تُعيد الكنيسة القبطية اليوم بتذكار نياحة القديس الأنبا دانيال” قمص برية شيهيت” .
ففي سنة 296 للشهداء ( 580م )، تنيَّح القديس الأنبا دانيال قمص برية شيهيت.
وُلِدَ ها القديس نحو سنة 485م. وانطلق إلى برية شيهيت في شبابه. كان يأكل يومياً عند الغروب، ويعمل في صنع السلال. توالت هجمات البربر واللصوص على البرية، فهجرها الرهبان هرباً من الخطر، أما هو فقد أسره البربر ثلاث مرات. وبعد فترة من العبادة والنُسك رسمه البابا قمصاً على البرية. وفي أحد الأيام أبصر إنساناً يدعى أولوجيوس وكان يقطع الأحجار، وما يكسبه يتصدق منه ويضيف الغرباء.
طلب أنبا دانيال إلى الله أن يعطيه مالاً ليزداد في عمل الخير. ولما كثر المال، قصد القسطنطينية يطلب وظيفة وجاهاً وترك عمل الصدقة. ولما أراد الله، بصلوات الأنبا دانيال، أن ينجيه ويعيده إلى فضيلته، حدث أن اشترك في انقلاب ضد الإمبراطور جستنيان، ونجا بمعجزة تاركاً ثروته، وعاد إلى وضعه الأول… وفهم مما حدث أن الله يطلب منه ألا يتعرض لأحكام الله في خلائقه.
أما عن الأنبا دانيال فإنه عندما وصل قرار ” لاون ” إلى شيهيت الذي أقره مجمع خلقيدونية، لكي يوقع عليه الآباء، رفض الأنبا دانيال ورهبانه التوقيع. فأوقع الجنود بهم ضربات كثيرة. هرب على أثرها إلى قرية ” تمبوك ” مركز شبراخيت (شبراخيت: إحدى بلاد محافظة البحيرة)، وسكن حتى موت جستنيان سنة 565م. ثم عاد إلى شيهيت.
وفي سنة 577م قامت الغارة الرابعة للبربر فعاد إلى ” تمبوك “. وهناك رقد في الرب بالغاً من العمر أكثر من خمسة وتسعين عاماً.