انت لا تستطيع ان تأخذ من الارض الى ابعد ما تذهب اليه دانة مدفعك ” .. أين مدافعنا ؟ لعلها موجهة الى صدور جماهيرنا الغاضبة و ليس فى اتجاه العدو .
الامر الثالث قالها الزعيم الفرنسى الشهير الجنرال شارل ديجول:”من لا يملك مفتاح الحرب لا يملك مفتاح السلام “
+ دعا رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الامم المتحدة , مجلس الأمن الى السماح بتفعيل المقترح الفرنسى .. فكيف ترى الجهود المبذولة لتحريك الصراع الفلسطينى – الاسرائيلى و دعم المقترح الفرنسى لعقد مؤتمر دولى يساعد فى احراز تقدم نحو حل الدولتين ؟
++ شرط التسوية لا يعنى التحرير الفلسطينى بقدر ما هو ان تصبحى على ذات الوزن فى ميزان القوة العسكرى على الارض لكن بهذا الوضع دون وزن ليس له قيمة سواء حاول الفرنسيين أو الأمريكان أو السعوديين لتحريك الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى .
+ كشف الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح و فوض العلاقات الدولية عن اتصالات مكثفة لعقد مؤتمر للمصالحة الفلسطينية فى جينيف كاستمرار للمشروع السويسرى المطروح منذ أكثر من عام , لاى مدى يمكن لذلك المؤتمر ان يحقق الوحدة و يعمل من اجل انهاء الانقسام ؟
++ و لماذا يعقد مؤتمر للمصالحة الفلسطينية فى جينيف , من الأولى أن طرف عربى هو الذى يدخل فى هذه المصالحة لكن الواقع يكشف أن هناك فيتو اسرائيلى امريكى , و بهذه الطريقة نضيع الوقت للتطرق والحديث عن المصالحة و لن تتم لان هناك طرفا فلسطينيا لا يستطيع ان يخرج عن هذا الفيتو .
+ تبادلت حركتا فتح و حماس الاتهامات بشأن فشل استئناف لقاء الدوحة الحاسم , فى رأيك من المسئول ؟
++ المسئول هو الذى يستجيب للفيتو الاسرائيلى الامريكى , ” عباس ” الذى يقول اننى لا استطيع ان اخرج من منزلى الى مكتبى و العودة من المكتب الا بقصاصة ورق من مجندة اسرائيلية بالطبع هذا لا يملك ارادة بغض النظر عن مدى وطنيته من عدمه.
+ فى الذكرى ال 51 لانطلاق عملياتها العسكرية ” فتح ” من أين و الى أين ؟
++ فتح كانت المبادرة باطلاق الرصاصة الأولى , و فتح كانت التنظيم القائد داخل الساحة الفلسطينية و يوم أن قتل أبو جهاد فى عام 1988 وأبو اياد عام 1991 اصبحت فتح تنظيم القائد الفلسطينى ياسر عرفات و حين مات ياسر عرفات اصبحنا امام فتحات لان منها تعددت فتحات كثيرة .
+ تدهورت القضية الفلسطينية بسرعة رهيبة على يد “اتفاق أوسلو” فى عام 1993 , فلماذا لم يحقق الهدف المرجو منه حيث التوصل لحل سلمى للصراع الفلسطينى الاسرائيلى رغم عن كونه كان يعد منعطفا مهما فى مسار القضية الفلسطينية ؟
++ أولا لأن الطرف الإسرائيلى ليس مهيأ لتسوية سلمية, الامر الثانى دوافع ياسرعرفات كانت عديدة للافلات من محاولات اسقاطه من قبل السعودية و الكويت الى جانب التقرير الامريكى الذى رأى فى ” حماس ” انها متجانسة و منضبطة و اعضائها منضبطين بعكس ” فتح ” و هو ما ازعجه. اما السبب الثالث لعدم تحقيق اتفاق أوسلو الهدف المرجو منه كان يرجع لخوف عرفات من الملك حسين بان يأخذ الضفة الغربية خاصة و ان الاسرائيلين كانوا يميلون لاعطائه الضفة الغربية فى ذلك الوقت .
رابعا كان خائف من قيام أحد من المفاوضين داخل مدريد ثم واشنطن يكلفونه الامريكان بدلا منه مثل فصيل الحسينى مسئول ملف القدس وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو المناضل الوطنى حيدر عبد الشافى أو حنان عشراوى الناشطة السياسية الفلسطينية .. و بطبيعة الحال ضغطت الدوافع الاربع على ياسر عرفات بما جعلته يذهب للاتفاق كى يتجنب المقصلة السعودية الكويتية و هو لا يعلم انه ذاهب على مقصلة احد وهى المقصلة الامريكية الاسرائيلية و ظن وقتها ان بامكانه لهو الاسرائيليون حتى يخطف منهم دولة رغم انه كان ” وهم ” و لعله استيقظ منه فيما بعد و اتذكر انه جاء الى القاهرة عام 1999 و طلب لقاء معارض فلسطينى معروف هو المرحوم دكتور ” احمد صدقى الدجانى ” حيث قال لى الدكتور أحمد صدقى حينما ذهبت له حيث يقيم قائلا ” بكى على كتفى و قال لى انت يا أبو الطيب كنت على حق حين عارضت اتفاق أوسلو و انا الان اكتشفت الموضوع ” و بالطبع كان بعد فوات الاوان .
و بعد ذلك ظن عرفات أن بامكانه الضغط على طريقة السادات بحرب أكتوبر و يأخذ لكن الواقع يثبت أن الزمن غير الزمن و القضية غير القضية و السياق غير السياق , و بأى وسيلة تضغط و انت قبضة الاسرائيلين مثل البيضة فى اليد .
+ فى رأيك اتفاق أوسلو كان اكبر فكرة عبقرية فى تاريخ اسرائيل لانه ضمن استمرار الاحتلال دون ان تدفع اسرائيل تكاليف الاحتلال ؟
++ قال شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلى السابق و كتبت فى جريدة الشرق الاوسط أن اتفاق أوسلو يعد تانى أكبر نصر حققناه بعد قيام دولة اسرائيل , و حين قتل ياسرعرفات قال لانه تلكأ فى الخطوة الاخيرة .
+ ادليت بتصريحات حول تفجيرات القدس بان الفصائل الفلسطينية تعطى مؤشرا بدخولها على خط الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة ؟
++ لم يكن هناك انتفاضة أخيرة وأولى , و انما كان رأيى ان ما جرى منذ 1 أكتوبر عام 2015 عما اطلق عليها “انتفاضة السكاكين” جرى خارج منطقة نفوذ الفصائل بل فى اغلبه قائم احتجاجا على تقاعس الفصائل و على ما يسميه محمود عباس التنسيق الامنى مع الاسرائيلين الذى نعتبره الرضوخ للاسرائيلين , و كان امام الفصائل فرصة اخيرة اما ان يشاركوا من عدمه , و اعتقد ان هذا يدل على اننا امام نهاية مرحلة فى العمل الفدائى الفلسطينى بما تبشر بولادة مرحلة اخرى لكن الذين سقطوا فى امتحان انتفاضة ” السكاكين ” لن يكتب لهم الاستمرار .
+ لماذا التحول من انتفاضة ” الحجارة ” الى ” السكاكين ” ؟
++ هناك من اعترض على العمليات الاستشهادية التى تمت خلال الانتفاضة الثانية من قبل ” فتح ” و ” الجهاد ” و ” حماس ” و السؤال هنا لماذا لجأ الفلسطينيون للسكاكين و منهم اولاد و اطفال ؟ ليتباهى اليوم ” ابو مازن ” اننا نفتش المدارس و وجدنا 70 سكينة داخل مدرسة واحدة بحقائب الطلبة .. هذا دليلا على تقاعس الكبار عن الدفاع عن الوطن , و من ثم يلجأ الاطفال بطريقتهم الى انتفاضة السكاكين لنجد طفل عمره 13 سنة يحمل سكينة و عليه نجد اطفال كثيرين يينزفون على الاسفلت . و للاسف قوات الامن الفلسطينية القائمة داخل الضفة الغربية كلما رأت قوات اسرائيلية بتهجم فى ناحية تخلى لهم المكان فى المقابل اذا رأت فلسطينى يسعى لعمل شىء تقوم بالقاء القبض عليه لتجدهم يعملون لصالح اسرائيل ” عينى عينك ” .
+ مرور 10 سنوات على حصار غزة بمثابة ” الموت البطىء ” , ما ملامح ذلك الموت ؟
++ توقعت الأمم المتحدة إلا يصلح قطاع غزة للاقامة الآدمية عام 2020 و فى رأيى اننا نخطو خطوات سريعة نحو هذه النقطة و يمكن قبل بحلول عام 2020 نظرا لعدم وجود كهرباء معظم الوقت كما انه ليس هناك تعقيم للمياه , كما ان الإسرائيلين يقوموا بسرقة المياه الجوفية بما تزداد ملوحتها . فضلا عن تأثير الحروب الأربعة التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة و ضربها باليورانيوم المخضب بما يساهم في نشر الامراض السرطانية فى الكبد والكلي و غيرها بما يدعنا القول اننا امام مصيبة كبرى .
+ ذكرت ان دماء شهداء غزة فى اعناق الزعماء العرب .. و انه من العار ان تنفجر المظاهرات فى اوربا و امريكا بينما الوطن العربى يبقى صامتا, هل ترى ان هناك تخاذل و تقاعس من قبل الزعماء العرب
++ على الاقل التقاعس تاريخى و لا مجاله اليوم , فليس من العدل ظلم القائمين حاليا .
+ كيف ترى تعامل مصر مع مسألة فتح معبر رفح ؟
++ مقارنة بالتعامل المصرى مع معبر ” طابا ” بالتأكيد هناك إشكالية حينما يقف الفلسطينى الذى يحمل تأشيرة بالساعات على معبر رفح و يمنع دخوله مع ملاحظة انه كل 3 أشهر يفتح لبعض الساعات و عليه ليس بالإمكان جميع من يرغب الخروج يسمح لهم و منهم من يحتاج لعلاج وزرع كبد و من ثم نجد حالات ربما تفارقها الحياة على الحدود عند معبر رفح .. و فى رأيى ان معبر رفح مسألة سيادة مصرية على الجانب المصرى و فلسطينية على الجانب الفلسطينى و غير ذلك يعتبر حديث خارج الاطار .
+ كيف ترى السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية و مبادرة الرئيس السيسى بضرورة احياء عملية السلام و الاسراع فى اقامة دولة فلسطين ؟
++ مبادرة الرئيس السيسى ينطبق عليها ما ينطبق بشأن المفاوضات و عن جهود الامم المتحدة و عن دعم المشروع الفرنسى و غيرها , فهذا جميعه بمثابة جهد ضائع و اولى لنا ان نتدخل بمصالحة الاطراف العربية المتنازعة داخل اليمن و ليبيا و العراق و سوريا و داخل فلسطين اولا لما يعد جهد مجدى خاصة و اننا فى أمس الحاجة اليه لتقوية الطرف العربى فى الصراع .
+ ماذا عن ترحيب “حماس” و ” فتح ” بمبادرة الرئيس السيسى و رد فعل نتنياهو بمباركة تلك المبادرة و ابداء استعداده للتعاون مع العرب ؟
++ يرحب من يرحب فلست منتميا لحماس أو فتح , لعلى كاتب يسارى . اما عن موقفنتنياهو فهو محق أكثر من حماس و فتح لذا من حقه ان يكون رد فعل فرحا لمباركة تلك المبادرة و ان يبدى استعداده للتعاون مع العرب .
+ كيف تابعت لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الفلسطينى خلال الزيارة الاخيرة للقاهرة ؟
++ عذرا فالرئيس الفلسطنى ” أبو مازن ” غير معنى به على الاطلاق و ايا كانت تحركاته و مع من يتقابل , لم اتابع .
+ أكد سامح شكرى وزير الخارجية المصرى أن العلاقات المصرية مع حركة حماس لم تشهد اى تطور ايجابى خلال الفترة الاخيرة .. نافيا ما تردد عن وجود مساع للتهدئة بين القاهرة و الحركة بوساطة سعودية , فا تعليقك ؟
++ هذا التصريح طبيعى بانه لم يكن هناك اى تطور فى العلاقات المصرية مع حماس .
+ فى المقابل صرح الدكتور إسماعيل رضوان القيادى بحركة حماس أن حركة الجهاد الاسلامى لعبت دورا بارزا فى اعادة العلاقات مع القيادة المصرية بعد ان شهدت توترا على خلفية التحولات السياسية التى شهدتها مصر عام 2013 و التى تصاعدت بعد توجيه الاتهامات المزعومة لحماس بالوقوف وراء اغتيال النائب العام المصرى السابق , لماذا التضارب فى التصريحات ؟
++ ليس هناك تضارب فى التصريحات , فوزير الخارجية المصرى محق فيما قاله و الدكتور رضوان محق فيما قاله ما حدث انه بعد تصريح وزير الداخلية المصرى قيل ان هناك البعض متهمين من قبل حماس بقتل النائب العام المصرى المستشار هشام بركات ليصل بعدها بيومين وفد من حركة حماس كان متفق عليه من اسبوعين الى القاهرة و اجرى محادثات ناجحة الى حد بعيد مع جهات سيادية مصرية و لو ان هذه الجهة السيادية المصرية كانت مقتنعة بتصريح وزير الداخلية المصرية لالغت زيارة الوفد الحماسى , و من هنا انا تفاءلت بمباحثاتهم مع بعض و الاتفاق معا حول بعض النقاط و بعدها بدأت حماس بازالة كافة اشارات رابعة و صور حسن البنا من غزة و شكلت دوريات كى تمنع دخول اى ارهابين او خروج اى منهم لتغذية الارهابين و قاموا بعمل اسفلت على الحدود على ان مصر تعمل اسفلت آخر الى جانب عمل دوريات مشابهه , و فى رأيى ان حماس بدأت من جانبها الخطوات المتفق عليها فى المقابل ليس هناك رد فعل من الجانب المصرى .
+ ماذا عن تصريح أسامة حمدان مسئول العلاقات الدولية فى حركة حماس بوجود مساع لحركته لزيارة مصر لاستكمال المباحثات فى الملفات التى سبق و ان طرحت خلال الزيارة الاخيرة ؟
++ القاهرة ترحب من جانبها بأى زيارة , المهم ما سيترتب على هذه الزيارة .
+ تعليقك بشأن وجود تعاون بعض الدول مع اسرائيل لمواجهة الارهاب ؟
++ اول جهة ارهابية يجب ان تحارب هى اسرائيل , فكيف يتعانوا مع ” المعلم على الصبيان ” و لعلى اتعجب كيف ان دول عربية مثل مصر و العراق و سوريا لا تشير بأصبع الاتهام لاسرائيل فى تشجيع العمليات الارهابية ضد هذه الدول الثلاثة وهى المتهم الاول .
+ البعض ينتقد ان التنسيق الأمنى مع الاحتلال الصهيونى مستمر دون تغيير رغم قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف التنسيق الامنى مع اسرائيل , و نحن بانتظار وضع الآليات لذلك مع ضرورة وضع سقف زمنى لعل هذه الآليات ؟
++ ليس على الإطلاق كما يسمى ب ” التنسيق الامنى ” بقدر ما هو فى حقيقة الامر إملاءات من قبل اسرائيل ل “محمود عباس” بهدف ملاحقة الفدائيين الفلسطينيين , ولا نعترف به كتنسيق لان من مبادىء التنسيق الملاحقة من قبل الطرفين و ليس من طرف واحد و بالتالى ما نحن بصدد اليه بمثابة تضليل من خلال مصطلحات يساقها العدو لتردد عن دون علم.
+ و متى يتم وقف تلك الاملاءات فى رأيك ؟
++ حين يصبح لدينا قيادة وطنية حقيقية هنا فقط يتوقف كل هذا, واذكر انه حينما اندلعت الانتفاضة الثانية , قام ياسرعرفات بوقف ما يسمى ب ” التنسيق الامنى ” و لم يعيده ” أبو مازن ” الا بعد وفاة عرفات .
+ ما مصير القضية الفلسطينية فى رأيك ؟
++ على المدى البعيد أنا متفائل فى تحرير فلسطين من قبضة الاحتلال و اقامة دولة فلسطين , اما المدى القريب و المتوسط فلست متفاءل .